Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 14:25:34
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
إدلب .. الحرب لم تنتهِ

دام برس - بلال سليطين :

من السذاجة القول بأن الحرب في "إدلب" قد انتهت، فلا الجيش السوري وفق المعطيات الأولية يقبل بترك المدينة بين أيدي جبهة النصرة، ولا النصرة المنتشية باحتلالها وتسجيلها لأهم تواجد لها على الجغرافية السورية ستبقى حيث هي دون أن تفكرر بمزيد من التمدد أقلها باتجاه "كفرية والفوعة" حيث يسكن آلاف المسلمين المهددين بالذبح في حال وصلت النصرة لهم.

الوقائع على الأرض تشير إلى أن المدينة الخضراء "إدلب" لم تسقط ببساطة، حيث شهدت معارك دامية استمرت خمسة أيام قبل أن تقرر قيادة عمليات الجيش السوري الإنسحاب وإعادة التجميع في قرية المسطومة خارج المدينة.

مقاتل في الجيش العربي  السوري عائد للتو من إدلب للعلاج، أشار إلى أن الحواجز قاومت ببسالة بما فيها حواجز الدفاع الوطني واللجان الشعبية طيلة الأيام الثلاثة الأولى للحرب، لكن مع انقطاع الاتصالات تضعضعت الجبهات وبات من الصعب التنسيق بين المقاتلين والقوات المنتشرة بمختلف أصنفها، ما دفع بعضها للانسحاب وخسرنا أول حواجزنا "الكونسروة"، وبعده كرّت السبحة، وبات التنسيق مستحيلاً، والانسحاب ضرورة قصوى، مما اضطرننا للتراجع تدريجياً باتجاه المربع الأمني، قبل أن يأتي القرار بالعودة إلى خارج المدينة حيث لا جدوى من البقاء فيها في ظل هذا الهجوم، خصوصاً بعد أن تم خروج معظم المدنيين منها.

الهجوم على إدلب والذي شنه مايسمى "جيش الفتح" (تجمع جبهة النصرة مع عدد من الفصائل الأخرى الموالية لها والمتفقة معها عقائدياً)، لم يسجل حضوراً يذكر لما يسمى بالجيش الحر، أو ما يطلق عليه الغرب "المعارضة المعتدلة" حيث لاوجود لها في المعركة، والشعارات التي أطلقت كلها كانت ذات صبغة اسلامية متطرفة تشبه مطلقيها الذين لم يتوانو عن ذبح شابين مسيحين على مرأى من الناس وهما من عائلة "الخال"، كما غابت شعارات الحرية والديمقراطية التي كانت قد علّت في إدلب مع بداية الأزمة السورية.

أعين المسيطرين الجدد على إدلب تتجه نحو كفرية والفوعة، لكن لا يبدو أنهما ستكونان لقمة سائغة بالنسبة لهم، حيث تشير مصادر عسكرية إلا أن المقاتلين فيهما يمتلكون عتاداً ثقيلاً وأسلحة وذخيرة تساعدهم على الصمود لفترة طويلة، خصوصاً وأنهما تمتلكان خزاناً بشرياً لا ينضب وعقيدة دفاعية قوية.

في هذه الأثناء يحشد الجيش السوري قواته في المسطومة تحضيراً لشن هجوم معاكس على إدلب لاستعادتها، وعين القوات مبدئياً منصبة على "كورين، وفيلون" لتحريرهما مبدئياً والانطلاق منهما إلى كافة أرجاء إدلب المدينة.

الخسائر البشرية المدنية الناجمة عن المعركة كبيرة جداً، وتقول شهادات لهاربين من إدلب أن النصرة ذبحت أكثر من ست عائلات مسلمة ومسيحية، بالإضافة إلى عشرات الضحايا المدنيين الذين سقطوا بالقذائف والصواريخ وجرار الغاز التي كانت تتساقط على المدينة قبل الهجوم بأربعة أيام وخلاله.

في حين سجل إصابة أكثر من 150 مقاتلاً إدلبياً من اللجان الشعبية والدفاع الوطني وكتائب البعث الذين كانوا يقاتلون مع الجيش السوري دفاعاً عن مدينتهم وأهلهم، وقد دافعوا ببسالة بشهادة المدنين الناجين.

اللافت كان التأييد الشعبي الواسع لقرار الانسحاب، في ظاهرة استثنائية، حيث كان يعقب كل انسحاب للجيش من منطقة كلام كثير وسخط شعبي على الإنسحاب، ويبدو أن ذلك مرده إلى رغبة كثيرين بالحفاظ على أرواح المقاتلين وعدم تركهم في معركة غير رابحة، وبالتالي انسحابهم والتحضير للعودة هو الخيار الأفضل.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz