دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان :
"أيها الساهرون على أمن الوطن والمواطن.. الذائدون عن مقومات العزة والكرامة.. المتجذرون في أرض سورية". من كلمة الرئيس بشار الأسد في عيد الجيش 1 آب 2009.
إحدى وسبعون عاماً ولا زالت تلك المبادئ والقيم تجسد عقائدية الجيش العربي السوري، الذي يسطر معالم البطولة والفداء، ويمثّل التضحية في أنقى صورها، والصمود في أبهى تجلياته، والرجولة في أسمى معانيها، فيعبّر من خلال تضحياته عن عمق انتمائه وولائه لهذا الوطن.
في طرطوس تسير في طرقاتها لتقرأ في عيون الشهداء رسائل أنهم لأجلنا ضحوا والتحقوا بركب الشهادة، وتخجل من صبر الأمهات الذي ينير القلوب، وعزائم الجرحى التي تبثّ في النفس إيماناً ورضى وقناعة تترسخ كل يوم عن قبله، أن النصر قادم لا محالة.
ولأنهم لا زالوا رغم جراحهم مستعدين لأداء واجبهم المقدس، مؤسسة "دام برس" الإعلامية التقت عدداً من جرحى محافظة طرطوس في عيد الجيش ووجهوا رسالة إلى رفاق السلاح وإلى الشعب العظيم الذي استحق تضحياتهم.
النصر قريب، وتضحيات الجيش لن تذهب سدى
في منزل متواضع كريم، التقينا المصاب سامر محمود إسبر مرشد الذي أصيب بصاروخ أثناء أداء واجبه الوطني في المجمع الحكومي بدرعا المحطة، ما أدى لقطع قدمه اليمنى، وهو الآن يسعى لوضع طرف صناعي لها.

سامر جندي أدى خدمة الاحتياط في درعا، وكان يعمل في معمل الكونسرة بريف دمشق، لم يتلقى العناية الكافية في مشفى حرستا، وتمّ نقله إلى مشافي طرطوس وهو الآن يتابع علاجه متنقلاً بين مشافي طرطوس ودمشق.
أكد أن النصر قادم لا محالة وأن الهزيمة لن تعرف طريقاً إلى نفوسهم، وخاصة بعد التضحيات التي قدمها هذا الجيش من شهداء وجرحى ومفقودين.
كما عايد رفاق السلاح على الجبهات داعياً لهم بالنصر القريب، مؤكداً أن تضحيات الجيش العربي السوري ودماء جنوده التي روت أرض الوطن لن تذهب سدى بل ستكتب قصصاً من النصر وحكايا هذا الشعب العظيم الذي يرفض الظلم والهزيمة.
وتمنى على الجهات المعنية النظر بموضوع تسريحه بعد إصابته وخاصة أن لديه أخ ثانٍ وثالثٍ في الخدمة العسكرية، ويعد المعيل الوحيد لأبيه.
معايدة خاصة لكلّ جندي وللأمهات الصابرات
الجريح دانيال مصطفى متحدث لبق، طليق الفكرة، لم تثنه جراحه عن فهم ووعي عمق أهداف هذه الحرب، أصيب منذ شهر بأكثر من 30 شظية من القذائف أثناء معارك للجيش في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، أدت لجروح كبيرة في يده اليمنى والجزء السفلي من جسده.
دانيال مهندس زراعي لكن لم يستطع الحصول على وظيفة حتى الآن، (وهو يؤدي خدمة الاحتياط)، لكنه استطاع تأسيس مشروع مشتل زراعي وصيدلية زراعية يبيع فيها هو وأخواته مبيدات حشرية وغيرها من المستلزمات الزراعية.

تحدث إن الانتصارات الميدانية المتلاحقة التي يحققها الجيش العربي السوري في مناطق عدة من نقاط مواجهاته هي بمثابة انعطاف هام وخاصة بعد تآمر عشرات الدول العربية والغربية على تجنيد مسلحيها من شتى بقاع الأرض للنيل من صموده، لكنه بقي مرابطاً على الجبهات ولم تزعزعه تلك الحشود المجرمة بل بقي يضم تحت رايته جميع أبناء الوطن من مختلف أطيافه.
وأوضح أن هذه الحرب التي شنت على سورية مخطط لها منذ زمن، ولكن اختلفت أدواتها وتوسعت لتشمل دول عدة ساهمت في إدخال الإرهاب لهذا البلد الذي ما عرف شعبه إلا المحبة والإخاء والسلام.
ووجه معايدة خاصة للقائد العام للجيش والقوات المسلحة الرئيس بشار الاسد ولرفاقه في السلاح ولجميع من حمل السلاح ضدّ المسلحين ليدافع عن أرضه، كما عايد كل أم صابرة وكل ذرة تراب جبلت بدماء وعرق الشهداء والمجاهدين المدافعين عن هذا الوطن.
النصر قريب... واقتراح لتخصيص كل مشفى بمعالج فيزيائي
محمود أحمد سمعول في العشرينات من عمره، شرطي متطوع في حلب، تستمد منه عزيمة وقوة إرادة لن تلين مهما أعاقت حركة الجسد، أصيب بقذائف هاون وقنابل متفجرة على نقاط عسكرية للجيش في حي الشيخ مقصود بحلب، ما أدى لعجزه عن الحراك ولا على النطق.
وقد عبّر المصاب عن فرحته بتحرير حلب وخاصة أنه أصيب فيها، موجهاً تحية للجيش السوري، في عيده وقال بجمل من القلب وإن كانت غير واضحة المعالم: (حلب ستنتصر بإذن الله وسورية ستنتصر وعن قريب إنشاء الله).

أما والده العم أبو فراس لا زال يتنهد ويبكي ويصبر، داعياً الجهات المعنية إلى تسهيل إجراء العمليات الجراحية له في مشفى الباسل، وخاصة بعد الحالة الصحية السيئة لابنه التي قضاها بين غيبوبة تامة والآن على الكرسي المتحرك، إضافة إلى كونه وزوجته يعملان على خدمة ابنهما ولا يوجد أحد بحكم كون أولاده الآخرين في الخدمة العسكرية أيضاً.
كما عايد جنود الوطن ودعا لهم بالنصر القريب، ووجه التحية والشكر لجميع الجهات التي ساهمت بتسهيل حصول ابنه على كرسي كهربائي متحرك ساعدت على حركته، لكنه الآن يعاني من مضاعفات عدة أبرزها الحصى في الكلية نتيجة جلوسه المتواصل ويحتاج لعمليات جراحية تساهم في حركته.
واقترح أن يتم تخصيص معالجين فيزيائيين في المشافي القريبة كمشفى الشيخ بدر أو بانياس أو القدموس بهدف حصول المصابين على وقت أطول في جلسات المعالجة التي لا تتجاوز ربع ساعة، إضافة إلى مطالبته بأن يتم معاملة جرحى الشرطة أسوة بجرحى الجيش.
تاريخ بطولي مشرف للجيش على مدى السنوات الماضية
إن المعارك التي يخوضها الجيش العربي السوري ضدّ المجموعات المسلحة المدعومة من الدول الإمبريالية وبمساعدة بعض الدول العربية و"إسرائيل" لا تختلف في جوهرها عن معاركه السابقة ضد الاستعمار الفرنسي والعثماني، وهو يثبت في كلّ يوم أن مواجهته لأعدائه هو من صلب عقيدته القتالية التي زادت من قوتها في ظلّ حملات التحريض والتضليل الإعلامي التي استهدفت تماسكه ووحدته.
وبمناسبة العيد 71 للجيش، إذ تهنئ مؤسسة "دام برس" الإعلامية الرئيس بشار الأسد والجيش العربي السوري والشعب السوري بعيد الجيش، توجه التحية لكل أمّ قدمت فلذة كبدها حباً وكرامة للوطن، ولأسر الشهداء والجرحى والمفقودين ألف تحية لكم ولصبركم وأنتم تجسدون قيم العطاء والأمل والتضحية، كما تحيي أبناء الشعب العظيم الذي وقف في وجه كلّ التحديات والظروف الصعبة.
إلى الجيش العربي السوري، حامي الأرض والعرض، "كل عام وأنتم بألف خير"...