لا بديل عن الكتاب الورقي .. والفن التشكيلي رسالة إنسانية وتجليات للعقل
دام برس - سهى سليمان :
لا شكّ أن الكتاب والقراءة يؤديان دوراً هاماً في رفع سوية وشأن الفرد، والذي ينعكس بدوره على المجتمع، حيث يمنح الكتاب القارئ معلومات وثقافة تعطيه خبرة ليواجه الحياة بشكل 
أفضل.في حين يمثّل الفن التشكيلي مدرسة كبيرة في الفن، ويعتمد بشكل أساسي على موضوعات تستقى من الطبيعة والواقع ليتم صياغتها والتعبير عنها برؤية جديدة من خلال إبداع الفنان.
في إطار متابعتها لمهرجان الشيخ صالح العلي، مؤسسة دام برس تواصل تغطيتها الخاصة لفعاليات المهرجان في يومه الأول الذي كان حافلاً بالنشاطات المتميزة.
موضوعات وعناوين متنوعة، ومتعة في قراءة الكتاب الورقي
النشاط الأول كان معرض الكتاب الذي ضمّ 240 عنواناً من منشورات وزارة الثقافة، والذي افتتح محافظ طرطوس السيد صفوان أبو سعدى وذلك في المركز الثقافي في الشيخ بدر.
وقد تحدثت السيدة وداد ضوا المشرف على المعرض، أنهيتضمن كتباً من إصدارات وزارة الثقافة، وتتنوع العناوين والموضوعات بين الكتب الأدبية والدراسات الفلسفية وكتب الأطفال ومسرحيات للأطفال والكبار، مشيرة إلى أن الأزمة كان لها تأثير كبير على معارض الكتب وخاصة عزوف القراء عن شراء الكتب بسبب الضائقة المادية، أو حتى من خلال تراجع عدد الكتب المطبوعة نتيجة التكلفة المادية الكبيرة، على الرغم من الحسم الذي تجريه الوزارة على كتبها.
وتطرقت السيدة ضوا إلى أن عصر التقنية الحديثة والذي أدخل منافساً جديداً للكتاب الورقي ألا وهو الكتاب الإلكتروني الذي لا يغني عن الورقي من وجهة نظرها، كما أن القارئ يجد متعة مضاعفة في قراءة الكتاب الورقي، إضافة إلى الجو الذي يضفيه وجود المكتبة في المنزل.
وفي لقاء مع الدكتور وجيه شعبان أحد زوار المعرض أوضح أن هذا المعرض تظاهرة حضارية وله أهمية خاصة كونه إحدى 
فعاليات مهرجان الشيخ صالح العلي، مشيراً إلى أن كثير من العناوين الموجودة تلفت انتباهه، لكنه يركز على الموضوعات السياسة والروايات الجيدة وكتب الأطفال.
وعن تجربته الشخصية بقراءة إحدى الكتب الإلكترونية ذكر أنه لم يشعر بالمتعة نفسها التي يشعر بها عند قراءته الكتاب الورقي، وخاصة ملمس الورق ومسكه له تأثير ووقع في النفس.
الحركة الفنية التشكيلية دائمة ومتجددة
وفي معرض الفنانين التشكيليين الذي تمّ افتتاحه عقب افتتاح معرض الكتاب، كانت هناك لوحات متميزة اختلفت موضوعاتها بين الحزن والفرح والأمل والمقاومة، والذي شارك فيه38 فناناً بأكثر من 90 عملاً.
السيد علي رجب حسين رئيس اتحاد فرع الفنانين التشكيلين في طرطوس والمشرف على المعرض تحدث لنا عن أهمية هذه المشاركة في مهرجان الشيخ صالح العلي، موضحاً أن هذه المشاركة تأتي للتعبير عن دوره ووجوده إلى غرار ما هو موجود على الساحة الوطنية، ورسالته في تقديم السعادة والجمال إلى النفوس، ووقوفه صفاً واحداً بكل مكونات المجتمع العربي السوري إلى جانب الجيش والشعب، وتعبيراً عن حبه للأرض والوطن.
والفنان التشكيلي يسجل مواقفه عبر لوحاته المختلفة، التي يستقيها من الطبيعة أو المحيط العمراني أو الأرض أو علاقته بالأرض أو البيت، وهذه الأسس تشكل المفردات أو الخامة الرئيسة التي يستمد منها موضوعاته ليصيغها بطريقته الخاصة ويحولها إلى عمل فني أو نحتي.
وأكد أن رغم الأزمة التي نعيشها لكن النشاط الفني لا زال قائماً ومستمراً، والحركة الفنية التشكيلية دائمة ومتجددة على مدار العام، وهذا ما يعبر عن حيوية الإنسان في محافظة طرطوس وتأكيداً على استمرارية الحياة والوعي الذي يتمتع به الشعب.
وبالنسبة للخدمات التي يقدمها الفرع للفنانين ذكر أن من واجب الاتحاد أن يقدم الرعاية وتأمين مكان المعرض وتنظيمه وإعداده والمشاركة في إبداء الرأي ودعم الفنان.
دام برس التقت مع عدد من الفنانين المشاركين في المعرض:
دور الفنان الارتقاء بالذائقة البصرية للإنسان
الفنان جورج شمعون له 45 عاماً في مجال الفن والرسم، تطرق إلى مفهوم الفن التشكيلي بكونه رسالة إنسانية وأثر بصري فيه يتجلى العقل، أو تجليات للعقل، ونقل إحساس مبدع إلى جمهور،
مضيفاً أن جمهور الفن التشكيلي هو أي إنسان عادي، لأن دور الفنان هو الارتقاء بالذائقة البصرية للإنسان، لفهم المغزى من اللوحات، وإيجاد صيغ تبسيطية وتكوينية تبلغ الرسالة المراد إيصالها.
وعن لوحته الخاصة بالمجاهد الشيخ صالح العلي بين أن اللوحة تمت بالضغط على النحاس وهي سورية المنشأ، أما عن العمل الثاني فهو عمل زيتي شخصي بحت، حيث تضم اللوحة الناي الذي يمثل الحزن والنحيب بانفصاله عن أمه القصباء، والفراشات التي تعبر عن الشهداء، ومنحوتة تاريخية سورية عاجية من أوغاريت.
الفن... حياة وتفاؤل... وتأمل وانتظار
أما الفنانة ماسا سعيد والمدرسة تصميم أزياء في معهد الفنون ذكرت أنها تشارك بـ 5 لوحات تمثل الأنثى بشكل عام، لأنها الحياة والتفاؤل والطفولة البريئة، إضافة إلى لوحة عن الرجل، مبنية أنها تستوحي موضوعاتها إما من الخيال أو من مواقف حياتية أو من الطبيعة، وأنها تستخدم في رسم لوحاتها الألوان الزيتية.
بدورها الفنانة التشكيلية ردينة سعيد والمدرسة في الحقل التعليمي، أوضحت أنها
تحاول إيصال رسالة من خلال لوحاتها تتجلى في لحظات التأمل والانتظار والتفاؤل وأن الحياة جميلة، إضافة إلى لوحات إرشادية حول تشجيع الزراعة أو تعليم الأطفال وتدريبهم على العناية بالأشجار وعدم قطعها، مضيفة أنها تستخدم في رسم لوحاتها الألوان الزيتية والكرياتين.
الفن يعكس التراث... ورسالة خير ومحبة... وأحياناً حلم
وللفنانات الشابات دور كبير في المعرض، حيث التقينا عدداً منهم، وتحدثوا عن رسالتهم التي حاولوا إيصالها من خلال لوحاتهم وعن مادة الأكرليك التي يستخدمونها في لوحاتهن.
الفنانة الشابة علا هيثم يوسف أوضحت أهمية مشاركتها في المهرجان وذلك من خلال لوحة عن تراث محافظة طرطوس، تمثل بيتاً عربياً قديماً يطل على البحر.
أما الفنانة ربا فؤاد يوسف فقد بينت أنها شاركت بلوحة تعبر عن الخير والعطاء والمحبة والنور، لتحاول من خلالها إيصال رسالة إلى الجميع لزرع الخير في النفوس وخاصة في ظل الأزمة
التي نعيشها.
وشاركتالفنانة نايا عبد الرحمن، بلوحة تحت عنوان: "حلم" باللونين الأزرق والأبيض، للتعبير عن المرأة السورية التي تتمتع بالقدرة والعمل على تحقيق حلمها مهما تعرضت لأزمات، وخاصة في ظل ما نعيشه حيث تطمح لتحقيق حلم عودة الأمن والأمان إلى البلد.
اقرأ أيضا ...
