Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
في سورية .. الأطفال يسرقون .. اقطعوا يد الحرب

دام برس – بلال سليطين:

في سورية الحرب فُقِدَ الأمان الذي امتازت به سورية السلم ماقبل 2011 عندما كانت السرقات في أدنى مستوياتها ولا تكاد تذكر، حتى بات خبر السرقة نادراً ويترك صدى شعبياً واسعاً ويرافقه حالة من السخط العام حتى العثور على الفاعلين.

بينما اليوم اختلفت الحالة تماماً وباتت أخبار السرقات تتصدر أحاديث الناس، وهي سرقات لا تقتصر على بعض المواد وإنما تشمل كل شيء من السيارات إلى المنازل والمحال التجارية وليس انتهاءً بالدرجات الهوائية والنارية التي بات الناس يبيتونها في منازلهم وحتى في غرف نومهم أحياناً.

اللصوص ماعادوا من شريحة عمرية معينة فقد باتوا أيضاً من شرائح عمرية مختلفة، وكان لافتاً دخول الأطفال بأعداد كبيرة على خط السرقة الذي بات مهنة لهم يعتاشون منها، فتجد اليوم مئات الأطفال السوريين المطلوبين للعدالة والموقوفين بتهم السرقة.

الصدمة الكبرى أن هؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 سنة فقدوا حاسة الخوف، وباتوا يمتلكون جرأة على دخول المنازل بكل بساطة حتى ولو كانت مسكونة، مع امتلاكهم لخبرة في السرقات لا يستهان بها في ظل ظروف على مايبدو تشجعهم وتحفزهم على ممارسة هذا الفعل دون خجل منه.

قبل فترة أوقفت الشرطة عصابة لسرقة المنازل في محافظة ساحلية أعمار أفرادها بين 13 و15 عاماً، وهم ينحدرون من محافظات مختلفة جمعتهم ظروف الفقر والتهجير وما إلى ذلك مما أفرزته الحرب، يقول تقرير الشرطة الذي تسنى لدام برس الاطلاع عليه:إن هؤلاء الأطفال وعددهم خمسة قاموا بسرقة 15 منزلاً سرقات متنوعة إلى جانب سرقات خاطفة بوضح النهار لبعض المواد البسيطة من محال تجارية.

ساعات التقنين هي الوقت المناسب للسرقات بالنسبة لهؤلاء الأطفال، يقول أحد الأطفال (14 سنة) شارحاً عن سرقاتهم:كنا ننتظر وقت انقطاع التيار الكهربائي لنبدأ البحث عن المنازل الواقعة في الطوابق الأرضية والتي لا تشعل أي نور، ويكون اختيارها عشوائياً بدون مراقبة من قبل، نقرع الأبواب وننتظر، إذا فتح أحد لنا ندعي أننا نشحد وإذا لم يفتح الباب، نراقب لبضع دقائق ومن ثم نذهب للنافذة وندخل من خلالها سواء بالخلع أو الكسر وأحياناً نخلع أبواب الشرفات المطلة على الشارع اذا اضطررنا لذلك.

دوافعهم للسرقة عديدة حسبما قالوا خلال لقاء دام برس معهم، أحدهم خسر والده في الحرب والآخر فقد منزله بينما الثالث لايجد والده عملاً يصرف على العائلة من خلاله وجميعهم تركوا المدرسة منذ ثلاث سنوات على الأقل، لكنهم لايسرقون لأنهم يحبون السرقة وإنما يريدون من خلالها تعويض ماخسروه خلال الحرب أو حتى الأكل هكذا يقولون وهكذا تشير الوقائع.

بعض السرقات تمت بغاية الأكل هذا مايقوله الأطفال المحتجزون حالياً في مركز رعاية الأحداث (سجن خاص بالأطفال) حيث أنهم في معظم البيوت التي كانوا يدخلونها بقصد السرقة كانوا يسرقون الطعام أيضاً من (البراد) وفي كثير من الأحيان كانوا يأكلون ضمن المنزل، يقول "وسيم" وهو أحد الذين سرقت منازلهم:عندما دخلت للمنزل وجدت بقايا الطعام على الطاولة في المطبخ ويبدو أن أكثر من شخص شاركوا في الأكل استغربت الأمر قبل أن أجد شباك الشرفة مفتوحاً عندها عرفت أن لصوصاً دخلوا المنزل.

كثير من المحتجزين في مراكز رعاية الأحداث تهمتهم السرقة وغالبيتهم الساحقة من عائلات تضررت من الحرب القائمة حالياً وعدد كبير منهم كان وضعهم الإجتماعي قريب من الوسط قبل أن يتدهور بفعل الظروف الحالية ويلجؤوا للسرقة كوسيلة لتأمين احتياجاتهم بعد أن أودت الحرب بأرزاقهم.

قد تكون ثقافة القطع رائجة في هذا الظرف الذي تعيشه سورية لكن بالتأكيد قطع يد الحرب قلائل من يسعون من أجله بينما يسعى كثيرون لقطع الرؤوس والأيادي وحتى قطع دابر الحل، يقول قائل في السرقة إن حكمها في الشرع هو قطع اليد، بينما يقول عاقل طالما الطفل يسرق ليأكل علينا أن نقطع يد الحرب.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz