Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
إضاءات على الدور الحضاري لشخصيات عربية: في ثقافي برمانة المشايخ

دام برس ـ سهى سليمان :

تحت عنوان: "شخصيات عربية: بصمات حضارية وقومية" أقام المركز الثقافي في برمانة المشايخ محاضرة فكرية بمشاركة رئيسة للأستاذ محسن حسن الباحث في الشؤون التاريخية، وذلك الساعة 11 صباحاً من يوم الثلاثاء 19 أيار 2015 بحضور عدد من المهتمين.

وقد بدأ الأستاذ محسن محاضرته بأبيات شعرية للشاعر سليمان العيسى حول أن التاريخ العربي تاريخ مديد ويعود لألاف السنين، وأن العروبة ليست البداوة ولا القبيلة وإنما هي نسيج حضاري متميز، حيث يقول الشاعر:

وأبعد نحن من عبس           ومن مضر نعم أبعد

حمورابي وهاني بعل         بعض عطائنا الأخلد

لنا بلقيس، والأهرام           والبرديّ والمعبد

ومن زيتوننا عيسى           ومن صحرائنا أحمد

                                                                            ومنا الناس – يعرفها         الجميع – تعلموا أبجد

                                                                              وكنا دائماً نعطي             وكنا دائماً نجحد

سبتيموس إمبراطوري روماني من أصل ليبي

وأشار أ.محسن إلى أن الدولة الرومانية التي مرت بعهود عدة عبر تاريخها الطويل، أبرزها: العهد الملكي الممتد من نشوء روما في منتصف القرن الثامن قبل الميلاد وحتى نهاية القرن السادس قبل الميلاد، ثمّ العهد الجمهوري حيث يحصل التوسع الروماني ليشمل مناطق واسعة تمتد بين شمال بريطانيا والصحراء الإفريقية الكبرى، وبين غرب إسبانيا والهند، وكان الوطن العربي ضمن هذه المساحة الشاسعة، متطرقاً إلى الأسرة العربية التي حكمت الإمبراطورية الرومانية بين أعوام (193 و235)، حيث تمّ نقل عادات وعبارات وأفكار من الشرق العربي إلى الغرب الروماني، وكان أساس هذه الأسرة رجل ليبي تزوج من فتاة سورية يدعى "سبتيموس سيفيروس" وهو إمبراطور روما بين (193 و211)، وكان رجلاً حاكماً عبقرياً في الحياة السياسية والعسكرية فهو صاحب مقولة: "اعتن بالجيش واهزأ بما تبقى".

شهبا (فيليبوس) بناها فيليب العربي

وعن شخصية فيليب العربي تحدث المحاضر أنه في عام 1974 عثر على نحت رائع لرأس فيليب الذي كان يسمى "ماركوس جوليوس ماركينوس" وهو من مواليد بصرى من أب حوراني، أراد تخليد نفسه ببناء مدينة تماثل روما عاصمة الإمبراطورية، فكانت فيليبوس القديمة التي بناها عام 244 والتي اسمها الآن شهبا.

وأوضح الباحث بعضاً من أعمال فيليب وهو على رأس السلطة حيث قام بأعمال عظيمة كانت تصبّ في مصلحة الإمبراطورية ومن أهمها: (وضع حدّ للاستبداد، عقد صلح مع ملك الفرس سابور الأول بغية نشر السلام، إعادة المنفيين إلى الإمبراطورية، رفع الاضطهاد عن المسيحيين، إحباط هجمات الجرمان على شواطئ الدانوب).

وأضاف إن من أبرز أعماله في فيليبوس (شهبا) إقامة المعبد السداسي الذي بقي منه حتى اليوم ثلاثة أعمدة ذات تيجان كرونثية، والمذبح الإمبراطوري مسكن الآلهة وتماثيلها، إضافة إلى "الفيليبيون" وهو عبارة عن بناء ضخم يشكل ضريحاً مخصصاً لدفع أفراد العائلة، كما بنى المسرح والحمامات وغيرها الكثير.

زنوبيا... والإمبراطورية العربية

وعرض الباحث محسن محاولات زنوبيا ملكة تدمر، الحثيثة لتكوين دولة عربية قوية تحت زعامتها، واستطاعتها التغلب على الرومان والاستيلاء على الإسكندرية، والعمل على سكّ النقود التدمرية في الإسكندرية بين عامي 270 و271 وعلى وجهها صورة القيصر الروماني أورليان بجانب صورة وهب اللات، وهذا يدل على الحكم المشترك بين روما وتدمر، لكن هذا الاتفاق لم يدم طويلاً خاصة بعد معرفة الزباء بنيّة روما للقضاء عليها، فقامت بإلغاء الاتفاق المعقود بينهما وإزالة صورة القيصر مستعدة للمواجهة والقتال، مضيفاً أنه زنوبيا استطاعت إقامة إمبراطورية عربية قوية لكنها لم تدم طويلاً حيث كسب الروم المعركة وتم اقتياد الملكة وهي في كامل زينتها مقيدة بسلاسل من الذهب إلى روما لتقضي هناك بعيدة عن وطنها وأرضها.

ابن رشد فيلسوف وطبيب وفقيه عربي

أما عن ابن رشد فقد قدم الأستاذ محسن شرحاً تفصيلياً عنه، حيث أوضح أن الفيلسوف والفقيه والطبيب ابن رشد ولد في قرطبة عام 1126 وتوفي عام 1198 ميلادي، وهو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد، نال علومه ودرس الفقه وألمّ بالمعارف الإسلامية، واهتم بعلم الكلام وشغف بالفلسفة وتعلم الطب وتتلمذ على كبار علماء عصره من أبرزهم ابن الطفيل وابن باجة، كما كان صديقاً للفيلسوف اليهودي ابن ميمون.

وركّز الباحث في حديثه على الشروحات التي قدمها ابن رشد لكتب عدة أبرزها: (الطبيعيات، السماء، العالم، الكون والفساد، الآثار العلوية، النفس، ما وراء الطبيعة)، مضيفاً أنه اتهم في دينه وطعن في عقيدته وصودرت كتبه وأحرقت، لكنه أصدر 78 كتاباً ورسالة حيث لخص كتب عدة من أهمها: جمهورية أفلاطون، وكتاب المجسطي، وبعض كتب ابن سينا والغزالي، إضافة إلى كتاب تهافت التهافت الذي نقض فيه كتاب تهافت الفلاسفة للغزالي.

كما أشار إلى أن ابن رشد تأثر بأرسطو والفارابي وأخذ بمهمة التوفيق بين الشريعة والفلسفة على أساس أن الشريعة حقّ والفلسفة حقّ ولا خلاف بين حقّ وحقّ، مشدداً على أن أهم آرائه كانت حول عمل الإنسان على إسعاد الجموع، وقيام المرأة بخدمة المجتمع والدولة كما الرجل تماماً، وأن المصلحة مقياس قيام الأفعال من حيث الخير والشر، وأن الدين أحكام شرعية وغايات خلقية يؤدي الدين رسالته بتحقيقها.

زكي الأرسوزي... مناضل عربي قومي

الشخصية الاخيرة التي تناولها الباحث في محاضرته هي زكي الأرسوزي الذي ولد في مدينة اللاذقية، عام 1900 وتوفي في عام 1969، حيث بدأ دراسته وأكمل تحصيله في قونية عام 1918 وتعلم اللغة التركية والفرنسية، ثمّ أرسله والده إلى بيروت ليدرس في معهد اللاييك فأتقن الفرنسية إتقاناً كاملاً، كما درس الفلسفة ثلاث سنوات ومن ثمّ عينته سلطات الانتداب الفرنسي مدرساً للتاريخ والفلسفة في ثانوية أنطاكية بعد أن عاد إليها.

وقال إن زكي الأرسوزي عمل بشكل كبير على توعية للناس وإيقاظ روح العروبة فيهم، وترأس عصبة العمل القومي في اللواء، والتي ضمت في صفوفها الكادحين فقط، وناضلت ضدّ الفئات المستغلة، إلى أن هاجر إلى سورية بعد أن أصبح اللواء لتركيا، موضحاً أن الأرسوزي ترأس مجلة البعث العربي وكانت تتميز أنها مكتوبة بخط اليد وبعدد من الصفحات يصل إلى ست عشرة من الحجم الكبير، وتضمنت دراسات عن ابن رشد وابن الطفيل وابن خلدون وسبينوزا ونيتشه وفخته وهيغل وغيرهم من العلماء والمفكرين.

وذكر أن نضال الأرسوزي لم يتوقف من دمشق إلى بغداد ثمّ حلب وحصل على جائز تقديرية من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم إلى أن توفي عام 1969، كما قدم الباحث أبرز مؤلفات الأرسوزي مثل: الأخلاق والفلسفة، المدينة والثقافة، الأمة العربية، وبعث الأمة العربية ورسالتها إلى العالم: اللسان العربي، والجمهورية المثلى.

الحفاظ على الأوابد التاريخية مسؤولية الجميع

تدمير وطمس المعالم الحضارية أهداف صهيونية

وعلى هاّمش المحاضرة كان لدام برس لقاء خاص مع الباحث محسن حسن حيث تحدث عن أهمية الحفاظ على الآثار التدمرية والحضارة العربية في تدمر وذلك بالتعاون مع جميع الجهات الرسمية والشعبية والاجتماعية بالتزامن مع العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش لطرد المسلحين وإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة.

وفي ردّه على سؤال عن قيام بعض الدول العربية بتمويل عمليات عسكرية ضدّ دول عربية أخرى وصرف نفقات هائلة بالمقابل يتم تجاهل الأنفاق التي يحفرها الصهاينة تحت المسجد الأقصى تحدث أن الهدف من ذلك هو محاولة تدميره وطمس آثاره التاريخية، حتى أنهم بحثوا بشكل عميق حول إمكانية إيجاد أي دليل على أنهم من بنوا هذا المسجد ليقوموا بتزوير التاريخ لكنهم لم يستطيعوا ذلك.

أما عن دور مراكز الدراسات والأبحاث التوثيقية والحضارية فلفت أن دورها ضعيف جداً فبالإضافة إلى صعوبة البحث والحصول على المعلومات الموثوقة يأتي الاعتمادات المالية والنفقات الضخمة التي يتطلب إنجازها، لكنه أكد أن دورها هام جداً في الحفاظ على التاريخ والحضارة العربية والإسلامية.

وشدّد على ضرورة ترسيخ الوعي بالحضارة العربية والعمل على صونها والحفاظ عليها من التشوّه والتلوث الفكري الغربي أو الظلامي، من خلال توضيح مفهوم الحضارة وتقديم المعلومات وإنجاز الدراسات والأبحاث التي تعنى بالتاريخ والتأريخ لحمايتها من أي سرقة أو محاولة تزوير، وما يقوم به المسلحون في كافة المناطق من تدمير للأوابد الأثرية وتهديم لتماثيل الكثير من المفكرين والعلماء العرب لهو دليل على ارتباط هؤلاء المسلحون بالصهيونية وأهدافها بهدف العمل على طمس معالم الحضارة العربية والإسلامية في سورية.

أخيراً مؤسسة دام برس الإعلامية تقدم الشكر الجزيل للمركز الثقافي في برمانة المشايخ ممثلاً برئيسه الأستاذ لؤي الخطيب، وإلى الباحث محسن حسن على تشريفه بلقائنا، كما تتمنى مزيداً من التقدم والنجاح في العمل لخدمة العمل الثقافي والارتقاء به.

الوسوم (Tags)

طرطوس   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz