دام برس:

يواصل عمال سورية العمل وادارة عجلة الانتاج متحدين الارهاب والحصار الاقتصادي وكل ظروف الحرب التي تشن على بلادهم مصرين على اعادة بناء ما دمر وبهذا منحوا معاني وقيما جديدة لعيدهم العالمي في الاول من أيار.

رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري بين في تصريح لـ سانا أن العمال بمختلف مواقعهم يرسمون بعملهم وعزيمتهم التي لا تلين وتضحياتهم الكبيرة معالم الغد الآتي رغم كل الظروف الصعبة والقاسية التي تواجههم نتيجة استهداف التنظيمات الارهابية معاملهم ومنشآتهم آملا أن يأتي عيد العمال القادم وقد حققت سورية بجهود أبنائها وجيشها الباسل النصر على كل قوى البغي والعدوان والإرهاب.

وفي عيدهم يجدد العمال مطالبهم وأبرزها زيادة الرواتب وتحسين مشروع الضمان الصحي والخدمات الصحية والاجتماعية واقامة مشاريع استثمارية توفر الدعم لموارد نقاباتهم وتثبيت المؤقتين منهم وغيرها.

سانا التقت عددا من رؤساء الاتحادات العمالية والنقابات المهنية حيث بين رئيس اتحاد عمال السويداء جمال الحجلي أن الفرع لم يوفر جهداً في الدفاع عن حقوق العمال وتأمين متطلباتهم حيث أحدث صندوقا لرعاية أسر شهداء وجرحى الطبقة العاملة بالمحافظة وصناديق تكافل ومساعدة تقدم الإعانات اللازمة للعمال في حالات معينة كالمرض والوفاة والعوز وغيرها ضمن أسس وضوابط معينة.

ولفت الحجلي إلى العمل أيضا على إقامة مشاريع تضمن الرعاية الصحية للعمال ومشاريع استثمارية تؤمن فرص عمل للشباب مبينا أنه يتم العمل حاليا على مشروع السكن العمالي للبدء بإنشاء نحو 300 شقة خلال العام الحالي.

ومن حماة دعا رئيس نقابة عمال النفط والمواد الكيمياوية معين حميدي الى تحسين الوضع المعيشي للطبقة العاملة “التي تشكل أساس الاقتصاد الوطني وتقدم الكثير من التضحيات للحفاظ على استمرار عجلة الانتاج في مؤسسات القطاع العام وتأمين الخدمات والسلع للمواطنين” لافتا الى ان الحرب الارهابية التي تشن على سورية تسببت بالكثير من الاعباء لعمال المؤسسات الانتاجية.

ومن درعا يشير رئيس اتحاد العمال احمد الديري الى ضرورة تأمين نقل العمال من قراهم الى دوائرهم ومؤسساتهم لتخفيف عبء الاجور المرتفعة لوسائط النقل داعيا الى رعاية العمال الذين يتعرضون لإصابة عمل اثناء تأدية مهامهم الوظيفية ومنح الحوافز الانتاجية لجميع العاملين الذين يستحقونها في مختلف القطاعات.

ومن الحسكة يقول رئيس اتحاد عمالها فهمي ايليو ان عيد العمال مناسبة لنجدد “التزام الطبقة العاملة في المحافظة وتمسكها بالوطن واعادة بنائه والاسهام الفاعل بالنهضة الاقتصادية القادمة” مبينا أن الطبقة العاملة في المحافظة من اكبر الشرائح الاجتماعية وقدمت خلال السنوات الماضية الكثير من الجهود والتضحيات مؤكدا أن العمال ما زالوا يتقاضون اجورهم كاملة دون أي انقطاع .

ويوضح ايليو ان التنظيم النقابي قام خلال الفترة الماضية بتفعيل المستوصفات العمالية وتجديدها في مدينتي الحسكة والقامشلي وتفعيل عدد من العيادات الطبية لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للطبقة العاملة كما تم تشميل العامل بالضمان الصحي واحداث صندوق تكافل مركزي مخصص لذوي الشهداء وله موارد ثابتة.

وبخصوص العمال المؤقتين يؤكد ايليو ضرورة اعادة عمال العقود الموسمية الذين تم فسخ عقودهم بعد توقف محلج الحسكة ومركز الاقطان عن العمل نتيجة الظروف الراهنة والعمال الذين تم الاستغناء عنهم في مجلس مدينة الحسكة رغم التزامهم بالعمل لاكثر من سنتين مشيرا في الوقت ذاته إلى اهمية عودة الشركات الانشائية والانتاجية الى العمل والاقلاع بالمشاريع الكبيرة وافتتاح مصانع لمنتجات موادها الاولية المتوافرة في المحافظة كمعامل للالبان والاجبان والزيوت والبرغل لاستيعاب المزيد من ابناء المحافظة.

ومن طرطوس يستعرض رئيس مكتب الثقافة والاعلام في اتحاد العمال يونس مصطفى المساعدات التي تقدمها النقابة منها اعانات لتصنيع اطراف صناعية للمصابين واعانات صناديق المساعدة الاجتماعية غير المستردة والتي يقدر عدد المستفيدين منها ب/260/ عاملا فضلا عن الخدمات التي تقدم لذوي المفقودين والشهداء وجرحى الجيش.

ويضيف مصطفى.. ان العاملين في الاتحادات والنقابات والمتفرغين خاضعون لقانون الضمان الصحي وتمنح لهم خدمات صحية بقيمة مليون ليرة سورية سنويا.

وفي حمص يشير نائب رئيس اتحاد عمالها وأمين شؤون العمل حافظ خنصر إلى أن اتحاد عمال حمص يسعى مع الاتحاد العام لتسوية أوضاع كل العاملين ممن أمضوا عامين وتثبيتهم في العمل والذين يصل عددهم إلى 2800 موزعين بين “برنامج تشغيل الخريجين الشباب والعقود السنوية والموسمية والمياومين”.

ودعا خنصر الى تسوية اوضاع عمال المواد الغذائية والاسمدة وفق نظام الفاتورة من حيث الحصول على الطبابة والاجازات السنوية وتعويض الخدمة والترفيعات لان بعضهم امضى اكثر من عشر سنوات في العمل ومعظمهم يعمل على خطوط الانتاج بشكل مباشر ويومي والبعض يعمل لمدة 12 ساعة يوميا.

أما في دير الزور فيلفت رئيس اتحاد عمالها طلال عليوي إلى ان العمال يعانون كباقي فئات المجتمع من صعوبة بالغة في تامين متطلبات الحياة اليومية من غذاء ودواء ومحروقات بسبب عدم توافرها في الاسواق وان وجدت فبأسعار باهظة تفوق بكثير القدرة الشرائية للمواطن جراء حصار التنظيمات الارهابية للمدينة.

اما على الصعيد النقابي فيبين عليوي ان اتحاد عمال دير الزور الذي يضم /12/ نقابة فيها /96/ لجنة نقابية مستمر في نشاطه النقابي داعيا الى فتح صناديق المساعدة لتسهيل صرف مستحقات العاملين منها دون الرجوع الى الاتحاد العام لنقابات العمال إضافة الى تشميل عمال العتالة بمظلة التأمينات الاجتماعية .

وفي القنيطرة يؤكد رئيس اتحاد عمالها احمد السعدية ضرورة تلبية مطالب عمال المحافظة المتمثلة بتحسين الوضع المعيشي لهم وتشميلهم بالتامين الصحي وتامين عقود عمل مؤقتة لمزيد من الشباب معتبرا ان المرحلة الحالية تقتضي من التنظيمات النقابية بذل المزيد من الجهد لتحسين وضع العمل وزيادة الانتاج.

وتعود فكرة الاحتفال بعيد العمال العالمي الى الاول من أيار عام 1886 حيث شهدت مدينة شيكاغو الامريكية اضرابا شارك فيه العمال والحرفيون والتجار والمهاجرون فردت الشرطة باطلاق النار على أربعة من المضربين  وقتلتهم في شركة ماكورميك للحصاد الزراعي وهو ما دفع المزيد من العمال الى التجمع في اليوم التالي في ساحة هايماركت بالمدينة وحينها تدخلت الشرطة فالقى مجهول قنبلة أسفرت عن مقتل 12 شخصا بينهم سبعة من رجال الشرطة وقد تلا ذلك محاكمة مثيرة للجدل لثمانية من العمال بسبب معتقداتهم السياسية وليس لتورطهم فى التفجير وأفضت فى المحصلة الى اعدام عدد منهم.

وبعد ذلك بدأت العديد من النقابات العمالية في مدن العالم المختلفة تطالب وتناضل من أجل تحديد سقف العمل بثماني ساعات في اليوم وتحسين الاجور وفي عام 1889 أعلن مؤتمر “الاحزاب الاشتراكية العالمية” الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس تأييده لمطالب حركة العمال فى الولايات المتحدة الامريكية واختياره الاول من أيار عام 1890 لتنظيم مظاهرات تأييدا لهذا القرار ليتحول فيما بعد الى عيد للعمال تحتفل به الاغلبية العظمى من دول العالم عبر تنظيم مسيرات واستعراضات والقاء خطب وأنماط احتفالية أخرى فيه تكريما للفئات العاملة.