Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 10:10:45
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الجيش السوري يستعيد كنسبا وعينه على معركة المصير
دام برس : دام برس | الجيش السوري يستعيد كنسبا وعينه على معركة المصير

دام - بلال سليطين :

إنهارت دفاعات المسلحين في ناحية كنسبا ودخلها الجيش السوري بعد هجوم كاسح  شنه منذ أكثر من عشرة أيام على البلدة الواقعة في أقصى الشمال الشرقي لريف اللاذقية بمحاذاة محافظة إدلب معقل جيش الفتح.

دخول الجيش السوري إلى كنسبا ذات الأغلبية المسيحية قبل أن يهجرها أهلها (29400 نسمة)، يعني أن القوات السورية وحلفاؤها حرروا خلال أربعة أشهر 95% من الريف الذي كانت تسيطر عليه المجموعات المسلحة منذ العام 2012، حيث مازال في ريف اللاذقية مجموعة من القرى الحدودية خارج سيطرة الدولة نظراً لتداخلها مع تركيا وصعوبة تعامل الطيران مع المجموعات المسلحة فيها.

سقوط كنسبا جاء بعد مقاومة عنيفة جداً من المجموعات المسلحة، حيث وصف مصدر ميداني المعركة في تلك البلدة بأنها كانت من أصعب المعارك في الأشهر الماضية مقارنةً مع معركتي "سلمى، وربيعة"، حيث تجمع فيها مئات المسلحين الذين كانوا قد انسحبوا من مناطق متفرقة في الريف ووضعوا تحصينات قوية مع تعزيزات من مقاتلي المجموعات المسلحة المسيطرة على إدلب.

فصائل إدلب ساهمت بشكل كبير في القتال ضد الجيش السورية في كنسبا التي اعتبرها نشطاء محسوبون على جيش الفتح خط الدفاع الأول عن إدلب، وأشار ناشط من إدلب لدام برس إلى أن الدفاع عن كنسبا كان دفاعاً عن إدلب ذاتها، فالجيش السوري باتت اليوم عند الحدود الإدارية للمحافظة مايعني أن معركة إدلب شارفت على الإندلاع، وهذا مايفسر الدفاع المستميت ومحاولة التحصين الشديد في كنسبا، ويتأسف قائلاً لكنها كانت تحصينات دون جدوى.

المجموعات المسلحة التي انسحبت من كنسبا كانت وجهتها إلى قرية "بداما" بالجهة الشمالية الشرقية، وهي ضمن الحدود الإدارية لإدلب، وهي ذات الوجهة التي كان قد انسحب لها عدد كبير من مقاتلي النصرة وأحرار الشام عقب معركة سلمى، ويقول مصدر ميداني لدام برس :خلال انسحابهم كانوا يقولون لنا عبر أجهزة اللاسلكي (منشوفكن بإدلب)، أي أنهم ذهبوا للتحصن هناك على أن تكون معركتهم الأكبر في "إدلب".

خيارات الجيش السوري باتت متعددة للتقدم تجاه إدلب بعد كنسبا خصوصاً وأنه الآن يسيطر بالنار على جسر الشغور، بينما لا تبعد عنه بلدة "بداما" سوى 8 كيلومترات، وهي تعد من أهم المعاقل وأخطرها في ريف "إدلب" وكانت تعتبر سابقاً الأكثر أماناً بالنسبة للجماعات المسلحة نظراً لبعدها عشرات الكيلومترات عن مواقع المواجهة المباشرة مع الجيش السوري سواء في ريف اللاذقية أو في مدينة إدلب، لذلك وضع فيها سجن، واختيرت مكاناً يقيم فيه عوائل الأمراء في مرحلة من المراحل وبعض قادة التنظيمات المسلحة، فيما لجأ لها عشرات المنشقين في العامين 2012 و2013، لكنها اليوم لم تعد خارج دائرة النار وإنما باتت الأقرب لها.

القائد الميداني يرفض تحديد وجهة الجيش السوري في إدلب بعد كنسبا لكنه يحسم الأمر بأن التقدم مستمر باتجاه إدلب مبيناً أنها باتت الهدف الثاني للجيش السوري بعد تحرير ريف اللاذقية، كما أنه يقر بأنها لن تكون معركة سهلة ويقول:رصدنا تحصيناتهم بشكل جيد ووضعنا خطتنا للتقدم، وبالنسبة لنا لانرى معركة أصعب من معركة اللاذقية وها نحن ننتهي منها في أقل من أربعة اشهر، هذا إنجاز يقول الضابط في الجيش السوري.

"إدلب" وعلى مايبدو فقد خُطّط لها لكي تكون مركز تجمع المسلحين من مختلف أصقاع سورية حيث رُحِّل إليها مسلحون من حمص وقدسيا والزبداني وغيرها من المناطق التي شهدت اتفاقات مصالحة، وانسحب باتجاهها مسلحون من حلب وريف اللاذقية، ويصفها متابعون المعركة فيها بأنها ستكون معركة مصير بالنسبة للمقاتلين وجيش الفتح فليس هناك مكان بعدها ينسحبون إليه.

تقدم الجيش السوري باتجاه إدلب ليس مقتصراً على الجهة الغربية والجنوبية الغربية، فقد بات متاحاً أيضاً من جهة الشرق والجنوب الشرقي، بعدما أضحى الجيش السوري المتقدم غرب حلب على بعد بضعة كيلومترات عن مدينة سراقب التابعة لمحافظة إدلب، وبالتالي بإمكانه شغل جبهتين في آن معاً من الشرق والغرب، وإن كانت الجبهة الغربية تبدو أكثر سهولة بسبب تحكمه بمعظم النقاط الحاكمة على غربي إدلب.

سقوط كنسبا رغم الدعم الكبير الذي حظيت به من فصائل جيش الفتح في إدلب، يشير إلى أن تقدم الجيش السوري في تلك المنطقة بات من الصعب إيقافه، لكن تبقى وجهته الثانية غير واضحة بعد، هل يتجه نحو جسر الشغور أم باتجاه بداما وإن كانت العيون تبدو على بداما أكثر مما هي على جسر الشغور، هذا ما ننتظر أن تكشفه الأيام القادمة.

 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2016-02-19 15:33:51   المهم المدنيين
منذ فترة ليست بقليلة كان هدف المصالحات نقل العنصر المسلح إلى ادلب والمدنيين في إدلب تتحمل نتائج ذلك مما تبقى من ممتلكاتهم بالإضافة لتسلط وتضييق على من تبقى من أهالي إدلب وهم كثر عكس ما يشاع نرجوا الحفاظ على حياتهم فلو كان بامكانهم لخرجو ولا أظن أن يكون جزاؤهم غير الحفاظ عليهم فالمهم وبالدرجة الأولى حياة المدنيين
ادلبي  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz