دام برس – قصي المحمد:
أكّد نقيب صيادلة سورية الدكتور محمود الحسن على أنّ المهم اليوم لدى نقابة الصيادلة هو توفير الدواء المناسب من ناحية الثمن والفعال لكل مواطن بحاجة إليه، لافتاً إلى النقص الكبير في بعض الزمر الدوائية التي باتت شبه معدومة في الصيدليات خلال الفترة الماضية وخاصة الأدوية السرطانية التي تحتاج منها الصيدليات لأكثر من 90 نوعاً ، ولكن حقيقة لا يتوفر ما لا يتجاوز الـ 30 نوعاً فقط، مشيراً الحسن أنّه مؤخّراً تم تحقيق وفرة في بعض زمر الأدوية المفقودة من خلال العمل المستمر.
وخلال حضوره مؤتمر الهيئة العامة السنوي للدورة الحادية عشر لمجلس نقابة صيادلة ريف دمشق المنعقد في مدينة الشباب بدمشق، تحت مقولة الرئيس الأسد: «الدفاع عن الوطن .. واجب ليس مطروحاً للنقاش» .. بيّن الحسن في تصريح لـ «دام برس» أنّ هناك جملة من الصعوبات التي يعاني منها صيادلة سورية عامة وصيادلة ريف دمشق بشكل خاص، سواء فيما يتعلق بتعديل بعض القوانين الناظمة للمهنة، كـ "القانون 90 لعام 1990 وقانون خزانة التقاعد وقانون خدمة الريف" التي طرحت خلال المؤتمر العام الفائت للنقابة المركزية ولكن لا جديد حول ذلك ولا ردود إلى الآن، وما زلنا ننتظر سخاء المعنيين.
أشار نقيب الصيادلة إلى وجود من يحاول تشويه سمعة الصيادلة في المجتمع السوري وفي أروقة الحكومة، بأننا نبحث فقط عن الربح، موضّحاً الدور الكبير الذي يقوم به الصيدلاني لخدمة المواطن متمنياً من وزارة الصحة لوقوف إلى جانب الصيادلة وإعادة النظر في علاقتها مع النقابة والابتعاد عن حملات المداهمات التي تضع الصيدلاني محط اتهام، مؤكّداً أنّ النقابات ليست سوى جسر بين الحكومة والمجتمع.
وقال الحسن: "إنّ الصيدلاني لا يحتكر الدواء ولكن المشكلة في نقص الكثير من أنواع الأدوية، ولم يكن يوماً كصيادلة إلا كذراع لوزارة الصحة لتطبيق القوانين من خلال المشاركة في اللجان الرقابية المشتركة. مضيفاً، لن نتحدث كثيراً عن الانجازات فنحن الآن كــ "صيادلة" متعبون من واقع الصعب للمهنة، مؤكّدين أننا بحاجة دائماً للعلم، لذلك نسعى لتطوير منظومة التعليم الصيدلاني المستمر في النقابة من خلال التخصصات التي تم استحداثها مع وزارة التعليم العالي، داعياً إلى الحفاظ على تحديث معلومات الصيدلاني للاستمرار في العطاء العلمي والخدمي الصحيح للمواطن.
كما بيّن الحسن أنه سيتم السعي وبذل كل الجهود لإيجاد حلول لكافة الصعوبات التي تعيق عمل الصيدلاني من خلال ايجاد حل للمناوبات، مؤكّداً أنّ النقابة لا تسعى إلى فرض أو زيادة أي رسوم على الصيادلة لافتاً إلى وجود 272 مليون ل. س رواتب تقاعد مستحقة الدفع على النقابة و مناشداً الصيادلة إلى مقاطعة السوق السوداء بكل سورية.
ومن جانبه رئيس فرع نقابة صيادلة ريف دمشق الدكتور عبد الوهاب أقسيمي أشار إلى الدور الصمود الكبير وللجهود المبذولة للصيادلة في ريف دمشق رغم الصعوبات الكبيرة التي تعرضت لها محافظة خلال السنوات الماضية، لافتاً الى الخدمة الكبيرة التي وفّرتها الصيدلية المركزية في مدينة جرمانا ، ولافتاً إلى أنه سيتم العمل وبذل كل الجهود لافتتاح صيدلة نوعية أخرى في ريف دمشق وبشكل خاص في مدينة ضاحية قدسيا وذلك بعد التنسيق الوعود التي أخذناها من المحافظة.
وأضاف أقسميمي، ان نقابة صيادلة الريف تسعى دائماً إلى تكثيف الجهود وبذل كل ما يمكن من أجل تقديم الخدمة الصيدلانية وتفير الدواء المناسب وبالسعر الملائم لكل مريض بحاجه له، داعياً بدوره أيضاً إلى مقاطعة السوق السوداء.
رئيس مكتب النقابات والمنظمات الشعبية المهندسة ثريا مسالمة أكّدت أنّ صمود الصيادلة في سورية هو رديف لصمود أبطال الجيش السوري على كل الجبهات وهم شركاء في النصر النهائي المؤكّد في وجه الإرهاب ، وخلال تقديمها عرضاً للواقع السياسي قالت: ما عانته محافظة ريف دمشق كان مؤلماً جداً ولكن اليوم بفضل الجيش السوري استطاع أن يعود 90 % منه إمّا منطقة آمنة أو مصالحات.. كلها عادت إلى حضن سورية الأم لتعود الحياة إليه من جديد.
وبيّنت مسالمة أنّ دور الصيادلة مهم جداً ومعول عليه في مرحلة إعادة الإعمار ليخدّموا كل فئات المجتمع من تحتاج إلى الدواء، وخاصة أنّ الحرب ستترك ورائها مفرزات مؤلمة ولكن بجهود أبناء البلد ستعود كلّها إلى ما كانت عليه وفضل، حتى تكون سورية بصورة مشرقة أمام العالم أجمع.
وبدورها عضو مجلس نقابة صيادلة ريف دمشق الدكتورة نهلة نجمة قالت: يعاني الصيادلة معاناة كبيرة وهم الجندي المجهول الذي ما لاحظناه أنّ حقهم مقتطع ومنقوص نتيجة القوانين القديمة الناظمة، حيث هناك ارتفاع اسعار كبيرة ولا يوجد موائمة بين الخدمة المقدّمة والأسعار المطروحة إذ يوجد هامش ربح بسط جداً وأحياناً ينعدم نتيجة نقص الأدوية الكبير الذي حدث نتيجة خروج عدد كبير من المعامل وصعوبة نقلها عبر الطرقات من مناطق لأخرى، واختلاف التسعيرة من وزارة الصحة انعكست بشكل سلبي مع الصيدلاني والمواطن.
ورأت نجمة أنّ الصيدلاني يعتبر كالمقاتل بالخط الأول من خلال اصطدامه مع المواطن الذي يعتبر خط دفاع أولي مع المواطن إذ يحمل سبب الارتفاع بالأسعار بالرغم من أنها محدودة، وبالحقيقة تعتبر أحياناً تكلفة العبوة أكثر من المستحضر الدوائي الموجود فيها، إذ لابد من رفع مستوى الربع للصيدلي.
وبينت أنّ ظهور السوق السوداء كانت نتيجة غياب عدد كبير من الزمر الدوائية مما جعل اصحاب المستودعات بيع هذه الأنواع بأسعار المحددة فقط، ولا يترك هامش ربح للصيدلاني وهذا ما سبب الكثير من المشاكل والمخالفات وإجحاف بحق الصيدلاني.
وفي مداخلة لها طرحت الصيدلانية كنانة ديوب جملة من القضايا التي يعاني منها الصيادلة في ريف دمشق التي وصفتها بـ«المخالفات التي يقوم بها الصيدلاني»، نتيجة القوانين المهترئة الناظمة لعمل المهنة والتي باتت كما وصفتها بالغير مناسبة للوضع الحالي الذي نعيشه إذ لا بد من تطويرها لتكون عصرية للقيام بمهنة أخلاقية وإنسانية.
وخلال حديثها قالت ديوب : " إنّ الصيدلاني مميز بشكل كبير بينه وبين الطبيب وهناك الكثير من الأمور التي تعتبر جزء من عمل الصيدلاني يخالف إذا قام بها، كـ حقن إبرة لمريض أو تبدل الجروح على سبيل المثال" .. وطالبت ديوب الجهات المسؤولة بمحاسبة وتشديد الرقابة على مصنعي الأدوية ومستحضرات التجميل التي يعاقب الصيدلاني إذ وجدت عنده، بالرغم العيون غائبة عنها في مراحل تصنيعها وتوزيعها وكأن الصيدلاني هو المعني الأول والأخير.
وأكّدت ديوب على ضرورة إعادة النظر بالقوانين الناظمة للمهنة وخاصة فيما يتعلق بالصيدلاني البديل وقانون الإدارة الفنية.
حضر المؤتمر مدير صحة ريف دمشق ومندبين عن النقابة المركزية ومندوبين عن وزارة الصحة وأعضاء مجلس الهيئة المركزية والسادة اعضاء نقابة صيادلة ريف دمشق وعدد من وسائل الإعلام .