دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان :
قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: "ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير، وإن تخالطوهم فإخوانكم"... صدق الله العظيم.
لأنهم فقدوا وطنهم الصغير، وفقدوا حنان الأم أو الأب، وجدوا عطفاً من أهل الوطن الكبير، وانطلاقاً من إنسانيتهم قبل كلّ شيء، ولأجل إعادة البسمة لأرواحهم الحزينة، وإدخال الفرح إلى قلوبهم، وبهدف إقامة أنشطة اجتماعية تعزز المفاهيم الإنسانية والأخلاقية والصحية والتربوية وتحت شعار" لنرسم البسمة على شفاههم" أقام الناشط الاجتماعي وعلي مصطفى سعد" وفرع طرطوس لطلائع البعث وتحت رعاية حزب البعث العربي الاشتراكي في المحافظة وشعبة المدينة الثانية حفل إفطار خير للأطفال الأيتام يوم الثلاثاء 28 حزيران 2016.
تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز مجتمع تشاركي يقوم على بناء الطفل نفسياً واجتماعياً وصولاً إلى اندماجه بشكل طبيعي، وإدخال الفرح والسرور إلى قلوب الأطفال الأيتام، إضافة إلى التركيز على دور التواصل الاجتماعي والعلاقات المجتمعية الإيجابية وخاصة مع أسر الشهداء، وإحياء روح التكافل والتعاون بين أفراد ومنظمات المجتمع من خلال إشعار الأيتام بالاهتمام بهم والترويح عنهم.
مؤسسة "دام برس" الإعلامية حضرت حفل الإفطار، والتقت عدداً من الأطفال الأيتام وأبناء الشهداء، إضافة إلى عدد من الحضور والمنظمين والمشرفين على الحفل.
الحفل أدخل البهجة لقلوب الأطفال الأيتام وأبناء الشهداء

السيدة الأرملة ريم منصور من أهلنا الوافدين من حلب، فقدت زوجها أثناء الأزمة، دعت الله تعالى أن تنتهي الأزمة وتعود سورية إلى أجمل مما كانت عليه، مضيفة أن أولادها أمانة في عنقها، وستعمل على تربيتهم الخلوقة والمحبة للخير والإحسان.

أما الأرملة وداد علي من الشيخ بدر توفي زوجها في حادث سير، دعت لزوجها ولجميع الشهداء الرحمة، وتمنت أن يساعدها الله في تربية أولادها وأن تؤدي رسالتها النبيلة.
كما شكر ولديها (نغم وخضر حيدر اللذين لا يعرفان والدهما) القائمين على هذا الحفل، مؤكدين أن هذا الحفل أسعدهم جداً لأنها أدخلت الفرحة لقلوبهم بحسن الضيافة والكرم.

بدورهما الطفلان علي ومحمد حرفوش ولدي الشهيد إياد حرفوش الذي استشهد بحلب، شمسان تشرقان في غروب رمضاني، شكرا كل من قدم لهم المساعدة، ودعا الله تعالى أن يرحم جميع الشهداء ويشفي الجرحى، كما عبّرا عن سعادتهما بهذا الحفل الممتع.
منظمة طلائع البعث: تغرس حب الوطن وتمجيد الشهيد

الطليعية جودي عثمان من طرطوس أكدت أن هذا الحفل التكريمي للأطفال الأيتام ولطلائع البعث يساعد على المحبة وتقديم الخير للناس، ويساعد على التعرف على الأطفال الأيتام وإحساسنا بهم وشعورهم عندما فقدوا أحد والديهم.

أما جنا جنود فقد أوضحت أن منظمة طلائع البعث غرست فيها حب الوطن وتمجيد الشهيد، إضافة إلى مبادئ المحبة والاحترام وتبادل الصداقة والتعاون مع الأطفال وخاصة الأيتام.
نشاط إنساني لدمج الأطفال الأيتام في المجتمع

وفي لقاء خاص مع الناشطين الاجتماعيين ديانا سعد والعم علي مصطفى سعد القيمين على هذا النشاط الاجتماعي الإنساني، أكدت عضو مجلس إدارة جمعية "المرأة الزكية" ديانا سعد أن رمضان شهر الخير والبركة والعطاء، وأنه من أقل الواجب هو الاهتمام بأبناء الشهداء والجرحى وتقديم لهم العون والمساعدة، بعد كل التضحيات التي قدموها لنا ولهذا الوطن.
وأضافت أن هذا العمل الإنساني يهدف إلى تنمية الإحساس بالآخرين، وردّ الجميل للشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً لهذا الوطن، إضافة إلى دمج الطفل اليتيم بالمجتمع وليشعر بأننا أهله ونقف إلى جانبه لتعويض عاطفة الأمومة أو الأبوة التي فقدها.
كما ترحمت على أرواح الشهداء الشرفاء وتمنت الشفاء العاجل للجرحى والعودة السالمة لجميع المفقودين.
محافظ طرطوس: سورية دولة مؤسسات

محافظ طرطوس السيد صفوان أبو سعدى وفي رسالة خاصة عبر مؤسسة دام برس الإعلامية وجه معايدة بشهر رمضان الكريم، وتمنى أن يعيده الله على الجميع بالخير واليمن والبركة.
وتحدث المحافظ أن سورية كانت ولا تزال دولة مؤسسات أسس لها الراحل حافظ الأسد وطورها وحدثها قائد الثبات السيد الرئيس بشار الأسد.
وأشار إلى أن هذه المبادرة اليوم وفي هذا المائدة الرمضانية، التي تستهدف الأطفال الأيتام وأبناء الشهداء والجرحى وطلائع البعث والتي قامت بها منظمة عريقة في سورية بهدف رعاية شؤون التلاميذ في المراحل الأولى من حياتهم، ودمج الأطفال في المجتمع وإدخال البسمة لقلوبهم.
كما قدم تحية الإجلال والتقدير للجيش العربي السوري الذي يخوض في ميادين القتال أشرف معارك الكرامة للذود عن سورية وترابها وكرامتها، مؤكداً أنه يشكل عزة وكرامة سورية، بتضحياته ودفاعه عن الوطن، والذي لولا تضحياته لما كانوا هؤلاء الأطفال يعيشون بأمان.
جيل الأطفال هم أمل المستقبل

بدوره أمين فرع الحزب في طرطوس غسان أسعد وجه معايدة بمناسبة شهر رمضان كريم إلى جميع المواطنين، مترحماً على أرواح الشهداء وداعياً للجرحى بالشفاء العاجل.
وأشار أمين الفرع إلى أن جيل الأطفال والشباب هم المستقبل، وأن التركيز عليهم سيؤهلهم لحماية هذا البلد ومواجهة العدو الإرهابي، في حين بارك تضحيات الجيش ونضاله لتحقيق النصر القريب إنشاء الله.
منظمة طلائع البعث تعزز دورها التشاركي
وتطرق أمين فرع منظمة طلائع البعث بطرطوس عيسى عويجان إلى أن المنظمة تشرف على رعاية الأطفال في مرحلة التعليم الأساسي من الصف الأول ولغاية السادس.
وبيّن أن المنظمة بهدف تعزيز دورها التشاركي والوطني مع المجتمع المحلي وبالتعاون مع شعبة الحزب ـ المدينة الثانية بطرطوس، وبالتعاون الكامل مع السيد علي مصطفى سعد تم إقامة حفل إفطار للأطفال الطلائعيين والطلائعيات من أبناء الشهداء والأطفال الأيتام، في هذا الشهر الكريم، الذي يشمل أيضاً توزيع هدايا لبعض الأطفال وبعض الألعاب البسيطة لهم.
ونوه بأن شهر رمضان المبارك، شهر البر والإحسان، شهر التكاتف والمحبة، متمنياً على الجميع الاهتمام ببراعم الطفولة، والذين هم جيل المستقبل وأمله.
مخيمات الدعم النفسي لتحقيق تشاركية عالية في المجتمع

من جهته بيّن عضو المكتب التنفيذي في منظمة طلائع البعث، رئيس مكتب التقانة والإعلام والعلاقات، وضاح سواس أن هذه المبادرة هي قديمة حديثة حيث بدأ بها منذ عام 2010، لرعاية هؤلاء الأطفال الأيتام من قبل بعض الجمعيات الخيرية والأهلية، وتحت شعار "لنرسم البسمة على شفاه الأطفال"، وخاصة في شهر رمضان المبارك.
وأكد أن الرسالة من هذه المبادرة هي مجتمعية لدمج الأطفال في الحياة المجتمعية وليشعروا بأنه جزء لا يتجزأ من المجتمع، كما أنها رسالة تربوية لدور الأيتام والأسر البديلة للتأكيد على رعاية هؤلاء الأطفال.
وفي السياق أوضح عضو المكتب التنفيذي أن المنظمة في الإطار ذاته أطلقت مخيمات الدعم النفسي لأطفال وأبناء الشهداء في بيت ياشوط، لاستهداف 125 طفلاً تباعاً ليصل العدد الكامل إلى 1100 طفلاً، بهدف تحقيق التشاركية في مجتمع يقوم على بناء الطفل نفسياً واجتماعياً وتعزيز قيمة الشهادة والشهيد وإدخال الفرح والسرور إلى قلوب الأطفال.
شهر رمضان لتعزيز مكامن الأخلاق الحسنة والشعور بالآخرين

مدير الفريق الديني الشبابي الشيخ عبد الله السيد ذكر أن مديرية أوقاف طرطوس والفريق الديني الشبابي يشارك هذه المبادرة مع منظمة طلائع البعث، وخاصة في شهر رمضان شهر الخير، ليجسد أهم معانيه قول النبي محمد عليه الصلاة والسلام: "من فطر صائماً كان مغفرة لذنوب وعتقاً لرقبة"، مؤكداً أن شهر رمضان ليس بالصيام والامتناع عن الطعام والشراب، بل الامتناع عن الطعام والشراب من أجل تعزيز مكامن الأخلاق الحسنة، ومن أهم حكم الصيام الشعور بالآخرين، وأن يتكاتف المجتمع ويكونوا أبناؤه يداً واحدة.
وأضاف أن المجتمع الذي لا خير فيه ولا أخلاق فيه لا يحسّ فيه الغني بالفقير، ولا القوي بالضعيف سيكون مجتمعاً مفككاً، ونحن في ظلّ حالة الحرب التي تعيشها سورية أحوج ما نكون لاسيما في شهر رمضان المبارك أن نتكاتف مع بعضنا البعض، وهذه رسالة من رسائل الإفطار.
وشدّد على أن ذوو الشهداء والجرحى هم أصحاب فضل على الجميع، فلولا الشهداء لم يبقّ أحد في الأرض، وليس لأحد فضل عليهم، أما بالنسبة لموضوع الأيتام: فقد وردت الوصية باليتيم في القرآن الكريم بآيات عدة، حين قال الله تعالى: "فأما اليتيم فلا تقهر... ويسألونك عن اليتامى"، موضحاً أن اليتيم هو الإنسان الذي يفقد سنده والركن الذي يؤوي إليه، لذلك عندما يجد هذا اليتيم أن المجتمع بكل مؤسساته ومنظماته وجمعياته الخيرية وأبنائه يقف معه فهذا مؤشر إيجابي على تعافي المجتمع.
الشؤون الاجتماعية هي الركن الأساسي في النشاطات الاجتماعية

مدير الشؤون الاجتماعية نزار حمود أكد أن الشؤون الاجتماعية تعد ركناً أساسياً في النشاطات الاجتماعية كافة والتي تقيمها الجمعيات الأهلية أو الفعاليات الشخصية، موضحاً أن حفل الإفطار الذي يقيمه شخصية تحت إشراف شعبة المدينة الثانية والتي تأتي في شهر رمضان المبارك وتستهدف الأطفال الأيتام، تشكل عملاً إنسانياً راقياً بهدف زيادة اللحمة بين الشرائح المجتمعية.
تجدر الإشارة إلى أن الحفل حضره محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى، وأمين فرع الحزب في طرطوس غسان أسعد، ومدير الشؤون الاجتماعية نزار حمود، وعيسى عويجان أمين فرع منظمة طلائع البعث في طرطوس، إضافة إلى عدد من القيادات الحزبية والطلائعية ومجلس الشعب، وبعض رؤساء الجمعيات الأهلية، إضافة إلى عدد كبير من الأطفال الأيتام من طلائع البعث وأبناء الشهداء والجرحى.
دعوة لنكون أهل للأطفال الأيتام
وفي الختام مؤسسة دام برس الإعلامية: تقول لأن هناك أيتام، فلنخاطب الوجدان، لنمسح دموع الأطفال، ونمدّ يد الخير والمحبة في شهر رمضان الكريم، لنداوي حزنهم وألمهم بكلمة، لنكون معهم في منازلهم ونشاركهم أفراحهم.
كما تشكر المؤسسة كل القيمين على هذا النشاط الاجتماعي الرمضاني المبارك، وكلّ من قدم العون والمساعدة في تحقيق هذا الهدف النبيل، وتدعو الجمعيات الأهلية الأخرى للاهتمام بالأطفال الأيتام وذوي الشهداء والجرحى ورعايتهم الرعاية المثلى، والعمل على تكريمهم ودمجهم في المجتمع.