دام برس- سومر إبراهيم :

أكد المهندس أحمد قاديش  معاون وزير الزراعة على أهمية وضع آلية عمل قابلة للتطبيق على أرض الواقع بين كل من البحوث والإرشاد الزراعي و ضرورة المبادرة للتنسيق مع المنظمات الدولية انطلاقا من احتياجات الواقع الزراعي في سوريا، وأن يعمل على الاستفادة من خبرات كل من الإتحاد العام للفلاحين ونقابتي المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين وذلك خلال ورشة العمل التي أقامتها وزارة الزراعة تحت عنوان " واقع العمل الإرشادي وآفاق تطويره لتحقيق أهداف التنمية الزراعية "

وأشار قاديش أن الكادر الإرشادي يعمل حاليا على المساهمة بتوزيع البذار والسماد، كما يعمل في المناطق التي يصعب وصولنا لها بشكل غير تقليدي ليستمر دوره بخدمة المزارعين، منوهاً إلى التركيز على المرشد الزراعي كونه على تماس مباشرة مع المزارعين و ضرورة تهيئة الكوادر الجديدة بشكل أمثل قبل زجها في العمل الحقيقي لتتمكن من نيل الثقة والمصداقية ،  و الإسراع بإنجاز هيكلية جديدة بما يتلاءم مع ظروف العمل.

وبين المهندس جمال فروخ مدير الإرشاد الزراعي أهمية تخطيط وتنفيذ البرامج الإرشادية التخصصية وتعميمها والتي تتضمن /14/  برنامجا إرشاديا مركزياً يتم مشاركة جميع الجهات بدراسة المشاكل والصعوبات الفنية التي تتضمنها هذه البرامج مع إيجاد الحلول المناسبة لها ؛ أما النشاطات الإرشادية الميدانية كالندوات والأيام الحقلية والبيانات العملية نعتمد فيها على النوع وليس على الكم، بحيث تلبي احتياجات المزارعين والمربين، إضافة لتنفيذ بعض النشاطات خارج الخطة المقررة ، مضيفاً أنه لدينا حقولا إرشادية بلغ عددها 135 حقلاً واعتمد هذا العدد بناء على مقترحات دوائر الإرشاد في المحافظات والتي يمكن تنفيذها والإشراف عليها ومتابعتها، ودراسة النتائج ، وقد تبين أن هذه الحقول حققت زيادة إنتاجية في وحدة المساحة، مقارنة مع حقول الشاهد، و نعمل حاليا على تطبيق تقانة نظام التوضع GPS  في ريف دمشق وطرطوس لاحقاً ، بالإضافة للأتمتة المتكاملة عبر شبكة WEB-SITE .

و نوه الدكتور مجد جمال ممثل إيكاردا أن الإرشاد الزراعي يعد العصب الرئيسي للعمل الزراعي وأهم نقطة في عمله تتمثل بكيفية إيصال الرسالة الإرشادية للمزارعين والفلاحين والمربين ، ومن الضروري تعاون كل من البحوث والإرشاد لرفع متوسط العائد من الإنتاج ، واستخدام التوصيات المناسبة ضمن كفاءة نقل التقانة والانتقاء الصحيح للأصناف وتوفير المدخلات في الوقت المناسب ، واقترح فكرة قيام الإرشاد باختيار منطقة واعدة لمحصول ما والتركيز عليها وتكثيف الجهود الإرشادية فيها وصولاً لأعلى نتيجة وعائد ، وبالتالي تعتبر كمركز تدريب تعمم تجربته ونتائجها على بقية المناطق .

أما الدكتور محمد العبد الله ممثل كلية الزراعة ومنظمة أكساد قدم عرضاً يتناول أثر الأزمة التي تمر بها سوريا على الإرشاد الزراعي ، كانخفاض عدد الوحدات الإرشادية في القطر من 1075 وحدة إلى 798 وحدة ، بينما الكادر الفني  لم يتأثر بهذه النسبة ، وانخفض عدد الدورات التدريبية والندوات من 7000 ندوة إلى 2293، وكذلك حصل تغيّر سلبي على تنفيذ الأيام الحقلية وعلى مدارس المزارعين ؛ كما توقف دور المنظمات الدولية والوكالات التنموية والمشاريع الإرشادية  وتعاونها الفعال سابقاً مع الإرشاد علماً أن هناك نقاطاً ايجابية في هذا الواقع الصعب كإنتاج وسائل الاتصال الجماهيرية التي يجب أن يعول عليها وخاصة الاليكترونية ، و تم إدخال مناهج إرشادية جديدة والتوسع بها، وتوفير الإرشاد التخصصي كالوحدات الداعمة ، هذا التطور في الإرشاد الزراعي إضافة إلى السياسات الزراعية الأخرى انعكس على أرض الواقع بعدة أشكال ؛ كالانتشار الواسع للأصناف المحسنة والمحاصيل والأشجار وتطبيقات المكافحة المتكاملة والوصول لإنتاجيات عالية في المحاصيل وإدخال الأنظمة الزراعية الجديدة .

وقدمت الهيئة العامة للبحوث الزراعية مجموعة من المقترحات كتوسيع عمل الإرشاد الزراعي ليشمل تحليل النظم الزراعية بشكل عام وإجراء المسوح حول واقع القطاع الزراعي للتعرف على المشاكل الحقيقية التي يعاني منها المزارع والمربي ونقلها إلى البحوث ومتابعة الحصول على الحلول المناسبة لإعادة نقلها إلى المزارعين والمربين وتطوير منهج واضح من المعايير لمتابعة وتقييم النشاطات الإرشادي والعمل على قياس أثر المشاكل الواردة في مسوحات البرامج الإرشادية على الإنتاج وترتيبها ضمن أولويات لتوزيع الإمكانيات المادية المتاحة على الأنشطة الموافقة حسب الأولوية والأثر.