Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
معارك اللاذقية ... إنهيار الجبهات
دام برس : دام برس | معارك اللاذقية ... إنهيار الجبهات

دام برس - بلال سليطين :

حقق الجيش السوري تقدماً هو الأول من نوعه في جبهات ريف اللاذقية منذ اندلاع المعارك في هذه المنطقة خلال حزيران من العام 2012، وتمكن في الأيام القليلة الماضية من تحرير قرابة أربعين قرية وتلة ومرتفعا ونقطة عسكرية، في إنجاز لم يسبق له مثيل في معارك الريف.

معارك ريف اللاذقية السابقة التي شنها الجيش السوري جميعها جاءت كردة فعل على الجماعات المسلحة، حيث كان كلما خرقت هذه الجماعات خطوط التماس وتقدمت واحتلت قرى يشن الجيش معركة لإعادة هذه القرى كما حصل في الحفة 2012 ومجازر الريف الشمالي 2013 وصولاً إلى "كسب" 2014.

في النصف الثاني من العام 2015 بدأ الجيش السوري مصمماً على تغيير الواقع العسكري في هذه المنطقة التي تعد من أكثر المناطق حساسية في سورية نظراً للأبعاد التي تحملها المعركة فيها وحجم الدعم التركي للمجموعات المسلحة المتنوعة وعلى رأسها جبهة النصرة وفيلق الشام وحركتي نصرة المظلوم وأنصار الشام.

معركة الحسم كما يحب أن يسميها اللاذقانيون ينظر لها على أنها واحدة من أهم المعارك فقد سبق أن أطلق السوريون على مختلف اصطفافاتهم تسمية عليها بأنها آخر المعارك في سورية، كان ذلك في العام 2012، حيث وصف المنتصر بهذه المعركة بأنه سينتصر في سورية كلها.

يتميز المسلحون في ريف اللاذقية بحجم تطرفهم في هذه المعركة فهم يرفضون كل أنواع الحوار والهدن مع الحكومة السورية، وحدها اتفاقيات تبادل الأسرى نجحت بين الطرفين بعد تدخل الدول الداعمة، وقد رفضوا مؤخراً مساعياً للهدنة قادها وسطاء محليون وخارجيون، وردوا على اقتراح الهدنة بالصواريخ التي أطلقت على اللاذقية وخلفت ضحايا فاقوا المئة بين شهيد وجريح عند موقف سبيروا باللاذقية، بحسب مصدر وسيط يفضل عدم الكشف عن اسمه.

خلال المعارك الأخيرة التي بدأت مع تحرير قرية دورين وجبلها كانت المجموعات المسلحة تمتلك معنويات عاليا جداً وقد شنت هجوماً معاكساً على دورين أكثر من مرة قبل أن تسلم بخسارتها، وكذلك جرى مع تلال جب الأحمر التي تغنى "المحيسني" باستعادتها، قبل أن يعود المسلحون للانسحاب منها على وقع تقدم الجيش السوري وضربات طيران التحالف السوري الروسي.

رغم ذلك حافظ المسلحون على صمودهم في الريف الذي خبروه جيداً خلال السنوات الأربع الماضية وتحصنوا بشكل كبير جداً ما أعاق تقدم الجيش السوري في أكثر من مرة، فكان تقدمه خجولاً في أكثر من معركة إلى أن جاءت معركة "دير حنا" التي غيرت صورة الصراع وأوضحت معالم جديدة.

يقول مصدر عسكري إن تحصينات المجموعات المسلحة في دير حنا كانت تحتاج لفرقة كاملة لاخترقها، لكن أقل من مئة مقاتل من الجيش السوري استطاعوا اختراق التحصينات والدخول إلى عمق القرية التي تحولت إلى نقطة انطلاق نحو جبل النوبة وغيره من النقاط الأخرى الحاكمة لناحية سلمى معقل المجموعات المسلحة.

الجيش السوري لم يحصر معاركه بجبهة "سلمى" حيث وصلت تعزيزات نوعية إلى ريف اللاذقية ما دفعه لفتح جبهة ربيعة والتقدم على عدة نقاط، بعد تمهيد مدفعي وطلعات للطيران الروسي.

نتيجة فتح الجبهتين كانت مفاجأة للجميع حيث أسفرت في يوم واحد عن استعادة مضخات غمام - بيت عياش – الشميسة - جبال الزويك وموسى وصقر السنديان وجليلة وتلة وادي ارض قرطب والرقرقية والنقاط 482 و 803 و1112 وعلى بلدتي الدغمشلية والزويك وبيت ابوريشة وكتف الساعور والتلال المحيطة برويسة اسكندر والمرتفع 1149 المرتفع. 1143، وجبل زاهية.

أتبعها بالأمس تقدم نوعي من خلال السيطرة على كتف الغنمة والملوحية وأبو ريشة وتلال الرشوان وعدد من التلال الأخرى بالإضافة إلى مزرعة نجيب بشارة والاقتراب من السيطرة على قرية عطيرة.

الجماعات المسلحة أخبرت الأهالي المقيمين في مخيم أوبين شمال اللاذقية قبل أيام بأن احتمال انسحابهم من الجبل وارد جداً، وقدموا النصيحة لأهالي المخيم بأن يغادروا باتجاه تركيا التي انتقد رئيس حكومتها "داوود أوغلو" قصف جبلي التركمان والأكراد في ريف اللاذقية.

النشطاء الميدانيون في الريف الشمالي أطلقوا نداءات استغاثة وطلبات مؤازرة بعد موجود من نداءات الثبات للمقاتلين في الريف الشمالي التي لم تنجح ونتج عنها انسحابات بالجملة، وحذروا من احتمال انهيار جميع الجبهات في الريف الشمالي دفعةً واحدة وانسحاب الجماعات المسلحة إلى تركيا.

وقد أعلن قاضي الجماعات التكفيرية السعودي الجنسية عبد المحيسني لمؤازرة الجماعات المسلحة في ريف اللاذقية معلناً وقف غزوة حماه، وقد اتجهت تعزيزات من عدة فصائل خصوصاً أحرار الشام لكنها استهدفت من قبل الطيران الذي قطع كل خطوك الإمداد.

آثار المعارك في ريف اللاذقية ستنعكس بالمطلق على ريف حماه الشمالي على اعتبار أن المعركتين مترابطين من حيث الجغرافيا والبعد الاستراتيجي، وإن كانت ملامح معركة اللاذقية بدأ تشير إلى أنها تنطوي على هدفين الأول السيطرة على المرتفعات والنقاط المطلة على سهل الغاب لحماية أي تقدم لقوات الجيش السوري هناك، والهدف الثاني هو الوصول للحدود التركية من جهة ناحية ربيعة وإغلاق الحدود لقطع خطوط الإمداد منها.

إلا أنها واحدة من أصعب المعارك وأثرها قدرة على استقطاب التكفيريين للقتال فيها ضد الدولة السورية، إضافة إلى وعورة جبالها وتضاريسها، لكن القرار بدا واضحاً بتذليل كل العقبات أمام تقدم الجيش السوري والوصول إلى أهدافه في الريف الشمالي.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz