دام برس - ريتا قاجو :

زار الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي "مارتن تشونغونغ" بمشاركة كبير مستشاريه " مختار عمر" مجلس الشعب في دمشق، وذلك على مرحلتين حيث التقى صباحاً أعضاء المجلس، بينما اجتمع مع السيد محمد جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب بعد ظهر اليوم في مبنى البرلمان.
وأكد السيد تشونغونغ أن زيارته إلى سوريا جاءت بهدف الاطلاع على حقيقة ما يجري فيها، والعمل الجاد على إيجاد حل سياسي للأزمة، التي أخذت أهمية كبيرة على مستوى العالم، مشدداً على ضرورة لجوء جميع الأطراف لسياسة الحوار بهدف الارتقاء بالعملية الديمقراطية، وإيجاد آلية للخروج من الأزمة الراهنة.
ويضيف السيد تشونغونغ :" جئنا إلى هنا لنستمع إلى القيادة السورية والبرلمان السوري ، وننظر عن كثب إلى ما يجري في سوريا، ولنلتقي أيضاً لجنة المصالحة الوطنية، فالمصالحة الشاملة والكاملة، هي الجزء الأهم من الحل".
بدوره أكد السيد عمر أوسي عضو مجلس الشعب ورئيس لجنة المصالحة أمام الوفد الضيف ، أن ما يجري في سوريا لا علاقة له بالحرية كما تم الترويج له، بل هو جزء من مخطط استعماري استهدف سوريا وشعبها، منوهاً إلى أهمية المصالحة الوطنية في حل الأزمة، وأن العام الحالي سيكون عام المصالحات بامتياز حسب تعبيره.
أما الدكتورة فاديا ديب رئيسة لجنة الشؤون العربية والخارجية في المجلس ، أعربت عن أملها كما كل الشعب السوري ، في نقل الصورة الحقيقية بكل شفافية للعالم عبر البرلمان الدولي، بهدف الوصول إلى حلول فعالة تثمر ثمارها في حل الأزمة.
وفي الجزء الثاني من الزيارة، التقى السيد تشونغونغ والوفد المرافق له السيد محمد جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب السوري، حيث أكد اللحام أن الدولة السورية منذ البداية كانت مستعدة للحوار مع جميع أبنائها ممن لا يحملون السلاح، مشيراً إلى استمرار نهج المصالحات الوطنية في كافة الأراضي السورية، وأن سوريا بقيادتها تؤمن تماماً بثقافة الحوار والشفافية للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد.
وشدد السيد تشونغونغ على الرغبة الحقيقية للبرلمان الدولي، في اتخاذ خطوات مهمة من أجل حل النزاع في سوريا، مشيراً إلى ضرورة أن يضع السوريون أساساً قوياً للعمل من خلال المصالحة بين أبناء الشعب الواحد، والدور المهم الذي يقوم به مجلس الشعب في هذا المجال، فهو يمثل الشريحة الأكبر من المواطنين.
وعلى هامش الجولة الأولى للمؤتمر كان لدام برس لقاء مع الدكتورة ماريا سعادة عضو مجلس الشعب السوري ،حيث وصفت هذه الزيارة بالصحوة، وهي خطوة أولى باتجاه إجراء شيء فعلي على أرض الواقع، مؤكدة على أهمية الاتحاد البرلماني الدولي الذي تأسس منذ البداية لنشر السلام وحل النزاعات، وضرورة تحمله كامل المسؤولية في تصويب السياسات التي دعمت الإرهاب وانتهجت المعايير المزدوجة وتضيف سعادة : " حماية سوريا ووحدتها من أجل حماية الإنسان السوري وبالتالي حماية الإنسان في كل مكان، خاصة بعد حرب المفاهيم التي عشناها خلال سنوات الحرب".
وفي سؤال عن مدى قابلية تحويل جهود البرلمان الدولي لحلول فعالة لصالح سوريا تقول سعادة أن المسألة مسألة إجراءات ووقت ، ولكنها ستتعثر من المؤكد بالعقبات التي ستزرعها في طريقها جميع الأطراف الدولية التي لا تريد الحل والمستفيدة من الصراع الدائر في سوريا.
بدوره أشار السيد سهيل فرح عضو مجلس الشعب في تصريح خاص لدام برس أن سوريا وعلى مدى أربع سنوات تعرضت لإرهاب ممنهج ، استهدف الشعب والمؤسسات المختلفة في الدولة ، ومع ذلك سوريا بقيت صامدة بفضل تلاحم أبنائها والتفافهم حول جيشهم وقيادتهم،مشدداً على أن الدور الأساسي للبرلمان الدولي بعد أن توضحت له حقيقة ما يجري على أرض الواقع يكمن في الضغط من أجل تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بتجفيف منابع الإرهاب، والضغط على تركيا وقطر وغيرها من الدول المتورطة في دعم الجماعات المسلحة.
وأكد أيضاً أن هناك منظومة إرهابية تقاد ضد سوريا، واشتركت في دعمها دول غربية، مبيناً أن الإرهاب بدأ يرتد ضد داعميه ومثالاً على ذلك الاعتداء الأخير في باريس، وأنه على الدول الغربية أن تعيد النظر في سياستها من سوريا، وفي سؤال عن مدى قابلية الحلول المطروحة للتطبيق على أرض الواقع يجيب السيد فرح : " نتأمل أن يثمر اللقاء القريب في موسكو، وأن يكون شفافاً واقعياً فالحوار هو المخرج الوحيد من الأزمة، ونتمنى أن تعود بلدنا آمنة كما كانت من قبل ".
وفي ختام الزيارة قدم رئيس مجلس الشعب للسيد تشونغونغ ومستشاره هدايا تذكارية باسم الشعب السوري، عى أمل أن تكون هذه الزيارة انطلاقة خير جديد لسوريا وشعبها.