دام برس:

نقدم فيما يلي أهم الأحداث والتطورات في سورية ليوم الجمعة 29 - 5 - 2015  كما تناقلتها صفحات الفيسبوك ... حلب: مقتل 10 إرهابيين و إصابة أخرين إثر اشتباكات اندلعت بين وحدات حماية الشعب و بين ارهابيي جبهة النصرة وإرهابيي ما يسمى كتائب السلطان مراد في حي الشيخ مقصود.

الرقة : تنظيم داعش يفخخ المنازل السكنية في منطقة الزيدي غرب مدينة سلوك في ريف ‫‏الرقة‬ الشمالي منعاً لتقدم وحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة.
حلب: مقتل عدد من الإرهابيين وجرح آخرين عند اشتباكهم مع الجيش العربي السوري في محيط قريتي حندرات وباشكوي في ريف حلب الشمالي.
درعا :الجيش العربي السوري يوجه ضربات مركزة على تجمعات الإرهابيين في حيي العباسيين والحمادين بدرعا البلد ما أدى إلى مقتل عدد من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم.
ريف السويداء : مقتل وإصابة العديد من إرهابيي داعش خلال اشتباكات مع الجيش العربي السوري شرق تل بثينة وتدمير عدد من الآليات والأسلحة والذخائر التي كانت بحوزتهم.
وأكد المصدر أن الاشتباكات انتهت بمقتل وإصابة العديد من الإرهابيين واندحار العشرات منهم باتجاه عمق البادية إضافة إلى تدمير عدد من آلياتهم بعضها مزود برشاشات وبداخلها أسلحة وذخيرة.
وتعمل وحدات الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية على قطع طرق امداد التنظيمات الإرهابية ومنعهم من استغلال المساحات الشاسعة للبادية السورية المفتوحة على الحدود الأردنية والعراقية لنقل الأسلحة والذخيرة حيث قضت في الفترة الأخيرة على العشرات منهم في كمائن محكمة وعمليات نوعية كان آخرها قبل عدة أيام في قرية القصر بريف السويداء.
ريف دمشق : تدمير عدد من الآليات بعضها مزود برشاشات ثقيلة وإيقاع عدد من الإرهابيين بين قتيل ومصاب بعملية نوعية للجيش العربي السوري في بلدة خان الشيح.

الحسكة : المقاتلون الكرد يستعيدون السيطرة من داعش على خمس قرى جديدة غرب مدينة تل تمر في ريف الحسكة.
مصادر : الجيش العربي السوري يسيطر على طريق حيوي في ريف إدلب .. وأريحا شكلت في الفترة الأخيرة مقصداً لعدد من النازحين من المناطق الأخرى.

حلب: مقتل عدد من المسلحين بتفجير الجيش العربي السوري لنفق يصل إلى مقر للمسلحين في المدينة القديمة بحلب.

 مصدر عسكري.. وحدات من قواتنا المسلحة أخلت مواقعها من أريحا بريف إدلب وانسحبت إلى خطوط دفاعية بمحيط المدينة بعد معارك خاضتها بوجه أعداد كبيرة من "جبهة النصرة".
حلب:  الجيش العربي السوري يفجر نفق بطول 35 متر بالمدينة القديمة بمنطقة عوجة الكيالي باتجاه مقر للإرهابيين مما أدى لتدمير المقر ومقتل أكثر من 25 إرهابي متحصنين بداخله.
حلب: الجيش العربي السوري ينزل علم إرهابيي القاعدة (جبهة النصرة) من أعلى القصر العدلي بحي جمعية الزهراء بعد استهداف المبنى بقذائف الدبابة وقتل من فيه من إرهابيين.
ريف حلب: بمؤازرة سلاح الجو في الجيش العربي السوري وحدات حماية الشعب تسيطر على تلة نبو المطلة على دوار الجندول بعد القضاء على عدد كبير من إرهابيي جبهة النصرة.

جيش الفتح" يسيطر على مدينة أريحا

الأزمة السورية مستمرة، والاشتباكات تتواصل في مختلف مناطق البلاد، وأفاد ناشطون بأن ما يسمى جيش الفتح الذي يقوده مسلحون من جبهة النصرة، سيطر بشكل كامل على مدينة أريحا بريف إدلب.

السيطرة تأتي بعد اشتباكات عنيفة في المنطقة مع الجيش السوري.

من جانب آخر، وبحسب نشطاء فإن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش ومسلحي المعارضة في محيط حندرات وقرية باشكوي في ريف حلب الشمالي.

أما في ريفي درعا والقنيطرة فقال التلفزيون السوري إن وحدات الجيش وجهت ضربات مكثفة ضد التنظيمات المسلحة هناك.

إلى ذلك فكك الجيش 18 عبوة ناسفة زرعها مسلحو تنظيم "داعش" على طريق حمص تدمر. وذكر مصدر في محافظة حمص أن عناصر الهندسة في الجيش أبطلوا مفعول العبوات الناسفة التي تتراوح أوزانها بين 10 و 15 كغم ومجهزة للتفجير، كانت مزروعة في منطقة حنورة شرق حمص.
صدور بيان ختامي عن مباحثات المعارضة السورية في أستانا

مفاوضات المعارضة السورية التي استمرت ثلاثة أيام في العاصمة الكازاخستانية أستانا اختتمت الخميس 28 مايو/أيار بصدور بيان عن غالبية المشاركين وشعور بالتوصل إلى نتائج محددة.

أعضاء المعارضة وافقوا على المبادئ العامة التي يجب أن تقوم عليها تسوية الأزمة السورية، وهي الحفاظ على مركزية الدولة السورية وانسحاب جميع المسلحين الأجانب من البلاد وضرورة تشكيل جبه موحدة ضد الإرهاب.

ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن بسام البيطار ممثل حركة المجتمع التعددي قوله إن "تغيرات لمست بعض البنود والصيغ لتكون أكثر ليونة وتكون مقبولة من الجميع".

لكن 6 أعضاء من المعارضة من أصل 27 رفضوا التوقيع على البيان الختامي وأصدروا بيانا خاصا بهم، وجاء رفضهم بسبب نقطة سياسية، فغالبية أعضاء المعارضة لم تر ضرورة لإدراج شخص الرئيس السوري بشار الأسد في البيان الختامي واكتفت بالإشارة إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

المعارضون الستة أرادوا إدراج بند ينص على أن الأسد يجب أن يرحل مع الوقت وأن تسلم السلطة إلى ما يسمى بالمجلس الرئاسي.

المعارض المستقل وأحد الرافضين للبيان النهائي عبد الجليل سيد أشار إلى أن السبب في عدم توقيعهم البيان هو تدني سقف المطالب فيه.

ومع اعتراف المشاركين بعدم إمكانية حل النزاع عسكريا فقد دعوا لتشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب وإعادة بناء الجيش السوري وإخراج جميع المقاتلين المسلحين الأجانب.

وحول إمكانية "أستانا – 2" قالت المشاركة في المفاوضات سهير سرميني إن حديثا يدور خلف الكواليس عن لقاء آخر "ومن المرجح أن يكون هناك لقاء ثان لاستكمال المفاوضات في أقرب وقت وعلى الأغلب خلال شهرين".

من جهة أخرى تهرب المسؤولون الكازاخستانيون من الإجابة عما إذا  كان هناك اتفاق على تنظيم جولة مفاوضات أخرى في أستانا.

وقال وزير الخارجية الكازاخستاني يرلان إدريسوف "موقفنا معروف.. سنرى تطور الأحداث والأمر يعتمد على رغبة وقدرة وجاهزية الأطراف السورية لإكمال الحوار".

وأضاف أنه إذا كانت هناك حاجة لتنظيم لقاء ثان في أستانا فستكون كازاخستان مستعدة لذلك.

وأكد إدريسوف أنه سيبحث مع المبعوث الدولي الخاص في الشأن السوري ستيفان دي ميستورا نتائج لقاءات أستانا.

المصدر: "نوفوستي"

ضابط طاجيكي يتوجه إلى سورية ويعلن انضمامه إلى تنظيم “داعش” الإرهابي

أعلن ضابط طاجيكي يدعى “غول مراد حليموف” وهو قائد احدى الوحدات الخاصة التابعة لوزارة داخلية طاجيكستان أنه توجه إلى سورية للقتال إلى جانب تنظيم “داعش” الإرهابي.

ونشر “حليموف” على مواقع التواصل الاجتماعي مادة مصورة تستغرق 12 دقيقة متكلما باللغة الروسية وحاملا بندقية برفقة أشخاص مسلحين تحدث فيها أنه قرر مغادرة طاجيكستان لأنه غير مستعد للموت من اجلها بل هو مستعد للموت من أجل “داعش” مشيرا إلى أنه وصل إلى سورية برفقة عشرة آخرين من مواطنيه.

بدورها أعلنت مصادر الأجهزة الأمنية الطاجيكية انها تتحقق من الأنباء عن مكان وجود “حليموف” البالغ من العمر40 عاما والذي اجتاز دورات تدريبية في روسيا والولايات المتحدة.

وكانت معلومات أشارت إلى أن “حليموف” الذي يحمل رتبة عقيد غادر طاجيكستان في الأول من أيار الجاري إلى موسكو التي غادرها في اليوم التالي عبر مطار شيريميتوفو إلى تركيا التي تشكل ممرا لآلاف الإرهابيين الذين يتوجهون إلى سورية للانضمام إلى صفوف تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية.

ما يسمى بائتلاف الدوحة يحاول السخرية من السوريين!

جمال العفلق

إنه الائتلاف من جديد المصنوع في الدوحة وفق أوامر وتعليمات محددة وصيغة بيان كتب في أروقة مكاتب قناة «الجزيرة»، ثم أخذ للمجتمعين صورة تذكارية، وقيل لهم عودوا إلى الفنادق التي أتيتم منها و«الباقي علينا». وبقي الدور السياسي لما يسمى ائتلاف الدوحة مقتصراً على البيانات التي يطلب إليه أن يدلي بها أمام وسائل إعلام محددة وفي أوقات يتم اختيارها من قبل المشغلين. ومن يتابع بيانات الائتلاف منذ نشأته وحتى الساعة، يدرك أن هذا الائتلاف لا يمت للشعب السوري بصلة، بل لا نبالغ اليوم إذا قلنا إنه من أشد المعادين للشعب السوري لسبب واحد، كون أعضاء هذا الائتلاف يحملون ومع كل أسف الجنسية السورية.

ولكن اللاعبين الإقليميين أرادوا تصوير هذه المجموعة على أنها تمثل الشعب السوري بأطيافة كلها، وهي بحقيقة الأمر تمثل الجماعات الإرهابية من السوريين وغير السوريين، وتدعي هذه المجموعة أن ليس لها أي صلة مع الإرهاب في وقت تثبت فيه الأحداث أنها غارقة ومؤيدة لكل الأعمال والجرائم التي أجريت بحق سورية وجيشها وشعبها، بل وصلت إلى مرحلة تسميتها انتصارات ونسبتها لها. وفي وقت كانت المعارك تحاصر مرتزقتها، كانت تخرج ببيانات مغلفة بالعبارات الإنسانية متباكية على قصف الجيش للمواقع التي يوجد فيها المرتزقة بحجة أنهم مدنيون أبرياء كما حدث أخيراً في القلمون.

فطالما طالب هذا الائتلاف بتدخل دولي وطالما أكد طلبه عبر تركيا بإنشاء مناطق عازلة ليتمكن طبعاً من يدعم المرتزقة من الدول الإقليمية من إيجاد مكان له على الأرض السورية، لتصبح مقر انطلاق عمليات الإرهابيين. والائتلاف الذي يعيش في ظل الحكومة التركية وبدعم وتمويل عربي لم يتحدث في يوم من الأيام عن تورط أردوغان في الحرب على سورية، ولم يتحدث هذا الائتلاف عن التسهيلات التي يقدمها أردوغان لعصابة «داعش» التي تبيع النفط السوري عبر تركيا ولتركيا كذلك وبأبخس الأثمان.

تاريخ هذا الائتلاف ليس فيه من الوطنية أو الانتماء لسورية أي شيء. هو مجرد أوراق لعب تنام في فنادق تركيا وتتسلم رواتبها مع نهاية كل شهر ويسمح لأعضائه ببعض الاستثمارات اللاأخلاقية، ومنها عمليات الإتجار بالبشر، حيث مكاتب أعضاء هذا الائتلاف منتشرة في تركيا وتقوم ببيع الأحلام الوهمية للشباب السوري لتشريده في دول العالم.

واليوم أصدر هذا الائتلاف بياناً غريباً بعنوانه ومضمونه وتوقيته، وأقتبس منه: «أكد نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري هشام مروة رفض الائتلاف الكامل لأي طرح أو مساومة أو تفريط يمسّ بإرادة الشعب السوري المتمسك بشكل حاسم ونهائي بوحدة وسلامة سورية أرضاً وشعباً». وقال مروة: «لن نقبل من أي أحد أن يقوم باستغلال نضال السوريين الرامي إلى إسقاط نظام الاستبداد والإجرام من أجل تمرير مخططات تقسيم سورية باعتبار ذلك متناقضاً مع روح الثورة وتطلعاتها في الانتقال إلى دولة ديمقراطية مدنية حرة يتساوى فيها المواطنون أمام القانون بغضّ النظر عن أي معيار». وأكد مروة أنّ «الائتلاف الوطني وفصائل الثورة يقفون ضد أي مشروع يمسّ بوحدة سورية تحت أي مبرّر أو تسمية أو ادّعاء»، انتهى الأقتباس.

بهذه العبارات الساخرة خرج الائتلاف ببيانه، وهنا نكتشف مدى السخرية التي يعيشها الائتلاف وكم هو غارق باعتقاده أنه قادر على تضليل الشعب السوري. فبعد سنوات من طلب التدخل الدولي العسكري ومناشدات وبيانات تدعو إلى قصف الشعب السوري، ومنها ما وصل إلى طلب التدخل البري ومنها ما أشاد بدخول جنود أردوغان الى الأراضي السورية، وأفضلها طلب وضع سورية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وبعد هذا كله يخرج الائتلاف علينا مدعياًَ أنه ضدّ التقسيم، بل يزيد عليه أنه يمثل نضال السوريينّ نضال السوريين ضد الجماعات الإرهابية ونضال السوريين ضد قطعان المرتزقة والمجرمين ونضال السوريين ضد الحصار الظالم الذي أقرته الدول العربية والغربية على حد سواء ونضال السوريين ضد التمدد الصهيوني وعصاباته. هذا هو نضال السوريين، فهل يعتقد أعضاء هذا الائتلاف أن الشعب السوري يصدق بيانهم هذا؟ وهل يصدق عاقل في العالم أن من يخون وطنه يمكن أن يكون مدافعاً عنه؟ إنها واحدة من المسرحيات الهزلية التي لطالما مارسها أعداء سورية والمنفذون للمشروع الصهيوني، هذا البيان بسطوره القليلة يعبر عن مدى انفصال هؤلاء عن الواقع وغرقهم بخدمة أسيادهم. فليس هذا البيان هو من سيحمي سورية من التقسيم ولا يعتقد أحد أن الأوطان تحميها هذه البيانات، إنما هناك جيش ومقاومة وشعب يقاتلون ليل نهار من أجل تحرير سورية من قطعان المرتزقة، ولدينا قوافل الشهداء التي سطرت أروع البطولات في هذه الحرب الكونية التي تديرها الصهيونية في العلن، ولم يعد هناك أي سرية في إعلان الأهداف.

إننا اليوم كوطنيين في سورية ولبنان والعراق، نعلم تماماً أن مقاومة المشروع الصهيوني هو واجب أخلاقي ووطني لا مساومة عليه، وإن محاولة الائتلاف التسلق على تضحياتنا هو عمل أقل ما يقال فيه إنه غير أخلاقي بالمطلق ولا يمت للوطنية بصلة. وقد اخترناها حرباً مفتوحة ولتكن كذلك الى يوم إعلان النصر الوطني لشعوب المنطقة التي دفعت الكثير بسبب من يدعون أنهم يعملون من أجلها.
البناء

حقائق أخفت وجه الجولاني..

محمود عبد اللطيف
قد لا يكون مهماً البحث عن الطريقة التي وصل الصحفي "أحمد منصور" إلى مناطق الشمال السوري لإجراء مقابلته مع زعيم جبهة النصرة "أبو محمد الجولاني"، فالجزيرة منبر للتنظيمات الإرهابية منذ زمن أسامة بن لادن، وقطر معروفة بعمق علاقاتها مع هذه التنظيمات، فحركة طالبان لديها مكتب سياسي في الدوحة، بالتالي من الطبيعي أن تؤمن الميليشيات وصول الإخواني "أحمد منصور" إلى تلك المناطق.

وقد لا يكون مهماً أيضاً، البحث في مدى الجبن الذي أبداه الجولاني من خلال عدم كشف وجهه، فأصحاب القضايا لا يخشون أن يصبحوا محط استهداف، وحال الجولاني في ذلك حال غالبية المقاتلين ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية، وإذا ما بحث في طبيعة الشخصية الجهادية التي تصل مرحلة حمل السلاح يجب أن تكون ذات قدرة على المواجهة والتحدي، حد الاعتراف بشخصه، لكن يبدو أن الجولاني أوصل إلى العالم ككل من خلال هذه الحركة إنه يعرف أن جبهة النصرة غير قادرة على أن تغيير الواقع السياسي أو الجغرافي في سوريا، وبالتالي يحافظ من خلال الحفاظ على شخصيته "سر جهادي" على خط الرجعة نحو التخفي ما إن تنتهي الحرب على سوريا.

لكن من المهم أن يبحث في السبب الذي دفع بقناة الجزيرة إلى إجراء هذه المقابلة التي أظهرت جبهة النصرة ممثلة بالجولاني على إنها قوة ذات منهج قادر على التعامل مع حقوق الإنسان، وتعتبر إن حربها مع الدولة السورية لا مع مكونات الشعب السوري، كما إن الجولاني أظهر مجموعته من خلال جملة ادعاءات على إنها مستقلة القرار والتمويل، و منهجية العمل العسكري والإداري، ولها من الشأن الإنساني ما لها، وإن خلافها مع بقية الفصائل المسلحة هو خلاف في العقيدة يمكن التعامل معه، وإن الطوائف الأخرى غير مستهدفة من قبل النصرة، وعلى ذلك يمكن القول إن النصرة "معتدلة إسلامياً"، وبالتالي من الواجب أن تدعم وتدرب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وفق برامج الأخيرة لدعم الميليشيات المسلحة في الداخل السوري ممن تسميهم بـ "المعارضة المعتدلة".

ما قاله الجولاني في كل الملفات التي فتحها تعنيه وحده، وبغض النظر عن المغالطات التي قالها زعيم التنظيم الإرهابي، يبقى السؤال حول أداء قناة الجزيرة المهني، الخارق للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بدعم التنظيمات الإرهابية، وكأن المجلس يحاول غض البصر عن إن الدعم الإعلامي للتنظيمات الإرهابية واحد من أهم أنواع الدعم المقدم لهذه التنظيمات، وبالتالي تكون قطر قد قدمت وثيقة مدموغة بختم من الدم السوريين لاعترافها، لكن من المستحيل بمكان أن تسمح المخابرات الأمريكية أن يتم التعرض لهذه القناة، التي أشارت وثائق سربها موقع «ويكليكس» المتخصص بتسريب الفضائح الأمريكية، الدور التبعي للقناة لهذه المخابرات، ولا يمكن الفصل بين ما تبثه القناة وبين المتحولات التي تدور في المنطقة، وليس مستغرباً أن يتم في وقت قريب شطب اسم جبهة النصرة من قائمة المنظمات الإرهابية، أو على الأقل من القائمة الأمريكية، ليكون مشرعناً لإدارة البيت الأبيض أن تعمل على تقديم الدعم المباشر للنصرة وفق القانون الأمريكي الذي منح القدرة لباراك أوباما على دعم "المعتدلون في سوريا"، بكونه يبحث عن شريك "سني" في المنطقة، لمواجهة داعش، الخطر الذي يبيح للغرب التدخل في الملفات الإقليمية.

السبق الصحفي الذي حققه "أحمد منصور" من خلال إظهار النصرة على إنها القوة المعتدلة التي يبحث عنها من قبل أمريكا، سيكون المبرر نفسه لتركيا بدعم النصرة والاستفادة منها أكثر، فما ادعاه الجولاني من عدم التبعية لأي جهة مخابراتية أجنبية يكذبها الأمر الصادر عن النصرة بضرورة التعامل بالعملة التركية بدلا من السورية في مناطق الشمال السوري، الأمر الذي كشف مبكراً عن النية القذرة للأتراك باقتطاع جزء من الأراضي السوري لصالح دولة ترتبط بشكل مباشر بأنقرة، كما إن مقتل ضابط إسرائيلي خلال استهداف القوات السورية لأحد مقرات النصرة في القنيطرة السورية يكذب الجولاني ومحاولات قطر لتبرئة ساحة النصرة من العمالة للمخابرات الأجنبية، فالثابت إن الضابط الإسرائيلي الذي اعترفت تل أبيب بمقتله، لم يكن في زيارة صديق، ولم يكن يحاول أن يتفقه إسلامياً على مذهب جبهة النصرة.

كما إن المقابلة كشفت عن الخرق الكبير من قبل الحكومة التركية لقرارات مجلس الأمن التي تنص على تجريم تنقل المقاتلين إلى سوريا عبر الحدود، فكيف انتقل الجولاني من الجنوب إلى الشمال دون أن يقع في قبضة الجيش السوري، أو في قبضة خصومه من الميليشيات الأخرى، وإن كان إخفاء وجهه حجة تبرير على إن الدولة السورية وخصومه لا يعرفون شكله، بالتالي يمكن السؤال عما إذا كان الذي إلتقاه "أحمد منصور" هو الجولاني نفسه، وبالتالي كم "جولانياً" لدى جبهة النصرة، خاصة وإن الأنباء تحدثت عن مقتله –دون تأكيد – أكثر من مرة، سؤال يفرضه وجه الجولاني المخفي وراء الكثير من إشارات الاستفهام عن الصمت الدولي على دور كل من قطر وتركيا في نشأة وتمويل جبهة النصرة.

في زاوية هامة من المقابلة، ومحاولة شرعنة النصرة، يمكن البحث عن وجهة النظر السعودية في إعادة النصرة إلى الواجهة من قبل القطريين والأتراك، بعد أن تم التوافق على تشكيل ميليشيا "جيش الفتح" ليكون العمل تشاركياً بين كل الميليشيات، وهذا يدلل على إنه تم التوافق على طبيعة اقتسام المصالح في تلك المنطقة، وبهذه المقابلة يكون القطريون قد شقوا عصا الطاعة على السعودية مرة أخرى، ومن السهل القول إن الحرب الميليشياوية ستعود إلى الشمال السوري بقوة ليصار إلى سيطرة النصرة بالحديد والنار على كل الميليشيات ككل في تلك المنطقة لتصبح "المعتدلة الوحيدة" التي تحظى بدعم الأمريكيين، فهل سيرضى آل سعود بالخروج من "مولد" الشمال السوري بلا "حُمص"...؟.

شطب النصرة من قائمة الإرهاب سيكون سابقة إذا ما تم، ودعم التنظيم من قبل الأمريكيين سيكون تصعيداً خطيراً من قبل الأمريكيين، وإذا ما كانت تركيا وقطر تحاولان تصدر المشهد الميداني من خلال النصرة، فإن الواقع العسكري الذي حاول الجولاني نفيه كثيراً، يقول إن القوات السورية لم تزل في الشمال، والمعركة لم تنتهي بعد، والأيام القادمة ستكون فعلاً خطيرة على النصرة، وعلى الجولاني ومشغليه أن يعووا تماماً، إن فك الطوق عن حامية مشفى جسر الشغور أنهى عوامل الضغط على القوات السورية في تلك المنطقة، بالتالي سيكون الزخم العسكري أكبر خلال المرحلة القادمة.
عربي برس