دام برس - نور قاسم:

برعاية الأستاذ محمد الأحمد وزير الثقافة ومديرية الفنون الجميلة تم يوم أمس17/7/2017 اختتام معرض لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بعد ورشة العمل التي دامت لمدة ثلاثة أيام.
إذ ليس هنالك إنسان مُعاق بل هنالك مجتمع مُعيق، فالمجتمع هو اللّبِنة الأساسية المساهمة في التطوير والتقدّم.
فعندما يكون المجتمع بكافة مؤسساته مراعياً ومتابعاً لكافة الشرائح على اختلافها وتنوعها فهذا ينمُّ عن مدى حضارته ونمو أخلاقه.
وهذا ما نلمسه بشكل واضح وجليٍّ في سورية من خلال الاهتمام الدائم والرِّعاية التي تحيطها من خلال مؤسساتها بالإنسان بشكلٍ عام والإنسان من ذوي الاحتياجات الخاصة بشكلٍ خاص.
حيث أنه في المعرض الذي أُقيم اليوم خصيصاً لعرض الرسومات للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة كان هنالك إقبال من مختلف الشرائح الثقافية لإشعار الطفل المشارك بالدفء والمحبة وإعطاءه جرعة من الثقة بالنفس وحسِّ الانتماء.
ومن الجدير بالذكر أن عدد الأطفال المشاركين في المعرض من ذوي الاحتياجات الخاصة هم 9 أطفال.
واللافت اهتمام معاون وزير الثقافة السيد علي المبيض، الذي بدى بحضوره وتفاعله مع الأطفال بالإضافة إلى تقديم الهدايا لهم.
بحيث عبّر عن مدى سعادته وتأثره وأكد على ضرورة إقامة مثل هذه الفعاليات بشكلٍ دائم التي يكون أساسها المشاركة بين الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال الأسوياء، وذلك للمساهمة في الدّمج فيما بينهم.

وأشار إلى أن أهمية مثل هذا المعرض تكمن في تكريس  روح العمل الجماعي للطفل وتنمية الإحساس لديه بالوجود والأهمية.
كما أنه أكد بواجب جميع المؤسسات عامةً من وزارات ومؤسسات خاصة بأن تهتم بهذه الشريحة.
وأشار إلى أن هذه الفئة غير معطّلة وإنما تملك حدّاً معقولاً من الإمكانات الثقافية والفنية التي يمكننا صقلها والاستفادة منها بما يمكن أن تقدمه من خدمات.
ولفت بأن هذا المعرض أتى لكي يوجّه رسائل هامة إلى الجميع وخاصةً أهاليهم بأن هذا الطفل ليس عاراً وإنما هو إنسان مثله مثل غيره يتمتع بكافة المواهب والقدرات ،ويجب الاهتمام فيه وتنمية قدراته وإمكاناته.
بدوره السيد عماد كسحوت (مدير مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة) قال بأن هنالك لوحات لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة تفوق الأسوياء من ذات الفئة العمرية.

وأشار بأن هذا الطفل يكون تعبيره مضاعف عن ما بداخله من آمال وطموحات لكي يُثبت بأنه إنسان سليم قادر على الإنجاز.
وأكد بأن وزارة الثقافة تقدّم تسهيلاتٍ وإمكاناتٍ لهذه الفئة من المجتمع لكي يقدموا أنفسهم ويشعروا بأنهم فاعلين في هذا المجتمع.

من جانبها السيدة حسناء الاسطواني (مشرفة قسم التأهيل المهني في مدرسة عصافير الجنة) لفتت إلى الرعاية الجيدة التي تقدّمها وزارة الثقافة على مدى عامين سابقاً التي تتمثّل بإقامة المعارض للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشارت بأن أهم ما يميز هذه الفعالية هو الدمج ما بين الأطفال الأسوياء وذوي الاحتياجات الخاصة.
ولفتت إلى ضرورة الإكثار من الدمج بين الأطفال الأًصحاء والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وليس فقط في المعارض، فمجتمعنا بحاجة إلى ثقافة الدمج بشكلٍ مكررٍ ودائم لكي يتم إلغاء هذا الحاجز بين بعضهم البعض.
وأوضحت مدى أهمية إقامة هذه المعارض التي تنعكس إيجاباً على نفس الطفل، فهو عندما يرى أسرته والناس التي يحبها والإعلام الذي يتواصل معه يشعر بأهميته وبإنجازه.

وأما مشرفة جمعية الرجاء السيدة هنادي الناصري قالت بأنّ الجمعية تعمل على تعزيز ثقة الطفل بنفسه وذلك من خلال إعطاءه مطلق الحرية في اختيار الألوان، فرسوماته لا نتدخل بها أبداً بل ندعه يعبّر عن أعماقه.
وأوضحت مدى أهمية هذه المعارض في تعزيز نفسيتهم وتنمية قدراتهم.
أضافت بأن التفاعل بينهم وبين الأطفال السليمين كان قوياً جداً وعبروا عن محبتهم لبعض ببساطة.
كما أنها أعربت عن أمنيتها بوجود مدربين لكافة الفنون من نحت، رسم، وموسيقى وغيرها برعاية من جهة معينة ووجود المكان المهيء بكل المستلزمات والأدوات لتدريب الطفل وتنمية قدراته بصورة أوسع.

وقد عبّر الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة  لدام برس عن فرحتهم العارمة بهذا المعرض بحيث أن كلاً من الطفلين أحمد جلّول و نعيم الحمصي أعربا عن سعادتهما بهذا المعرض وخاصةً بوجود الناس من حولهم يشاهدون رسوماتهم المبهرة ويعبّرون عن إعجابهم بها.
ولفت كل منهما بأنهما ينتظران دائماً هذا المعرض لكي يشاركوا.

كم هو جميلٌ وأخلاقيٌ الاعتناء والاهتمام بهذه الفئة فهم أيضاً أشخاص لهم مشاعر وأحاسيس، آمال وطموحات ، أمنيات واحلام ومن واجبنا جميعاً أن نشعرهم بقيمتهم وبأنهم منجزين ويستطيعون فعل الكثير.
الحياة ليست حكراً فقط على فئةٍ دون أُخرى.
دام برس تقدّم كلّ الشّكر والامتنان لجميع الجهات المسؤولة والمؤسسات والجمعيات التي تولي اهتماماً خاصاً ورعايةً دائمةً لذوي الاحتياجات الخاصة على اختلافهم.