دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان:
أطلقت مؤسسة "لأجلك سورية" فرع طرطوس بالتعاون مع تجار وصناعيي محافظة حلب ، مشروع "قلب واحد"، في صالة المركز الثقافي بطرطوس، حيث تمّ التوقيع على 100 عقد رسمي كمرحلة أولى بين الصناعيين وأسر الشهداء الأكثر تضرراً وحاجة من أبناء طرطوس والتي تم تصديقها من محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى ومهنا مهنا أمين فرع طرطوس لحزب البعث العربي الاشتراكي.
ووجه مهنا مهنا أمين فرع الحزب تحية لأصحاب الأيادي البيضاء الذين لونوا القلب بلون فرح العطاء، مؤكداً أن هذه المبادرة لها أهميتها وخصوصاً أنها تزامنت مع تحرير حلب التي تعتبر عاصمة الثقافة والاقتصاد والإنسانية، كما قدم الشكر لأصحاب الدم الطاهر النقي الذي حمى عزة الوطن ولأصحاب الأيادي البيضاء التي بلسمت جراح أهل الشهداء.
أما رئيس مجلس أمناء مؤسسة "لأجلك سورية" الدكتور ماجد الركبي ونائب رئيس البرلمان الدولي لهيئة التنمية البشرية فقد بيّن أن الهدف من المشروع هو تقديم الدعم المادي للأسر التي ضحت بأغلى ما تملك في سبيل الوطن، موضحاً أنه تم اختيار الأسر المستهدفة وفق معايير خاصة آخذين بعين الاعتبار الأسر الأكثر حاجة.
وأشار إلى سعي المؤسسة لخلق المزيد من المبادرات التنموية الشملة التي تسهم في استمرار ثبات وصمود الشعب السوري في مواجهة الحرب، إضافة إلى تعزيز ثقافة العمل الجماعي وتطوير الكوادر البشرية من خلال الدراسات وإطلاق عدة هيئات وبخدمات مختلفة لخدمة المجتمع السوري.
وذكر السيد رامي شاهين ممثل تجار وصناعيي حلب في مشروع "قلب واحد", أن أبناء مدينة حلب جاؤوا حتى يثبتوا للعالم أجمع أن سورية قلب واحد وأن جميع المدن جسد واحد وهذه المبادرة لمساعدة أهل وأسر الشهداء في محافظة طرطوس وفاءً وتكريماً لهم  لتضحيات أبنائهم الأبطال الذين كانوا مثالاً يحتذى به, علموا الأجيال معنى الوطنية ورسخوا كرامة سورية وكلمة التاريخ أن سورية باقية وأن العدوان زائل لا محال.
بدوره مدير فرع طرطوس لمؤسسة "لأجلك سورية للتنمية" الدكتور مروان كنجو أوضح أن هذا المشروع هو مساهمة بسيطة من أهالي حلب وصناعيها وتجارها إلى أهالي وأسر الشهداء في محافظة طرطوس وهو أقل بكثير من الواجب الذي يجب ان يقوم به كل مواطن او رجل أعمال قادر على المساعدة، موجهاً الشكر إلى كل الجهات التي ساهمت بإنجاح المشروع في مرحلته الأولى واعداً باستكمال باقي المراحل تباعاً للوصول الى أسر وعائلات ألف شهيد التي تعهد المشروع بتقديم الدعم إليها برواتب شهرية تبلغ عشرين ألف ليرة وبلا أي مقابل .
وأوضح المستشار القانوني للمؤسسة ـ فرع طرطوس المحامي حسين العلي أنه سيتم قبض المبالغ من قبل الأسر بموجب بطاقات صراف من المصرف الدولي للتجارة والتمويل مجاناً دون أي مقابل، مشيراً إلى أن المشروع بدا اليوم بتوقيع عقد لمئة أسرة شهيد لمدة عام، وهو مستمر مدة ثلاث سنوات وقد يصل عدد الأسر المستهدفة إلى ألف أسرة شهيد.

واختتم الحفل بتوزيع شهادات تقدير وتكريم لتجار وصناعيي حلب المشاركين في دعم هذا المشروع . ثم تمّ توقيع عقود مع مئة عائلة من أهالي الشهداء كدفعة أولى من الأسر المعنية ومنحهم بطاقة صراف آلي يحصلون بموجبها على راتب شهري في العاشر من كل شهر
تجدر الإشارة إلى أن حفل إطلاق مبادرة مشروع "قلب واحد" حضره أمين فرع الحزب بطرطوس, ومحافظ طرطوس, ورئيس مجلس المحافظة المهندس, إضافة إلى أعضاء قيادة فرع الحزب وأعضاء المكتب التنفيذي وعدد من أعضاء مجلس الشعب، ورئيس اتحاد الصحفيين, ورئيس مجلس أمناء مؤسسة لأجلك سورية, ورئيس فرع طرطوس للمؤسسة، وفعاليات نقابية وحزبية ودينية وعدد من أسر الشهداء .
تكريم 56 طالباً متفوقاً من ذوي الشهداء والجرحى والمخطوفين
وفي إطار اهتمامها بذوي الشهداء والجرحى والمخطوفين قامت محافظة طرطوس بتكريم 56 طالباً وطالبة من المتفوقين في شهادة التعليم الثانوي.
وأكدت كلمات الوزراء المشاركين بالتكريم أن تكريم المتفوقين من أبناء الأبطال الذين ساهموا في تحقيق الانتصارات هو فخر لنا جميعهاً لأنهم عاهدوا الآباء لإكمال الطريق الذي أناروه بدمائهم للحفاظ على وحدة سورية.
كما شددت الكلمات على أن تفوق الطلاب وانتمائهم لهذه الشريحة التي نالت درجة المجد هو استكمال لرسالة ذويهم والذين قدموا دمائهم التي ستزهر نصراً ومجد، موضحة أن استمرار الوطن وصموده هو بفضل تضحيات أولئك الأبطال.
وأشار محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى إلى أهمية التضحيات التي قدمها أبناء طرطوس في سبيل الوطن مؤكدا أن هذه التضحيات لن تذهب هدراً وهذا إحقاق للحق.
وبين ذوو الجرحى أنهم بالإرادة والتصميم حصلوا على نتائج عالية في شهادة الثانوية، وأنهم لو فقدوا أطرافاً من جسدهم في خدمة العلم لكنه عوض ذلك بالنجاح الذي يهدوه إلى وطنهم الغالي.
أما ذوو الشهداء وأبنائهم فقد أكدوا أنه بالرغم من الجراح والألم التي لحقت بهم جراء فقدانهم أحبتهم لكن ذلك خلق أملاً باستكمال مسيرة التعليم والتفوق وفاءً لدماء الشهداء الطاهرة التي وفت بعهدها وصانت أرضها وعرضها.