دام برس :

معلولا.. تلك المدينة التي امتزج فيها الحاضر بالماضي.. المعلّقة في حضن الجبل.. الشاهقة بمعالمها التاريخية الموغلة في القدم وبسكانها الذين مازالوا يتكلمون اللغة الآرامية القديمة.. لغة السيد المسيح.. تلك المدينة التي يحج إليها الناس كافةً لزيارة مقاماتها الدينية والمشاركة في الاحتفالات المقامة في أديرتها وكنائسها.

عيد الصليب هذه السنة كان له نكهته الخاصة، حيث احتشد الناس في ساحات معلولا وأديرتها لرفع الصليب على جبالها لتُقام الاحتفالات في منظر غير مسبوق، منذ أن امتدت يد الإرهاب لتنال من أمنها وعظمتها.

معلولا اليوم.. تزهو بسكانها وبتحسن أوضاعها الخدمية والبدء بإعادة إعمار ما تهدم من بيوتها وتراثها وعودة دوائرها الحكومية إلى العمل بكافة كوادرها، حيث لقي النداء الذي أطلقه الإعلامي عمر عيبور عبر برنامجه صلة وصل و الذي يُبث عبر أثير إذاعة نينار صداه لدى الجهات المسؤولة لتقوم بالإجراءات اللازمةكونها صوت المواطن المسموع.

وفي هذا السياق كان لنا لقاء مع السيد ناجي وهبة رئيس مجلس بلدية معلولا عبر مراسلتنا في معلولا.. ليخبرنا عن مستجدات الواقع الخدمي في المدينة:" لقد شهدت المدينة بالفعل تحسناً ملحوظاً على مستوى الواقع الخدمي، فقد أُعيد تأهيل البنى التحتية من قبل منظمة UNDPوبدأت المرحلة الثانية من المشروع إضافة للقيام بمشاريع جديدة في قطاعي الكهرباء والماء، وبالنسبة إلى إعادة إعمار وترميم الأماكن المقدسة والأثرية فقد بدؤوا بترميم الكنائس وتزفيت الطريق المؤدي إلى مارسركيس وباخوس والقيام بتعيين عدد من الموظفين في مختلف القطاعات الحكومية في المدينة وكل ذلك بتوجيه من وزير الإدارة المحلية والبيئة بعد متابعة الموضوع من قبل إذاعة نينار والأستاذ عمر عيبور معه الذي كان له الدور الأكبر في إيصال صوت المدينة ومعاناتها لمن يقتضي اهتمامه والمتابعة الحثيثة للتأكد من سير الأمور في مسارها الصحيح كما علمنا".

وفي حديث آخر مع أحد المواطنين من أهل المدينة قال:" معلولا اليوم مختلفةٌ عما كانت عليه بالأمس من دمار وخراب والفضل يعود لدور الجهات الحكومية والجيش السوري في إعادة الحياة والأمن والأمان للمدينة حيث يوجد ورشات للكهرباء والمياه لتنظيف الشوارع وإصلاح الكابلات وإعادة الإعمار وقد تم كل ذلك بوقت قصير".

معلولا عالمٌ مليءٌ بالسحر والأسرار، فكل ما تقع عليه عيناك بعيد عن مألوف البيئة والزمن.. وها هي اليوم تستعيد عافيتها وألقها وتنبض بالحياة مزهوة بتاريخها وقدسيتها.

رولا العلي