أعلن الجيش العربي السوري، أمس، إعادة الأمن والاستقرار إلى منطقة القابون ومحيطها شمال شرق دمشق بشكل كامل، بعد إنجاز المرحلة الثانية والأخيرة لخروج المجموعات المسلحة منها، وذلك بالترافق مع خروج الدفعة العاشرة من مسلحي حي الوعر وبعض أفراد عائلتهم.
وأكد مصدر عسكري بحسب وكالة «سانا» للأنباء «إعادة الأمن والاستقرار إلى منطقة القابون ومحيطها شمال شرق دمشق بشكل كامل». وقال المصدر العسكري: إن «عناصر الهندسة في الجيش العربي السوري بدأت بإزالة العبوات الناسفة والمفخخات التي زرعتها المجموعات الإرهابية بعد إعادة الأمن والاستقرار إلى منطقة القابون ومحيطها ».
ورداً على ادعاءات مواقع معارضة بأن الجيش العربي السوري لم يسيطر على منطقة القابون بشكل كامل وأنه مازالت هناك بعض الجيوب للإرهابيين والمسلحين، أكد مصدر ميداني مساء أمس لـ«الوطن»، أن كامل منطقة القابون هي في قبضة الجيش وأن عناصره يمشطون المنطقة بالكامل، وأكد المصدر أنه لا صحة للأنباء التي تحدثت عن دخول حافلات تقل مسلحين من منطقة القابون إلى غوطة دمشق الشرقية بموجب اتفاق التسوية، مؤكداً أن من دخل إلى الغوطة الشرقية هم المسلحون الفارون عبر الأنفاق قبل سيطرة الجيش على الأنفاق السبت الماضي.
وتوقفت الأعمال القتالية في حي القابون السبت الماضي بعد أن أعلنت التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة قبولها بالتسوية ومغادرة من تبقى من أفرادها من الحي وذلك إثر معارك عنيفة بين وحدات الجيش العربي السوري والتنظيمات الإرهابية التكفيرية والميليشيات المسلحة التي حولت الحي على مدى أكثر من 4 سنوات إلى بؤر ومنطلق لاستهداف المناطق المجاورة بالقذائف.
وجاء استسلام المجموعات الإرهابية والميليشيات المسلحة بعد سيطرة الجيش على نفق إستراتيجي يصل القابون بعربين في الغوطة الشرقية والذي يعد النفق الأخير المتبقي لغوطة دمشق الشرقية باتجاه غرب الأوتستراد الدولي حيث اعتمدت المجموعات الإرهابية والميليشيات عليه في عملياتها ضد الجيش السوري والمدنيين في المنطقة.
وفي وقت سابق من يوم أمس أعلن محافظ دمشق بشر الصبان منطقة القابون خالية من جميع المظاهر المسلحة والمسلحين عقب تنفيذ اتفاق التسوية المتعلق بالحي.
وقال المحافظ بحسب وكالة «سانا»: إن «منطقة القابون أصبحت خالية تماماً من الإرهابيين بعد إنجاز المرحلة الثانية والأخيرة لخروج المجموعات المسلحة منها».
ولفت المحافظ إلى أن فرق الهندسة بدأت بتمشيط الحي لتفكيك العبوات الناسفة والألغام التي تركتها التنظيمات المسلحة خلفها قبيل مغادرتها المنطقة.
وذكرت «سانا»، أن «عدد المسلحين الذين خرجوا من القابون مع انتهاء المرحلة الثانية من التسوية بلغ 1345 مسلحاً في حين تمت تسوية أوضاع 600 آخرين».
وكانت أنجزت أول من أمس المرحلة الأولى من التسوية بحي القابون بخروج 2289 شخصاً بينهم 1058 مسلحاً.
وفي السياق واستكمالاً لتنفيذ اتفاق المصالحة في حي الوعر بمدينة حمص الذي تم الوصول إليه في الـ18 من آذار الماضي خرجت أمس الدفعة العاشرة من مسلحي الحي وبعض أفراد عائلاتهم الرافضين للاتفاق باتجاه محافظة إدلب تمهيداً لإنهاء جميع المظاهر المسلحة في الحي وعودة جميع مؤسسات الدولة السورية إليه.
وأكد محافظ حمص طلال البرازي لـ«الوطن» ظهر أمس، أن يوم السبت القادم من الشهر الجاري هو الموعد النهائي لإتمام تنفيذ اتفاق حي الوعر، لافتاً إلى أنه من المتوقع خروج نحو 400 مسلح مع بعض عائلاتهم خلال الدفعة العاشرة والتي تعتبر ما قبل الأخيرة إلى مدينة إدلب.
وأوضح البرازي، أنه ومنذ بدء خروج المسلحين من حي الوعر في آذار الماضي عاد إلى الحي الكثير من الأشخاص من عائلات المسلحين من المخيمات التي خرجوا إليها في جرابلس وإدلب حيث التشرد والضياع والأوضاع الإنسانية والصحية السيئة، مبيناً أن الجهات المعنية في محافظة حمص قامت باستقبالهم وتقديم جميع التسهيلات اللازمة لهم، ومشيراً إلى أن المؤسسات الخدمية بالمحافظة تواصل العمل لتأمين الخدمات في الحي، وأن ورشات الصيانة تعمل حالياً على تجهيز الطرق المؤدية إلى الحي ضمن خطتها لتحسين الواقع الخدمي فور خروج آخر دفعة من المسلحين.
وتمت خلال تنفيذ البرنامج المحدد لاتفاق المصالحة تسوية أوضاع المئات بموجب مرسوم العفو رقم 15 لعام 2016.