دام برس - سومر إبراهيم :

     أكد الدكتور رفيق علي صالح المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) على الدور المهم الذي يؤديه المزارعون ومربوا الثروة الحيوانية في سورية في تأمين المنتجات الزراعية والحيوانية واستمرارهم في العمل رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ؛ وذلك خلال الاجتماع الختامي لمشاريع الاستجابة التنموية لتخفيف الفقر الريفي وتأثير حالات الجفاف في المنطقة الشمالية الشرقية من سورية الذي عقد اليوم في مركز أكساد بدمشق ، منوهاً إلى أن ما تم تنفيذه من هذه المشاريع في محافظات الرقة والحسكة ودير الزور ودرعا أدى إلى تحسين قدرة سكان هذه المناطق على التكيف مع ظروف الجفاف ومجابهتها من خلال تنويع مصادر دخل الأسرة وتطويرها.

وأشار صالح إلى أهمية إدخال نظم جديدة كالزراعة الحافظة التي توفر الجهد والوقت والمال وحصاد المياه السطحية بأبسط الطرائق وإتباع تقانة محسنة لتغذية الماشية وزيادة الاهتمام بمربي الثروة الحيوانية وتدريبهم على إدارة قطعانهم ومراعيهم لتعطي إنتاجية أفضل ؛ وزيادة الاهتمام بالصحة الحيوانية وكيفية الاستفادة من مخلفات المحاصيل الزراعية بكلفة أقل ، والمعونات التي قدمتها هذه المشاريع والتي بلغت 3,2 مليون يورو، مضيفاً أنه تم إجراء دراسة ميدانية لأثر هذه المساعدات على حياة فقراء الفلاحين في تلك المناطق.

     وأشاد طارق سلمان ممثل المنظمة الإسبانية لمكافحة الجوع بدور أكساد كجهة تنفيذية والتسهيلات التي قدمها وخاصةً في ظل الأزمة ؛ حيث كانت المشروعات الوحيدة الذي استمرت بالعمل حتى بالمناطق الأكثر سخونةً ؛ وذلك خدمةً للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية الذين تأثروا سابقاً بالجفاف ولاحقاً بارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج الزراعي والحيواني بسبب الأزمة التي لحقت بسورية على مدار السنوات الأربع الماضية.

وأثنى سلمان على تفاني فريق العمل والجهود الاستثنائية التي قاموا بها لضمان تنفيذ الأنشطة المخطط لها على الوجه الأمثل، لافتاً إلى أن هناك مشروعات مشتركة قادمة قريباً .

     وأشار الدكتور هيثم الأشقر مدير التخطيط والتعاون الدولي بوزارة الزراعة إلى أهمية المشروعات المنفذة و النتائج المهمة التي حققتها في جميع مكوناتها والأسلوب المبتكر الذي اعتمدته (منهجية حل المشاكل SWAT)، الذي ينطلق من المستفيدين أنفسهم في تحديد المشاكل واقتراح الحلول المناسبة مبتعدين بذلك عن الطريقة الإرشادية القديمة التي تفرض فيها الحلول من الأعلى إلى الأسفل .

وأكد استعداد الوزارة لتقديم الدعم اللامحدود لكل المشروعات التنموية التي من شأنها تحسين حياة المزارعين السوريين في جميع أنحاء البلاد ، ذاكراً أن مشروعين جديدين سيبصران النور قريباً بالتعاون مع المركز العربي (أكساد).

     و تم استعراض أنشطة تلك المشروعات وإجراء تقييم لها .

ويشار إلى أن المنظمة الإسبانية لمكافحة الجوع هي الجهة المتعاونة مع أكساد في تنفيذ المشاريع المذكورة بالإضافة إلى وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في الجمهورية العربية السورية وبدعم من جامعة ليدا في إسبانيا ومعهد بحوث المناطق الحارة في مونبيلييه بفرنسا .