دام برس - بلال سليطين :

تمضي القوات السورية في تقدمها على محاور ريف اللاذقية الشمالي على وقع تعثر مفاوضات جنيف التي كان من المفترض عقدها في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.

تقدم القوات السورية بهذه السرعة القياسية يوم 22 كانون الثاني وسيطرته على قرابة عشرين نقطة وتلة وقرية في ريف اللاذقية حتى بات على مشارف ربيعة، يؤكد أن هذا التقدم هو سباق مع مؤتمر "جنيف" الذي كلما تأخر عقده سيزداد الجيش السوري تقدماً في هذا الريف، وبالتالي فإن هذا التقدم أشبه بالرسالة شديدة اللهجة للأطراف المعنية في "جنيف" بأن كل تأخر في عقده يعني السيطرة على نقاط جديدة، وقد يحرر ريف اللاذقية وجزء من إدلب قبل عقده يقول قائد ميداني في ريف اللاذقية لدام برس.

الجيش السوري لم يوقف معاركه عند الحدود التي وصلها فهو مستمر في تقدمه ويخوض اليوم السبت معارك على جبهات قريتي التفاحية والحلوة الواقعتين بالقرب من قرية السودا مايجعل سيطرته على ربيعة أكثر سهولة لاحقاً.

معركة "ربيعة" باتت قاب قوسين أو أدنى، كما أن سيطرة الجيش على ربيعة من شأنها أن تجعله يحكم السيطرة بالنار على كل ما تبقى من قرى جبلي الاكراد والتركمان الواقعين خارج سيطرته، ما سيجعل من تقدمه المستقبلي أكثر سرعة وسهولة في هذا الريف المعقد جغرافيا، خصوصاً وأن الغطاء الجوي له في ريف اللاذقية لا يتأثر بالعوامل الجوية نهائياً والطيران رغم الأمطار يوم السبت مضى في طلعاته واستهدافاته المركزة للمسلحين في ريف اللاذقية.

تقدم الجيش في ريف اللاذقية جاء بعد أقل من أسبوع على إعلان المجموعات المسلحة عن معركة رص الصفوف التي لم تنجح في إحراز أي تقدم يذكر، مايشير بوضوح أن الجيش السوري وحلفاؤه حسموا أمرهم بألا تراجع في ريف اللاذقية تحت أي ظرف كان، وبالتالي فإن من يعطلون عجلة التسوية ويذكون نيران الحرب في صفوف كل الفصائل المسلحة لايفكرون إلا في مصالحهم ويتجاهلون أهمية التسوية في تخفيف أعباء السوريين الذين أنهكتهم الحرب.