دام برس ـ سهى سليمان ـ طرطوس :
بمناسبة الذكرى الـ 46 للحركة التصحيحية أقام المركز الثقافي في برمانة المشايخ وتحت رعاية شعبة الحزب محاضرة للباحث العميد المتقاعد عبد الرحمن خضور، في الساعة الحادية عشر من يوم الأربعاء 16 تشرين الثاني 2016، بحضور رسمي وشعبي وعدد من المهتمين.
في بداية المحاضرة قدمت السيدة سمر منصور رئيس المركز الثقافي لمحة عن المحاضر، كما أوضحت أن الذكرى الـ 46 للحركة التصحيحية تتجدد ذكرى انطلاقتها اليوم وسط أحداث جسام تمرّ بها سورية والمنطقة وفي مقدمتها هذه الحرب الإرهابية التي تشنّ على سورية التي تصعب من مهمة المؤسسات الحكومية والمجتمع الأهلي في بناء الإنسان الذي كان الهدف الأساسي في قيام الحركة.
الحركة التصحيحية... تطور دائم
وقد بدأ العميد عبد الرحمن خضور محاضرته بالترحم على أرواح الشهداء الشرفاء في سورية، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى والعودة السالمة والكريمة للمفقودين، ثم انتقل للحديث عن مرحلة التحول الكبير بعد قيام الحركة التصحيحية التي قادها المؤسس الراحل حافظ الأسد وانتخب حينها في عام 1971 رئيساً للجمهورية.
وتطرق الباحث في معرض حديثه إلى العقوبات التي فرضت على الشعب السوري، والتي قابلها الشعب بالإنتاج المحلي من الطعام والشراب واللباس والدواء، إضافة إلى أساليب الترهيب والحروف التي شنّتها الدول الغربية بمساعدة الكيان الصهيوني على المنطقة وخاصة حرب غزو لبنان وأحداث 11 أيلول واحتلال العراق واغتيال الحريري وعدوان تموز 2006 وغيرها الكثير، التي لم تؤثر في موقف سورية ومبادئها الثابتة.
وقدم الباحث لمحة موجزة عن أهم موجبات قيام الحركة التصحيحية التي اختصرها في سلخ لواء اسكندرون عن سورية عام 1939 وهجرة شبابه ومثقفيه، وقيام عصبة العمل القومي التي نادت باستقلال الدول العربية وبالوحدة والنضال ضد الأخطار الخارجية، إضافة إلى ثورة الكيلاني في العراق وحركات الإحياء العربي والبعث واستقلال سورية ونكبة فلسطين عام 1948.
واستعرض الباحث أهم منجزات الحركة التصحيحية وأبرزها حرب تشرين التحريرية وحقبة الاستقرار السياسي التي تضمنت إقرار الدستور الدائم للدولة وتشكيل مجلس الشعب وإصدار قانون الإدارة المحلية، إضافة إلى استكمال إنشاء وتطور المنظمات الشعبية وإقامة الجبهة الوطنية التقدمية والتي ضمنت التعددية السياسية والحزبية.

جيل التصحيح لن يهزمه الإرهاب
وأشار الباحث إلى انعكاسات الحركة التصحيحية على الصعيد القومي من خلال حشد الطاقات العربية عبر التضامن العربي ومتابعة العمل من أجل تحقيق الوحدة ودعم الثورة الفلسطينية، في حين تجلت نتائج الحركة على الصعيد الدولي في تطور العلاقات مع الدول الاشتراكية وخاصة الاتحادي السوفييتي والدول الداعمة للقضايا العادلة.
وأوضح أن الاحتفال بالذكرى الـ 46 لقيام الحركة التصحيحية يتم في كل يوم حيث نعيش منجزاتها في ظلّ قيادة الرئيس بشار حافظ الأسد التي عمت سورية بأكملها من خلال الإصلاحات الكبيرة والثورة العلمية الكبيرة التي شملت مرافق الحياة بأكملها.
وبيّن الباحث خضور إن التقدم الكبير الذي أحرزته سورية على كافة الصعد العلمية والسياسية والتقنية والعلاقات الدولية أدى إلى زيادة الحقد عليها وعلى شعبها، ولذلك اجتمعت الدول المعادية وشنّت حرباً عالمية بأقذر الأدوات وأبشع الأساليب بمشاركة كل دول الإجرام في العالم بتوجيه وتخطيط مدروس ومحسوب.
وختم حديثه بأن الشعب السوري الذي قدم مثل هذه التضحيات والشباب الذي نذر روحه فداء للوطن، والنساء التي تزغرد عند استقبال جثامين شهدائها، لن يكون إلا شعباً أبياً صامداً يرفض الذلة والهوان، مؤكداً أن سورية ستبقى عصية على عصابات العالم وسيبقى اسمها عالياً شعباً وجيشاً وقائداً.
الإرهاب لن يسلب الشعب إرادته أو يمحي ذاكرته القومية
وفي الختام مؤسسة دام برس الإعلامية تؤكد إن الحركة التصحيحية شكلت تحولاً نوعياً في تاريخ سورية لمصلحة المشروع القومي، في ظل حرب شرسة تشنّ على سورية من قبل أنظمة رجعية عربية وغربية تدعم المجموعات الإرهابية بهدف تدمير سورية الدولة وفرض عقوبات على صمود شعبها الذي انتهج على خطى التصحيح.
كما تشدد المؤسسة على أن الإرهاب الذي استمر أكثر من خمس سنوات ونصف لم ولن يستطيع أن يسلب الشعب إرادته وصموده، أو أن يمحي من ذاكرته قضاياه الوطنية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ودعم الشعوب المناضلة في سبيل تحريرها، ولن تتمكن هذه الحرب من تحقيق أهدافها في زرع بذور الفتنة والانقسام بين الشعب والجيش والقائد، بل كانت دافعاً للالتفاف والدعم اللامحدود مكرسين بذلك نضالات وممارسات كانت عقيدة وقاعدة عمل انطلق منها فجر التصحيح الذي غرس في نفوس الشعب محبة الوطن والدفاع عنه في مواجهة المخاطر والتحديات.