دام برس – قصي المحمد:

انطلقت أعمال المؤتمر الوطني الأول بعنوان "حق المواطن في الإعلام" ، تحت شعار "نحو استراتيجية إعلامية سورية" وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشث.

حيث ركز المشاركون فيه ضمن الجلسة الافتتاحية ، على ضرورة ضمان حق المواطن في الحصول على المعلومة الصحيحة ومنح وسائل الإعلام المساحة الكاملة للعمل بعيداً عن أي قيود ووجود نصوص قانونية واضحة وصريحة لمعرفة حقوق وواجبات هذه الوسائل.

وفي لقاء لدام برس أكّد عضو مجلس الشعب عارف الطويل على أهمية دور الإعلام في المواجهة لما له من دوره كبير وعفوي وخاصة في البدايات الأولى للحرب الكونية على سورية، لافتاً إلى أنّه وبعد مرور فترة من الزمن انتظم دور الإعلام وأصبح رئيسي وخاصة الإعلام الإلكتروني الذي أثبت دوره في الحرب الإعلامية على سورية، موضحاً أنّ الحرب على سورية جزء كبير منها كانت حربٌ إعلامية، وإنطلاقاً من هذه النقطة تنبع أهمية توعية المواطن وخاصة من خلال الإعلام الإلكتروني الذي حقق نصراً كبير سيسجل إلى جانب النصر الأكبر الي يسطره أبطال الجيش السوري على الأرض.

وبين الإعلامي الدكتور فايز الصايغ أن قوة الإعلام السوري تكمن في امتلاكه الحقيقة ووجودها على أرض الواقع وقد استطاع خلال سنوات الحرب اختراق الجدران والحواجز والوصول إلى الرأي العام العالمي رغم أنه لم تبق وسيلة إعلام تملكها دولة عظمى إلا وشاركت بالحرب الإعلامية على سورية.
ورأى الصايغ أن الاعلامي بحاجة اليوم إلى تدريب بعد جامعي وتوعية قانونية لمعرفة حقوقه وواجباته معتبرا أن الرقابة في عالم الفضاء المفتوح لم تعد مجدية.

وأشار  الدكتور طلال ناجي إلى أنه اليوم رغم الظروف التي تمر بها سورية وفلسطين والتي خلالها يتعرض البلدان لمؤامرة كبرى يقودها الصهاينة في فلسطين والإرهابيين الوهابيين في سورية وكلاهما "الإرهابيين والصهاينة" وجهان لعملة واحدة .
ولفت ناجي إلى أنه اليوم وفي ظل الخلل الظاهر في موازين القوى الدولية، إلا أن الاعلام السوري والإعلام المقاوم استطاعا  أن يتصديا للهجمة الإعلامية الشرسة باإمكانيات المتواضعة ، حيث نجح الاعلام السوري والمقاوم أن يثبتا وجودهما، موضحاً أنه لا يمكن اليوم مقارنة الإعلام السوري والمقاوم بإعلام الدول الغربية والخليجية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح  الدكتور محمد عامر المارديني إلى أنّ دور المواطن السوري في الإعلام يضع آراء مختلفة حوله، إلا أنه اليوم وفي ظل هذه الظروف أن تصل متأخراً خيراً من أن لا تصل، مبيناً أنه يوجد خبرات  كبيرة اجتمعت خلال هذه الظروف والحرب والتي من خلالها يمكن لنا أن نضع رؤية مستقبلية ترسم بعد هذا المؤتمر بمساعده هذه الخبرات لتكون خطة استراتيجية مستقبلية منها ننطلق بشكل أقوى لمواجهة الحرب الكونية على سورية إعلامياً.

بدوره أشار عضو المحكمة الدستورية العليا الدكتور سعيد نحيلي إلى أن الإعلام حق لكل مواطن منح له بموجب الدستور ويجب أن يكون مصاناً قضائيا مؤكداً ضرورة منح هذا الحق للمواطنين والعاملين في مجال الإعلام على حد سواء والدفاع عنه فلا يحق لأحد أن يسلبهم هذا الأمر.

رئيس تحرير جريدة الثورة علي قاسم أكّد على ضرورة التركيز على أهمية دور كل من الإعلام الحكومي للدولة كوسيلة وعلى المواطن كمتلقي منها، متحدثاً عن توقيت انعقاد المؤتمر بالقول: "التوقيت مسألة «رجراجة» وكل توقيت هو مهم وله أحداثه.. ولكن اليوم أن نصل هو الأهم وهو خيراً من أن لا نصل .. فالمسألة اليوم مرتبطة بالتوصيات  والنتائج وكيف يمكن أن تتحق على أرض الواقع.. ندرك اليوم أن الإعلام هو الحالة التي تتصف بالأكثر اشكالية في المجتمع لأنه يظهر بايجابياته وسلبياته والأكثر إقتراباً من المواطن .. هناك جرأة كبيرة في طرح العناوين والنقاشات التي تطرح وتصلح لأن تكون بنك معلومات لتطوير الإعلام السوري".

نائب عميد كلية الإعلام  الدكتور أحمد الشعراوي رأى أن المواطن اليوم يعتبر القضية الأبرز في المؤتمر لأن الجمهور هو الأساس وجوهر العملية الاتصالية والإعلام هدفه الأساسي خدمة الجمهور  ومن حق المواطن اليوم أن تقدّم له المعلومة الأصدق والأسرع والتي تثير اهتمامه وترضي رغباته .
وبين الشعراوي أنّ صدق الوسيلة الإعلامية هو من يجذب المتابعين لها لأن إقتراب الجمهور من الوسيلة الإعلامية مهم جداً وهو ما يزيد من قوتها، ووبشكل خاص أن الجمهور اليوم لديه ملايين المصادر الإخبارية بسبب وجود الإعلام الإلكتروني وهذا بالتوازي مع المنافسة المفتوحة للجميع، لافتاً في حديثه إلى أهمية تطبيق نتائج هذا المؤتمر مؤكّداً أنه إذ طبقت بشكل صحيح سنصل إلى نتائج وفوائد مهمة جداً ستنعكس على واقع الإعلام السوري.

وأبعد الدكتور خالد المطرود الشكوك التي يمكن أن تقلل من أهمية هذا المؤتمر، مؤكّداً أنه النوعي من بين المؤتمرات ، حيث خلاله سيتم الوقوف عند مواضع الخلل والتحديات التي تواجه الإعلام السوري ومعرفة دوره الحقيقي في مواجهة الحرب وكشف حقيقتها. وأضاف المطرود، ما زالت هناك متطلبات كثيرة للمرحلة القادمة والمعركة ما زالت مستمرة مشيراً إلى أنّ التصعيد الإعلامي يمكن أن يرافقه تصعيد سياسي وأمني.. منوهاً أنّ من المهم أن يتم الانتقال بالإعلام من خط الدفاع إلى الهجوم من خلال التشاركية في بين القطاعين العام والخاص لأن الدور الإعلامي واجبٌ وطني وليس وظيفة وكل هذه التحديات التي  نواجها وكيف سننطلق للمرحلة القادمة بإستراتيجية إعلامية جديدة.

نائب رئيس اتحاد الصحفيين في ريف دمشق محمود محمد بيّن أنه رغم هذه الظروف التي نمر بها والحرب الظالمة على سورية ، لا بد من تقييم للواقع السياسي والثقافي والإعلامي فمن خلال هذا المؤتمر سيتم تقييم الإعلام  السوري وماذا قدم في السنوات الست الماضية، لافتاً إلى ضرورة الوقوف عند الرسالة الإعلامية ومعرفة أثرها على المواطن والمجتمع والإطلاع على نقاط القوة والضعف التي توجد بها.
وبين محمد أنّه في ظل هذه الظروف تبين أن الإعلام الإلكتروني احتل مكان مميز من حيث سهولة الحصول على المعلومة والحرية في الطرح لما له من تأثير على الرأي العام مؤكداً أنه من الصعب اليوم التخلي عن الإعلام الإلكتروني إذ لابد من آلية جديدة لتطوير واقع الإعلام الإلكتروني وخاصة في صيغة الخطاب الإعلامية .

ويستمر المؤتمر ثلاثة أيام بمشاركة وزراء وباحثين وإعلاميين ، ويتضمن ندوات وحوارات مفتوحة حول الحرية والإعلام والمرجعيات والرؤءى ودور المؤسسات فى صناعة الرأى العام والإعلام الوطنى والخاص والنخب والمرأة والثقافة والبعد الديني في الإعلام .