دام برس وسيم قشلان :

انطلاقاً من أهمية اللغة العربية وباعتبارها حلقة وصل، افتتحت اليوم ورشة عمل خاصة بعنوان" البحث في طرائق تمكين اللغة العربية"، وذلك  برعاية معهد تعليم اللغة العربية في مجمع الفتح الإسلامي جمعية حي مسجد الأقصاب الخيرية بدمشق بمشاركة نخبة من أساتذة ومفكرين اللغة وعدد من الشخصيات الدينية والثقافية والاجتماعية.
وبحث المشاركون في مشكلة تعلم اللغة العربية للناطقين بها، مرجعين السبب الرئيسي إلى مرحلة التأسيس الخاطئة التي يتلقاها الأطفال منذ دخولهم المرحلة الابتدائية.

وفي هذا المجال يقول الأستاذ حسن العمري وهو مدرس لغة عربية ، إن اللغة هي حلقة تواصل كبرى تجمع جميع مكونات الشعب السوري، وأشار بان موطن الخطأ يكمن في طرح القواعد دون تطبيق عملي والاعتماد على الحالات الشاذة الموجودة في القاعدة فقط، وأنه يجب على الطالب أن يدرس القاعدة بجميع أشكالها وحالاتها.
من جانبه أكد المفكر والباحث الأستاذ أحمد المفتي أن الضائقة الاقتصادية الحالية التي يعيشها المواطن تلعب دوراً كبيراً في تراجع وتدهور اللغة، حيث أن المدرس في إحدى المدارس الابتدائية لم يعد يملك طاقة كافية  للتفرغ والعمل مع طلابه كما كان في السابق.
وبالإضافة إلى أن عدم تداول اللغة العربية الفصحى بكثرة سيؤدي إلى تدهورها واضمحلالها بين فئة من الناس وذلك بسبب التطور السريع للوسائل التكنولوجية، واستخدام اللغة العامية بكثرة في برامج الحوار على التلفزيون والإذاعات، وبالتالي فإن الإنسان لم يعد يجد مفردات جديدة تغني وتُثري منتوجه وخبراته اللغوية.

وفي تصريح خاص لدام برس أكد الدكتور أحمد قباني مدير أوقاف مدينة دمشق أن الطريق الأمثل للنهوض باللغة العربية يتمركز في ثلاثة محاور وهي الطالب والأستاذ والمنهاج، والوزارة تعمل بشكل متواصل على تطوير اللغة من خلال تشكيل لجان نخبوية وثقافية تقوم بعقد ورشات دائمة عملية وليست إعلامية فحسب.

وأوضح الدكتور قباني أن مقررات المعاهد والثانويات الشرعية التابعة لوزرة الأوقاف ليست مقررات بدائية وإنما بمثابة مراجع متخصصة  يعتمدها الطلاب في سوريا وخارجها، وأن هناك تعليمات بأن لا يتكلم الأساتذة والطلاب إلا باللغة الفصحى حصراً، كما أشار أنه يتم تنبيه خطباء المساجد على أن يكون خطابهم يوم الجمعة باللغة الفحصى، باعتبار الخطبة المكان الوحيد المتبقي للمسلم كي يسمع لغة عربية سليمة باستثناء نشرات الأخبار ووسائل الإعلام التي يتعرض لها.
وختم قباني حديثه بالتأكيد على التعاون المشترك بين وزارة الأوقاف ومديرية ثقافة دمشق بشكل دائم، من خلال تبادل الأساتذة والخبرات بين الجهتين.