دام برس ـ سهى سليمان ـ طرطوس

بمناسبة عيد الشهداء وتخليداً لأرواحهم وتقديراً لتضحياتهم قام محافظ طرطوس السيد صفوان أبو سعدى يرافقه أمين فرع الحزب في طرطوس الرفيق غسان أسعد بزيارة مقبرة الشهداء في طرطوس، وعدد من حواجز الجيش ووحدات منه في ثكناتهم العسكرية، إضافة إلى زيارة لأسر بعض الشهداء في أحياء عدة من مدينة طرطوس، وذلك بمشاركة عدد من أعضاء المكتب التنفيذي في المحافظة ومدراء المؤسسات الحكومية وحشد كبير من رجال الدين والمنظمات الشعبية وبعض الإعلاميين والمهتمين.

ووضع السيد المحافظ وصحبه عدداً من أكاليل الزهور على قبور الشهداء وتمت قراءة الفاتحة مستمعاً إلى هموم أهالي الشهداء ومقدماً التعازي لهم، وذلك بعد الوقوف دقيقة صمت لأرواح الشهداء الأبرار وعزف لحن الشهيد، كما قدم بعض الأطفال قصائد شعرية وكلمات من وحي المناسبة.

تلا ذلك جولة للسيد المحافظ والوفد المرافق له على عدد من حواجز الجيش في المدينة، حيث ألقوا التحية وقدموا لهم كلّ الشكر والتقدير، مؤكدين لهم أنهم الحصن المنيع الذي تتكسر أمامه جميع مخططات ومؤامرات الغرب والأعداء، كما زار المحافظ وصحبه عدد من أسر الشهداء في عدد من أحياء طرطوس لتقديم واجب العزاء والتبريك لهم باستشهاد أولادهم.

دماء الشهداء منارة النصر لسورية

وبيّن السيد المحافظ خلال زيارته أن طرطوس كانت وستبقى أرض الشهادة والشهداء، قدمت نموذجاً للتضحية ومحبة الوطن، مشدداً على أن عيد الشهداء الأبرار هو تأكيد على أن دمائهم هي المنارة لنصر سورية، وستفشل هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف الوطن بكل مكوناته.

كما نوّه بأن النصر المنتظر ستصنعه التضحيات التي قدمها أبناء هذه المحافظة الطيبة، وستسطر تاريخاً من الأمجاد لن يمحو ذكره أحد.

وذكر الرفيق أمين فرع الحزب في طرطوس غسان أسعد أن لهذا العيد دلالات ومعاني تؤكد بأن دماء الشهداء الذين ارتقوا من أجل نصرة هذا الوطن وعزته ومنعته ستزيدنا إصراراً على التمسك بمبادئنا وبأن النصر قادم إنشاء الله، مؤكداً أن هذه المحافظة أعطت نموذجاً يحتذى به بالتلاحم الوطني مع أبناء المحافظات الأخرى، وأن بيوتها أصبحت منارة ومفخرة للجميع فلا يخلو منزل إلا وكان هناك شهيد وأكثر، مشدداً على أن الشهداء هم في درجات عليا عند رب العالمين، ولهم أرقى مكان وهم شفعائنا.

وكان السيد المحافظ وصبحه شاركوا إحدى الثكنات العسكرية احتفالها بمناسبة عيد الشهداء حيث ركزّت الكلمات على معاني التضحية والشهداء وملاحم البطولة التي يسطرها الجيش السوري على كافة الجبهات بهدف صون الوطن والحفاظ على استقراره، داعية لبناء سورية المستقبل من خلال السير على درب العزة والتحرير والنصر والوفاء لذكرى الشهداء وبذلهم المعطاء.

وأكدت الكلمات على وفاء الشهداء وتأديتهم لواجبهم وحفظهم للأمانة التي حملوها، وأن بأرواح الشهداء البررة كتبت للوطن حياة الفخر والكبرياء، وكانوا كما وصفهم القائد المؤسس حافظ الأسد: "الحافظون للعهد، الصائنون لكرامة الوطن وعزته"، وأصبحوا أنموذجاً يحتذى بشجاعتهم ونبل أخلاقهم وكرمهم.

وفي أثناء مرافقة مؤسسة دام برس الإعلامية للسيد المحافظ وصحبه في جولتهم تشرفنا بلقاءات مع بعض ذوي الشهداء:

كثر هم خنساوات هذا العصر...

السيدة أم الشهيد محمد هيثم علي وأخت الشهيد علي خضور وخالة الشهيدين علي وسوف وأحمد وسوف وابنة عم الشهيد رامي خضور تحدثت أن الله سبحانه وتعالى يرزقنا بالأولاد كي نضحي بهم في مثل هذه الأيام التي تحتاج منهم ومنا أن ندافع عن وطننا ونحميه بدمائنا وأولادنا، مؤكدة أن دماءهم لن تذهب هدراً إن شاء الله، ولولا تضحياتهم لما كنا موجودين على هذه الأرض ولا زلنا نقاوم لنكمل المشوار الذي بدأوه.

وختمت كلماتها بالترحم على جميع شهداء سورية الشرفاء، والشفاء العاجل للجرحى والعودة السالمة والسريعة لكلّ مخطوف أو مفقود لأهله.

واجب الدفاع عن الوطن أغلى من كلّ شيء

بدورها السيدة وجيهة أم الشهيد علي أحمد حمدان الذي استشهد بدرعا منذ سنة وأربعة أشهر، بعد أن طلب للخدمة الاحتياط، وجهت رسالة إلى ذوي الشهداء، أن يتصبروا على ما صابهم من مصاب عزّ وفخر، موضحة أنه رغم أن الأبناء أغلى شيء في الدنيا، وهم فرحة وروح الحياة، لكن واجب الدفاع عن الوطن والتضحية بأرواحهم في سبيل رفعة هذا البلد أهم وأغلى من كلّ شيء.

الشهادة نبراس يضيء طريق الأجيال القادمة

وفي لقاء آخر في منزل ذوي الشهيد محمد نصر بدرة الذي استشهد في حندرات بريف حلب منذ شهر ونصف، تحدثت كلّ من السيدة سوسن إبراهيم أم الشهيد وأخت الشهيد راميا بدرة عن قيم الشهادة هي نبراس نستضيء به لمن ضحى بروحه وارتقى إلى العلياء.

كما أكدتا أن الشهادة قيمة عالية من قيم التضحية والعطاء والجود، وهي طريق يستنير به الجيل القادم للعيش بأمن وسلام.

ووجهتا رسالة إلى رفاق وأصدقاء الشهيد في السلاح المرابطين على الجبهات في الليل والنهار، إن العدو لا شكّ يهابكم، سدد الله خطاكم ورميكم، ونصركم على عدوكم، واصلوا قتالكم، فأنتم شامخون كجبل قاسيون وكريمون كبحر الساحل، أنتم أشجار خضراء متأصلة في الأرض، ولن تموت جذورها لأنها طيبة وخيرة ومعطاءة.

دماء الشهداء ستنبت سنابل تطال السماء

في عيد الشهداء... مؤسسة دام برس الإعلامية إذ تترحم على أرواح الشهداء الشرفاء، مدنيين وعسكريين، وتتمنى للجرحى السلامة والعودة القريبة لجميع المفقودين والمخطوفين، وتوجه التحية والإجلال والإكبار لذوي الشهداء الذين استضافونا في رحابهم ومنازلهم، كما نحيي كلّ من يحمل بندقية ويوجهها نحو عدوه وعدونا وعدو هذا الوطن، فإنها تتقدم بالشكر لكلّ من قدم تسهيلات لنا لإنجاز تقريرنا وتشكر كل من استضافنا في رحابه من ذوي الشهداء، ونقول: تنتفض الأرض عندما ينغرس فيها رفات الشهداء، فيولد من رحمها ألف وألف وألف ينبوع من العطاء، لتعلو سنابل الشمس وتعانق السماء...