دام برس –حلب – أيمن دوري :

الشباب السوري خارج سورية الذي كان جل تفكيره ينحصر في بناء المستقبل والعمل والتعليم والتأسيس لحياته الأسرية، والذين كان أغلبهم يضطرون للسفر علهم يحظون بفرصة عمل مناسبة تؤمن لهم بعض تطلعات ذاك المستقبل المنشود، أصبح يتطلع للسفر للهروب من طبول الحرب والموت التي تقرعها الحرب الكونية ضدهم.

الدكتور منذر الفطيمي مغترب سوري في المجر يروي مايتعرض له السوريون من انتهاكات وجرائم جسيمة بحق الذين يهربون إلى بعض البلدان الأخرى خوفاً من الاحداث في سورية .. فقال :

في البداية وجد بعض الشباب في دول الجوار مكاناً آمناً ومؤقتاً على أمل انتهاء الحرب لكن طول سنوات الانتظار وقلة فرص العمل وعدم الاستقرار في دول الجوار، جعلتهم يفكرون في خوض تجربة يمكن أن تودي بهم إلى الهلاك، ألا وهي بلاد ما وراء البحار

من تركيا تبدأ رحلة الموت إلى الحدود اليونانية يدفع كل لاجئ /1200/$ يحصل فيها على سترة نجاة وركوب بزوارق مطاطية وهنالك القليل من الوقود الذي ينتهي في وسط الرحلة و أغلب المهربين لا يهتمون بسلامة المهاجرين غير الشرعيين وفي حال تعرض القارب إلى الانقلاب فسيموت العديد غرقاً في حين يكمل الاخرون ركوب القوارب الاحتياطية لتفادي موجات البحر بواسطة التجديف  اضافة إلى أن السواحل التركية تكتظ بالقوات الامنية المسؤولة عن حماية حدودها البحرية  وقد سمعنا عن الكثير من السوريين الذين غرقوا في الجزر اليونانية ودفنوا بمقابر اسلامية وأغلبهم مجهولين الهوية

هنالك جهات إنسانية تتبنى الذين يصلون إلى هنالك وذلك عبر تقديم  اللباس والصندويش الخالية من لحم الخنزير مراعاة للدين الاسلامي

ومن ثم يتم نقلهم إلى مخيمات غير مجهزة للعيش ويتردد اليهم المهربين ويسمونهم للبلد الذي يودون السفر اليه لقاء /2000/ يورو لكل شخص حيث يتم نقلهم لدولة المجر ليستلمهم مهرب آخر الذي يسلمهم للسلطات المقدونية التي بدورها تنقلهم لقاء /12/ يورو لكل شخص للحدود الصربية من أجل عدم تلوث بلادهم باللاجئين السوريين، عند الحدود الصربية يمارس بحقهم أبشع أنواع الجرائم كاغتصاب النساء والسرقة اضافة إلى سرقة الاعضاء البشرية لمن يتوفى.

هنغارية لاتستقبل أي نازح لذا يلجئ المهربين بتهريب السوريين عن طريق نهر الداونب الازرق وهو خطير جداً لقوة غزارته أو عبر انفاق تحت الأرض وهي أيضاً خطرة جداً أو عن طريق شاحنات مغلقة وأي نازح يقبض عليه من قبل السلطات يحكم بالسجن من سنة إلى ثمان سنوات حيث يقضي السجين في ظروف قاسية جداً

ليس كل لاجئ سوري وليس كل سوري لاجئ المواطن السوري جبهته مرفوعة دوماً بعزته وشموخه رغم كل مايمر عليه من ظروف يجب أن يدرك تماماً بأنه أكبر من تلك المؤامرة التي يودونها في بلادنا نحن من صنع الأبجدية ووزعنها للعالم كله

واختتم الفطيمي قائلاً:

ثوب العيرة لايدفي رح ينتهي العسل ويخرج من تحته القطران هذا هو هدف الاستعمار تشتيت المواطنين وتفتيت الأسر، وكل الدول سوف تطرد السوريين وقد أعدت قوائم بذلك باستثناء العقول العلمية التي سوف يتم الاستفادة منها..