دام برس :

قال مفتي الجمهورية العربية السورية الدكتور أحمد بدر حسون خلال لقائه أهالي مدينة جبلة بأننا نحن اليوم على أبواب مرحلة جديدة، وعلى مفترق طرق خطير جداً ، والمرحلة العسكرية ستنتهي وسيتم السيطرة على كامل الأرض والتراب السوري ، لكن الخطورة بما سيشن على سورية من معركة سياسية وفكرية وثقافية .

وحذر حسون من قيام حملات خارجية مسعورة لتفريق الشعب السوري سياسياً وطائفياً ومذهبياً وعرقياً،حيث علت المطالبات الغربية  لقيام انتخابات واستفتاء حرة ونزيهة بسورية تحت رعاية الأمم المتحدة،ليس المقصود بها الانتخابات ولا الاستفتاء  بل المقصود هو إشعال نار الفتنة بين أبناء الشعب السوري  بحجة تمثيل هذا الطرف أو ذاك الطرف والانحياز لهذا الجانب أو ذاك .

وقال : لقد حاول اليهود أن يقوموا نفس الدور بذرع الفتنة بين صحابة الرسول ص عندما قال أبو ذر الغفاري العربي لبلال الأفريقي الحبشي: أتمشي أمامي يا ابن السوداء ، وكانت الغضبة الكبرى لمحمد ص  وقال :يا أبا ذر أعيرته بأمه ، إنك أمرؤ فيك جهالة.

وقال المفتي حسون  إنهم يدعون بالدفاع عن حقوق الأقليات بسورية ،ويطالب أردوغان المجرم بحقوق التركمان بسورية ، ونحن في حياتنا لم نفرق بين أبناء الوطن فنحن سوريون جميعاً.

وشدد على خطورة فكرة التقسيم التي بدأت تتسلل إلى داخل البلد ، وهنا تكمن الخطورة ،فالبعض بدأ يعد العدة لمستقبل ما بعد 2016 ، تكون فيه سورية مقسمة مذهبياً وطائفياً وسياسياً وعرقياً ،هذا ما يفكرون به ويعملون من أجله .

وقال : هم يزرعون بذور الفتنة ويسقونها بماء آسنة لتنبت نبتة سامة في المجتمع وتدمره، هكذا فعلوا ببلدان أكثر قوة منا مثل يوغسلافيا التي تم تمزيقها إل دويلات  دينياً وعرقياً، عملوا كي تكون شعوبها فقيرة والآن أبناء تلك الدويلات يشتغلون عمالاً لدى الأوربيين بعد أن كانوا يصدرون السلاح  للعالم.

مضيفاً أنه  سيكون للإعلام دور كبير في هذه المرحلة القادمة حيث أن هناك أكثر من 800 وسيلة إعلامية مستعدة  ستعمل صباح مساء لإذاعة فتنة جديدة بيننا وبين الشعوب الغربية بأننا نحن السوريين من يرسل الإرهابيين الانتحاريين إلى أوروبا وخاصة بعد التفجيرات في فرنسا.

وركز المفتي على الدور الإيجابي الذي يمكن أن يقوم به أفراد الشعب في مواجهة هذا الموضوع من خلال التخلي عن فكرة الأنا التي عاش فيها البعض خلال الأزمة.

وقال بأن أعدائنا يحاربوننا ثقافياً وفكرياً ونفسياً وإنسانياً ، فخلال الست أشهر القادمة سيفرزون لنا مجموعات ممن باعت الوطن وتعيش في الخارج سيركبون صهوة المرحلة القادمة بحجة  الانتخابات وسيلعبون لعبتهم على الوتر الديني والطائفي ليرجعوا  ويبيعون البلد مرة أخرى .

وأكد المفتي بأننا يجب أن نكون مستعدين للمرحلة القادمة فكراً وبناء وعملاً ، ولكي نستعد لا بد لنا من أن نكون صادقين مع بعضنا ، وأن نتخلى عن النفاق الاجتماعي ، ويجب أن يكون كل فرد بالمجتمع مرآة صادقة للآخر.

وفي إطار محاربة الفساد قال نعم قد يكون هناك موظف منحرف او مسؤول غشاش أو مرتشي ، ليس دورنا التستر عليه وليس فضحه ، بل دورنا إصلاحه ، وإذا أبى فهناك العقوبة الرادعة .

وأشاد بمجتمع جبلة الذي يضم كل أبناء سورية ، لقد أرادوا ان يفرقوا بين أبناء المدينة لكن لم يستطيعوا، علينا أن نكون جاهزين لما سيطرح علينا بالأشهر القادمة وأن نعمل على إعادة البناء والعطاء وأن نوسع دائرة " النحن " لتشمل جميع أبناء الوطن ، فكل شخص يحافظ على حق أخيه فهو يحافظ على حقه بالنهاية ، مشدداً بأننا بهذه المرحلة نحن أحوج ما نكون أكثر تماسكاً وقوة .

أما حول قضايا ذوي الشهداء والجرحى أكد أن الدولة بقيادة السيد الرئيس تبذل كل جهدها لتوصل إليهم حقوقهم ،قد يكون  هناك تقصير في زاوية من الزوايا بسبب الحرب ، لذلك على كل مواطن أن يحتضن الشهداء في منطقته، وساق مثالاً يحتذى بقرية الدالية حيث يقوم الأهالي بحمل ذوي الشهيد أثناء التشييع احتراماً وتقديراً لهم ، لماذا لا تكون كل قرية وكل منطقة بسورية مثل الدالية .

كما دعا المفتي للوقوف بمناعة معاً لإصلاح المجتمع ، كما وقفنا عسكرياً وكانت دماء الشهداء هي المناعة ، لذلك يجب ان نقف بمناعة أمام من سيأتون إلينا ويدعون بتغيير الدستور وتغيير النظام السياسي وإعطاء الأقليات حقوقها ، منوهاً أنه ليس في سورية أقلية وكل مواطن له نفس حقوق الرئيس بشار الأسد .

وأكد بان الحقوق والواجبات واحدة في هذا الوطن ، ومن يتجاوز هذه الحقوق سنوقفه عند حده.

وفي نهاية اللقاء قام المفتي حسون بتكريم عدد من أسر الشهداء  بحضور محافظ اللاذقية ابراهيم خضر السالم ، وأمين فرع الحزب الدكتور محمد شريتح ، ومفتي اللاذقية زكريا سلواية.