دام برس - نور قاسم :

أعلام سورية الذين قدموا الكثير لها من فكر و أدب يستحقون الذكر بجدارة في المجالس ، لذلك وبشكل دائم تقيم وزارة الثقافة ندوات لتسليط الضوء عليهم.
وفي تاريخ ١٨/٧/٢٠١٧ أقامت ندوة بحضور شخصيات بارزة ومنهم الدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة القطرية لحزب البعث، ومعاونا وزير الثقافة السيدان توفيق الإمام وعلي المبيض.في دار الأسد للتعريف عن قامة سورية شكلت  علامة فارقة في وجودها وكيانها.
عبد السلام العجيلي، هو ابن الرقة السورية تلقى تعليمه للمرحلة الاعدادية في حلب ثم انتقل إلى دمشق ليتابع دراسته في كلية الطب.
تبوأ عدداً من المناصب السياسية أهمها الوزارية منها في كل من الإعلام، الخارجية والثقافة.
ابنة شقيقة الراحل السيدة رشا العجيلي أعربت عن فرحتها وفخرها بهذه المبادرة اللافتة من السيد وزير الثقافة لتسليط الضوء على عبد السلام العجيلي.
وقالت بأنه كشخص كان يحمل كافة معاني الانسانية وتواضعه يشهد له، ولطرافته بأنه كان عندما يمشي في الطريق ويشاهد أي طفل كان يلعب معه الكرة.

وتحدثت عن العجيلي الإنسان الطبيب الذي كان يعالج المرضى مجانا.
وبدوره دكتور اسماعيل مروة (مدير الندوة) بين لدام برس بأن هذه الندوة سيثمر عنها كتاب يضم فيه أأهم ما قيل في الندوة بالإضافة إلى مجموعة
 من الأبحاث التي تم تحضيرها منذ ثلاثة أشهر.
وأشار إلى أن سبب اختيار عبد السلام العجيلي لهذه الندوة هو انتمائه الأصيل لسورية.

وبالنسبة للدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد كتاب العرب تحدث في الندوة عن منجزات عبد السلام في حلب.
لفت إلى أن منجزات هكذا شخصية تحتاج إلى أيام طوال من الحديث لنوفيها حقها.
وأشار بأن العجيلي لم ينسى حلب التي قضى فيها مراحل دراسية من عمره، فحلب كان لها الحصة الأكبر في رواياته.
وفي الندوة تحدث عن الروايات التي ذكر حلب فيها بدءا من روايته الأولى (باسمة بين الدموع) مرورا بروايته (ألوان الحب الثلاثة) وهي مشتركة مع الدمشقي الراحل أنور قصيباتي.
وأيضا من مؤلفاته الروائية التي ذكر فيها حلب (قلوب على الأسلاك) وأيضا روايته التي مجد فيها حرب تشرين وهي (أزاهير تشرين) وغيرها من الروايات...
وبدورها دكتورة منيرة فاعور سلطت الضوء على العجيلي السياسي وأعربت عن امتنانها لوزارة الثقافة على إقامة ورعاية مثل هذه الفعاليات الهامة للتعريف على شخصيات سورية بذلت الكثير لأجل الوطن.
وأوضحت بأن للعجيلي أثرا وحضورا فاعلا في الساحة السورية والعربية.
وفي مقتطفات عن حديثها في الندوة قالت بأن العوامل التي كونت شخصيته السياسية شغفه بالقراءة ولاسيما التاريخ القومي والانساني وغيره.
أول عمل سياسي خاض فيه هو مشاركته في جمع التبرعات لمنكوبي فيضانات القلمون عام ١٩٣٣.
وعام ١٩٤٧ انتخب نائبا عن الرقة في مجلس النواب.
ولفتت بأنه أثناء منصبه في وزارة الثقافة كان يستخف بالرسميات فهو الذي أصر على المرور إلى مكاتب الموظفين فردا فردا ليتعرف عليهم بدلا من أن يأتوا هم ويهنئوه في منصبه الجديد.

وأثناء استلامه وزارة الخارجية قسم نهاره إلى قسمين في الصباح يكون في وزارة الثقافة وفي القسم الثاني من اليوم في وزارة الخارجية.
وأما الدكتور حسن حميد الذي خصص حديثه في الندوة عن قضاء العجيلي فترة في فلسطين كمتطوع في جيش الانقاذ.
وقال بأن عبد السلام أخلص إخلاصا مهما لفلسطين ويبدو ذلك في كتابه جيش الانقاذ وأيضا ما ذكره في كتاب أيام السياسة.
ومن مقتطفات حديثه في الندوة بأنه يعتبر بأن عبد السلام العجيلي هو دواة ومؤسس السرد المقاومة التي كان أول حديثها عن التراب الفلسطيني والصهاينة.
فهو من شق الدروب إلى أدب المقاومة وليس القصاصين الفلسطينيين.
وبأنه كان يتحدث مع الضباط السوريبن لاكتشاف الأمكنة الفلسطينية من قرى ودروب وأودية وتلال وجبال لتكون مواقع استقرار جيش الانقاذ من جهة و لتكون مصائد للعصابات الصهيونية من جهة ثانية.
وأشار إلى أن قصصه التي كتبها عن الجليل وبنادق الجليل وفدائيي الجليل وصبايا الجليل لها سحر جمالي خاص.
دامت الندوة حوالي ساعتين وعن نفسي شعرت بفخر واعتزاز أكبر عندما تعرفت على هذه الشخصية وفي ذات الوقت شعرت بالخجل من نفسي لعدم معرفتي بها، فمثل هكذا شخصيات سورية أصيلة تقصير في حقها أن لا تكون معروفة لدى الجميع.
كم هي مهمة وضرورية مثل هذه الندوات التي تعيد إحياء ذكر أعلام كان لهم كل الأثر في إحداث التطور والتقدم لوطنهم.