دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان :
تعدّ المشكلات العائلية والفقر والأوضاع السياسية والاقتصادية السائدة سبباً مباشراً للجوء الشباب إلى الهروب من تلك الأوضاع من خلال القيام بتصرفات تضرّ بصحتهم الجسدية والعقلية وذلك من خلال تعاطي المخدرات ظناً منهم أنها الوسيلة المثلى للتخلص من مشكلاتهم وعزلتهم.
كما أن ازدياد هذه الظاهرة يعود إلى غياب دور الأسرة والتوعية اللازمة للأبناء، وإلى غياب دور المدرسة ومكاتب الشؤون الاجتماعية، إضافة إلى تزايد شرائح وأعداد العاطلين عن العمل أو زيادة نسبة التسرب بين طلاب المدارس.
وانطلاقاً من خطورة تفشي ظاهرة المخدرات بين طلاب المدارس والجامعات وفي المجتمع بشكل عام بشكل كبير، ولأن هذا الجيل هو الأساس في تكوين المجتمع وبنائه أقامت قيادة الشرطة بالتعاون مع مديرية التربية في طرطوس مؤخراً ندوة حوارية بعنوان: "المخدرات" في المركز الثقافي بطرطوس، وذلك بهدف التعريف بالمخدرات وأنواعها وآثارها السلبية لتعاطيها، إضافة إلى دور الأسرة والمجتمع في الحد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة.
وبين العميد فيصل داوود رئيس فرع التوجيه المعنوي بقيادة شرطة طرطوس أن انتشاء ظاهرة المخدرات في مجتمع ما يؤدي بالضرورة إلى تفكيكه، خاصة بين جيل الشباب الذي ينصرف عن قضاياه المهمة ويبتعد عن دوره الأساسي في بناء المجتمع والارتقاء به.
كما أكد أن المسؤولية الكبرى تقع بشكل مشترك على عاتق الأهل والمدرسة معاً، حيث يتوجب على الأهل مراقبة أبنائهم من خلال تصرفاتهم أو معرفة أصدقائهم، ويضاف إلى ذلك مسؤولية الدولة في مراقبة المواد الغذائية ومحتوياتها.
وأشار المقدم فيصل النسر رئيس فرع مكافحة المخدرات في طرطوس خلال شرح مفصل عن المخدرات وأنواعها أن سورية كانت سباقة في مجال مكافحة المخدرات حيث أصدرت قانون مكافحة المخدرات رقم /2/ للعام 1993 والقانون رقم /3/ حول "مكافحة الاتجار والاستعمال غير المشروعين للمخدرات والمؤثرات العقلية"، الذي بيّن أن المواد المخدرة هي كل مادة طبيعية أو تركيبية من المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية، كما وضع فصلاً خاصاً بالعقوبات لحيازة أو صناعة أو وصف المخدرات وخاصة الأطباء أو الصيادلة.
كما تطرق إلى أهم أسباب تعاطي المخدرات مجملاً إياها ببعد الوالدين عن الأبناء ورفاق السوء.
بدورها شددت موجهة الإرشاد النفسي في مديرية التربية بطرطوس ثناء سليمان على أهمية رفع الكفاءة الاجتماعية للأسرة من حيث توثيق ترابطها مع المجتمع المحلي ومؤسساته وجعل الجوار منظمة متساندة متعاضدة، إضافة إلى خلق بيئة صالحة مقاومة للانحراف.
وأضافت أنه من الضروري مراقبة التغيرات التي تطرأ على الأبناء مثل التدهور البدني والتغير السلوكي والاهتمام بالمجلات المتخصصة بالمخدرات والشعارات التي تكتب على الملابس، مركزة على دور المدرسة في هذا المجال، من خلال تدريب المعلمين والاختصاصيين في المؤسسات التربوية على طرق وأساليب كشف ترويج وتعاطي المخدرات وتحديد آلية التواصل بين المؤسسات التربوية والاجتماعية والأجهزة الأمنية للحد من تعاطي المخدرات ومن النتائج السلبية لهذه الظاهرة.
من هنا تبرز أهمية تضافر الجهود التربوية والتعليمية والتوعوية لحماية جيل الشباب من الضياع والدخول في غياهب المخدرات التي ستؤدي إلى انحراف هذا الجيل عن قضاياه وقضايا مجتمعه الرئيسة.