Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الزبداني قاب قوسين
دام برس : دام برس | الزبداني قاب قوسين

دام برس:
ما يحصل في الزبداني من معارك هو في الحقيقة امتداد لمعارك سابقة تغيرت بقعة العمليات فيها أكثر من مرّة لمصلحة الجيش العربي السوري منذ بداية السيطرة على قرية مَعدر شمالي كفير يابوس، وهي القرية التي كانت تشكل وصلة الربط بين الزبداني والأراضي اللبنانية في البقاع الأوسط، واعتبرت يومها الضربة الأكثر إيلامًا للجماعات المسلّحة التي اضطرت لخوض سلسلة من المعارك في الجبال المحيطة بالزبداني أدّت إلى تراجع الجماعات المسلّحة إلى التلال المحيطة بالزبداني وإلى داخل المدينة وسهلها.

بدايةً، أودّ الإشارة إلى أنّ الكلام عن الزبداني سيكون مقتصرًا على البعد التكتي العملاني للعملية التي بدأت منذ 17 يومًا تقريبًا، خصوصًا أني تعرضت سابقًا للبعد الاستراتيجي والتحولات الناجمة عن تحرير الزبداني.
العمليات الأولى في الزبداني بدأت مرحلتها الثانية عندما بدأت معركة القلمون، حيث تمّ ربط جرود بريتال بجرود عرسال الورد، ما أدّى إلى قطع التواصل بين مسلّحي الزبداني ومسلّحي القلمون الشمالي.
هذه الوتيرة من العمليات شكّلت أساس الهجوم على الزبداني ولا زالت ترتكز على نفس الأسلوب المرتكز على ثنائية قطع الإمداد والاقتراب البطيء.
وإذا ما عدنا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، لوجدنا أنّ هذا النمط شكّل ولا يزال نمط القتال الأساسي للجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية، حيث كانت بداية السيطرة قطع الطريق بين الزبداني وعين حور وسرغايا ومن ثمّ السيطرة على تل عامر وهو كان للسيطرة عليه أهمية كبيرة في قطع التواصل بين الزبداني وسرغايا.

العمليات اللاحقة استهدفت التلال الجنوبية الغربية عند قلعة الكوكو كنقطة ارتكاز للتقدم إلى حي الجمعيات، وإكمال القوس فيما بعد نحو الشمال عند قلعة الزهراء، والاندفاع نحو الحارة الغربية والسيطرة على مدخلي الزبداني الشمالي لجهة سرغايا والجنوبي لجهة بردى.
المناورة بالحركة والنار كانت السمة الأساسية لتقدم الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية، حيث كانت تتم عملية نقل العمليات من محور إلى آخر بشكل مفاجئ بهدف كشف المواقع النارية للجماعات المسلّحة وإنهاكها، وهو ما حصل في حي الزلاّح والسلطاني حيث كان للسيطرة على هذه المنطقة أهمية كبرى هدفها قطع التواصل مع مضايا وإطلاق العمليات في سهل الزبداني لحرمان الجماعات المسلّحة من ميزة الحركة في المساحات المفتوحة والواسعة من البساتين التي كانت تؤمن لهذه الجماعات قدرة الاختفاء والتمويه والحركة والتواصل مع حوض بردى.

عمليات الزلاّح والسلطاني أيضًا كان لها هدف أساسي هو منع المسلّحين من الالتفاف عبر تلال مضايا على القوات المتقدمة.
السيطرة على سهل الزبداني تعني أنّ الجيش العربي السوري والمقاومة أصبحا على خط التماس المباشر مع المسلحين عند تخوم الكتل الإسمنتية التي سيكون القتال فيها مختلفًا عن المراحل السابقة، لجهة التعامل مع القناصين والعبوات المزروعة في المنازل وفي الشوارع، وهو أمر سيحصل بسرعة وليس بتسرع. أمّا ماذا أعني بسرعة وليس بتسرع، فهذا يعني أنّ العمليات ستحصل بتنسيق كبير بين وحدات السيطرة بالنار ووحدات القيادة من على التلال مع وحدات الاقتحام خطوة بخطوة لتلافي وقوع عدد كبير من الإصابات في صفوف الجيش العربي السوري والمقاومة. وهذا بالطبع سيتم بعد تقسيم الزبداني إلى مربعات نار معزولة عن بعضها من خلال السيطرة على الشوارع الرئيسية الأساسية بعد معالجة مشكلة العبوات والقناصين في الأبنية المرتفعة وعلى كل خطوط القنص المحتملة.
إذن، نحن على مشارف المرحلة الأخيرة من عملية الزبداني التي تشير العمليات فيها إلى تقدم سريع ونوعي، خصوصًا بعد السيطرة على منطقة السهل وحصر تواجد المسلّحين في داخل مدينة الزبداني.
وإذا ما راقبنا طبيعة العمليات الجارية والمدّة التي استغرقتها، فإننا سنكون أمام مشهد واضح بات محسومًا لجهة تحرير الزبداني قريبًا. مع الأخذ بعين الاعتبار المشهد الذي صنعته الجماعات المسلّحة في سياق تحضيراتها الدفاعية من خلال نشر أمهر القناصين مع قناصات حديثة جدًا تعمل في كل الظروف الجوية، إضافةً إلى سلسلة من العبوات والأنفاق والخنادق والعوائق التي ستتم معالجتها بشكل متواتر وضمن مسارات عملانية هادئة بعيدة عن التسرع مع ضمان وضع المسلحين بحالة الإرباك والتوتر الدائمة لجهة استهداف مواقعهم والضغط عليهم. وهذا يتطلب أنماط مناورة متعددة واستخدامًا لوحدات النخبة من خلال التسلل وضرب الجماعات المسلحة من الخلف، وكذلك استخدام سلاح الدروع في أحداث الصدمة وتأمين الحماية لوحدات المشاة بالترافق مع عمليات صب ناري كثيفة تواكب أحيانًا حركة المشاة، وهو أمر يحتاج إلى الكثير من الدقة من وحدات النار والكثير من الشجاعة من وحدات الاقتحام.

وانطلاقًا من هذه المواصفات التي استعرضتها جرت العمليات في الزبداني، وسيتم استكمالها حتى تحرير الزبداني.
ختامًا، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الانتهاء من عملية تحرير الزبداني سيكون له نتائج إيجابية على سير العمليات العسكرية في كل الجغرافيا السورية وهو أمر تكلمنا عنه سابقًا بتوسع، ونتائج سلبية على مخطط الجماعات المسلّحة باستهداف دمشق والذي يتم العمل عليه منذ أربع سنوات، وسيتم إقفال النسبة الأكبر منه مع انتهاء معركة الزبداني.
*ضابط سابق ( خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية )
سلاب نيوز - عمر معربوني

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz