دام برس – خاص :

لأن إعلامنا المقاوم أثبت مصداقيته , أقام اتحاد الصحفيين في سورية ندوة ثقافية بعنوان  " الملتقى الإعلامي الصديق والمقاوم تحت شعار هم يملكون الفضاء و نحن سنملك الأرض والفضاء , وذلك في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد بحضور كل من الإعلاميين  حسين مرتضى ، غسان الشامي  ، يحيى أبو زكريا ، غالب قنديل , وأدار الندوة الدكتور نبيل طعمة الذي  افتتح اللندوة  بالنشيد الوطني للجمهورية العربية السورية , والوقوف دقيقة  صمت على أرواح شهدائنا الأبرار ،ثم بدأت الندوة بمداخلة لكل من السادة المحاضرين أكدوا فيها على صمود الإعلام ومقاومته للقنوات التي سعت للتضليل الإعلامي لما يجري في سورية ،  وفي ختام الندوة تم تكريم ممثلين عن القنوات الإعلامية التالية : قنوات سما و الفضائية و الإخبارية السورية  ,ومؤسسة دام برس الإعلامية , وقناتي المنار والميادين .

وفي لقاء خاص مع الدكتور يحيى أبو زكريا أكد على أهمية هذه الفعالية  حيث تندرج تحت بند الاستحقاق الرئاسي  الذي سيقبل عليه السوريون و الشارع العربي في ترقب لهذا الاستحقاق لأننا نؤمن كمثقفين أن المرحلة العربية ستحدد في دمشق مصير العرب .

وتابع أبو زكريا :  " الانتخابات المقبلة ستشكل انعطافاً استراتيجياً وهذا الانتصار سيعمّ  العالم العربي في ظل صراع المشاريع بين مشروع مقاوم ومشروع مستسلم  ، انتصارُ فكرة المقاومة ستشكل رافداً للشارع العربي حتى يسترجع قوته من جديد وتخطياً للعديد من العراقيل باتجاه المشروع الأسمى فلسطين.

وأردف إن الانتصار السياسي بقيادة الدكتور بشار الأسد قائد المرحلة العربية المقبلة سيعطي للشارع العربي قوةً واندفاعاً وشعوراً بالفخر والكرامة .

وذكر الدكتور يحيى  "كإعلامي عربي  أنّ تحرير فلسطين لن يكون إلا بتحرير العقل العربي وانبثاق وعي عربي مدرك لامتلاك  إسرائيل  الكثير من المكائد, لذلك يجب تحصين الدماغ العربي بقلاع فكرية بالتأكيد فإن انتصار سورية هو الخطوة الأولى من خطوات تحرير فلسطين.

وفي نظر الدكتور أبو زكريا أن اللعبة الدولية التي رسمت ضد سورية لم تكن عسكرية أو أمنية بل كانت إعلامية وبحسب الفيلسوف الألماني تيلر "أن تملك قنبلة نووية قد لا تحسم الموقف لكن إن ملكت الإعلام فتحسم الموقف".

في نهاية اللقاء ذكر أبو زكريا "الإعلام هو من يحسم وجزء ممّا حصل في سورية هو استبعادٌ للعقل العربي والذي كاد أن يضيع فلسطين وإضاعةٌ لمحور المقاومة وصحيح أن دمشق هي من تحقق الانتصارات لكن الانتصار سينعكس على الشارع العربي بأسره.

أما عضو مجلس الشعب" ماريا سعادة  "فذكرت أن الإعلام الوطني يقسم إلى شقين أحدهما رسمي للدولة وأخر منبثق من الشعب, تشكل خلال الأزمة كونها أفرزت الكثير من الإيجابيات وحرضت الإبداعات السورية ليقاوم على جميع الأصعدة ضد مخطط رسم  لاستهداف سورية وشعبها, "نحن طوّرنا الإعلام ليس بأدواته وإنما بقضية نمتلكها وانطلقنا في بناء اللبنة الأولى لإعلام قوي ومتين ضد العدوان".

وتابعت أنّ المعاناة تخلق الإرادات الخلاقة وولدت قضيتنا من هذه الأزمة وترجمت إعلامياً من شعبنا وأحب أن أضيئ على نقطة افتقدها الإعلام السوري بأنه كان مدافعاً أكثر من كونه مهاجماً ليتغير بعده في وقت الذروة لإعلام يتصدى للحرب  النفسية إثر قرار الضربة الأميركية على سورية.

وفي سؤال الكاتب والباحث نبيل طعمة عن كيفية الارتقاء بمفهوم الإعلام المقاوم

أجاب بالقول فهمُنا لطبيعة جغرافيتنا وفهمُنا لما يحاك لوجه الشرق الحقيقي وصورته وقلبه النابض الحيوي المستمر،كيف نستوعب مفاهيم العروبة ولا نكون مقاومين ،وكيف نؤمن بالعروبة ولا نكون مقاومين...كيف ندعو لهذا الاشعاع الشمسي النوراني من أقدم آبدة تاريخية من دمشق ولا يكون إعلامنا مقاوماً...كيف يكون إنساناً يقاوم كل أشكال العدوان والحقد والحسد على هذا الشعب ولهذه الأمة ولا يكون مقاوما.

اليوم في هذه الندوة والتكريم والاستحقاق القريب جدا إلينا، جميعها مصطلحات قوية ومهمة تنصر سورية وتنصر شعبها بقوة جيشها وبقوة وبحضور شخصية قائدها ،بمحبيها ..بمحيطها الشريف والشرفاء من العالم..

و حول الاستحقاق أورد :  الاستحقاق قيمة وجود ،صحيح أن الصعوبات الفكرية التي خلفت بعضاً من التشويش ضمن الرؤية ،أي أن سورية لم تشهد عملية ديمقراطية على مدار 90 عام  .

هذه العمليات التي مرت بها سورية بين الاستفتاء والتعيين والانقلاب هي انتقال لإنساننا إلى فكرة الانتخاب،هذه الفكرة النوعية والعلمية والحيوية للشعب السوري آمن بها لذلك يندفع الناس مؤمنين بأنها تشكل لهم الانتصار.

أما الإعلامي المقاوم "حسين مرتضى " أشار إلى الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية و خصّ الحرب الإعلامية و قال : " إذا أردنا المقارنة بين الإمكانيات الموجودة لدى العالم الآخر  و الضخ الإعلامي و  عدد القنوات ، و الدعم المالي بالمقابل هناك إعلام مقاوم ممانع ، إعلام صديق يقف إلى جانب سورية استطاع تسليط الضوء و إظهار ما يجري على الساحة العربية ، و بلورة الرأي العام ، و يجب ألا نغفل التضحيات و الشهداء الإعلاميين بالتّوازي مع الإنجازات العسكرية التي حققها الجيش العربي السوري .

و قد وصف هذه المرحلة من تاريخ سورية بالمرحلة الحساسة ، و إصرار الشعب على السير في الاستحقاق الرئاسي انتصارٌ و إنجاز لمبادئ العمل المؤسساتي الذي انتهجته سورية انطلاقاً من الأفكار التي طرحها السّيد الرئيس الأسد .

و التنافسية القائمة اليوم باعتقاده  هي دليلٌ على وضع اللبنة الأولى في اتّجاه الديمقراطية و التعددية .

وأضاف المحلل السياسي و رئيس مكتب الدراسات الإستراتيجية " الأستاذ غالب قنديل " حول الإعلام المقاوم أنه لعب دوراً مركزياً في معركة الدفاع عن المنطقة منذ سنوات طويلة وخلال السنوات الثلاث الأخيرة في العدوان على سورية كان الإعلام المقاوم بكافة أشكاله كان بالمرصاد لهذه الهجمة من خلال تفكيك البيئة الافتراضية وفضح أكاذيب الاعلام الغربي والمعادي الذي سخر له إمكانات ضخمة جداً من أجل استهداف سورية وبالتالي كان لإعلامنا دور محوري في معركة الوعي لأنها الطريق لصناعة الارادة التي تترجم فيما بعد بالأفعال , ومن هنا نكتشف سر صمود سورية من خلال الوعي والاستنفار الشعبي في وجه الدعاية المضادة وهذا كان دور الإعلام المقاوم من خلال بلورة الوعي ومواكبة الأحداث بصورة تعزز إيمان الناس بوطنهم وثقتهم بقيادتهم ودولتهم وتصميمهم على انتزاع النصر .

و أشار رئيس اتحاد الصحفيين الاستاذ " إلياس مراد " إلى أهمية الإعلام السوري حيث أنه مثل العنصر الأساسي في انتصارنا بالمعارك ، فالإعلام قوة في المجتمع .

و عن دور الصحفيين أضاف " نحن كصحفيين و إعلاميين يتوجب علينا مواجهة  التكفير ، و تعزيز حالة القوة لمواجهة من جاء من الخارج ، بالإضافة إلى نشر فكر المحبّة و المصالحة مع إخوتنا في سورية .

فمواجهة الإرهاب لن تكون بإلقاء الرياحين و الورود بل بالمقاومة العسكرية و السياسية و الإعلامية كما ويوجه " مراد " للشعب رسالة للشعب السوري للمضي قدماً في الاستحقاق الرئاسي  ، فالسيادة تعني أن السوريين سادة أنفسهم و لن يسمحوا لأحد بالتدخل في الاستحقاق .

و يرى " مراد " في الشعب السوري ذاك الشعب المقاوم الحي الصامد  الحاضر منذ آلاف السنين .

الدكتورة مي حميدوش مدير عام مؤسسة دام برس الإعلامية أكدت أن الإعلام المقاوم لن يصمت  وسيبقى منارة لكل عروبي مقاوم شريف , مؤكدة أن مايمارسه إعلام العدو في الخارج والداخل من جرائم إعلامية  لاتقل أهمية عن الجرائم البشعة بحق الشعب , وتضاف الى السجل الاجرامى للمجموعات الإرهابية المسلحة.

وأشارت الدكتورة حميدوش إلى حرية التعبير وكشف الحقائق كما هى على الارض فى ظل أجواء التضليل الاعلامى الذى تمارسه محطات بني سعود وحمد والمعروفة بارتباطها الصهيوأمريكى.

وأكدت أن الإعلام المقاوم  وخاصة الإعلام السوري , أصبح قادراً على فضح أكاذيب هوءلاء المتامرين والارهابيين الوهابيين والمعتدين على الشعب السورى والهوية العربية من خلال التضليل الاعلامى الذى تمارسه محطات سفك الدم المعادية للامة العربية التابعة للصهيونية العالمية ومشيخات النفط.

وختمت كلامها بأن صوت الإعلام السورى المقاوم لن يصمت عن قول الحقيقة بل سيبقى  يعمل لكشف ادعاءات الوسائل الإعلامية المضللة , جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري , وخلف القائد العربي المقاوم الأول السيد الرئيس  بشار الأسد.

من جانبه أشار غابرييل داوود كاهن الرعية في بطريركية السريان الأرثوذكس  إلى عبارة ظلت راسخةً في ذاكرته لسيادة الرئيس بشار الأسد التي يقول فيها : "كما ربحنا الأرض سنربح السماء ، منوّهاً لتلك الحرب الإعلامية الفضائية الساعية لضرب مصداقية الإعلام الوطني .

و تابع : "هذه الحرب التي نخوضها هي حرب متشعّبة حرب الجماعات المسلحة  من جهة والحرب الاقتصادية  ، وعلى الجانب الآخر الحرب الإعلامية الأشدّ وطأةً من باقي تشعبات الحرب .

فخلال هذه الحرب الكونية حافظ إعلامنا على المصداقية و استطاع أن ينتقل نقلةً نوعيّةً في نقل صورة الناس بالصوت الحقيقي .

و ختاماً وجه "الأب داوود " رسالة شكر للقائمين على الندوة و السادة المحاضرين و الإعلاميين العروبيين  ، و الاستحقاق الرئاسي حقٌّ وواجبٌ وطنيٌّ مقدّسٌ  لأبناء شعبنا ، و آن الأوان لإعلان النصر و محو مرحلة من التاريخ الأسود لكنّه تاريخ مجيد سطّره الشرفاء بدمائهم .

و ذكرت : " ميساء الصالح " عضو في مجلس الشعب : " الإعلام عهدناه في حالة السلم له الحرية الكاملة في اختيار المواضيع المرغوب بها .

لكن في حالة الحرب لا بدّ أن يتحوّل إلى سلطة تضمن العدالة للجميع ، وإيصال الحقائق في وقت نعلم فيه جميعاً أنّ الحروب وُجّهت علينا ، و المؤامرات حيكت  ضدنا ، لذلك لا بدّ أن نصدّر إعلاماً يتصف بالمقاومة ليعلن من سورية بالذات أن لا أحد يهدد وجود السوريين .

و أضافت : "و لأنّنا الأرقى بقاؤنا يكمن  بذاكرتنا و شهدائنا و عزيمة الأحياء منّا .

تصوير : تغريد محمد ، هيا عرفة