دام برس :

أكد محافظ حمص طلال البرازي أن للمصالحات التي تمت في المدينة فوائد كبيرة وتتسع إيجابيا وعملية إخراج المسلحين من المدينة القديمة بدأت اليوم وكانت سلسة جدا وتمت في أجواء إيجابية مشيرا إلى أن هدف الحكومة السورية أن تشمل المصالحات مناطق أخرى.

ولفت البرازي في تصريح للتلفزيون العربي السوري إلى أن "توجيهات القيادة ورعاية الحكومة والمبادرات التي تمت على مستوى المجتمع المحلي كانت إيجابية عززت روح المصالحة منذ بدء عملية خروج المدنيين وبعض الشباب الذين سلموا أنفسهم في المدينة منذ أشهر في معظم الأحياء القديمة والتي تركت أثرا طيبا لدى الناس وحققت مناخات إيجابية للاستمرار بالعملية".

وأوضح البرازي أن"منطقية العمل هو منطق الدولة في التعامل مع هذه العملية التي بدأت منذ أشهر" مبينا أنه "بعد الحوار وتدخل المجتمع المحلي وجد شباب كثر مضللون ويرغبون بالعودة ويحتاجون لمن يعيد لهم الثقة والمحبة وانطلاقا من هذه الأجواء الإيجابية توافرت ظروف أكثر منطقية للبدء بعمليات أوسع".

وقال البرازي إن "إعادة النسيج الاجتماعي في سورية بشكل عام وفي حمص بشكل خاص هو من ضمن اهتمامات وتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد حيث أثمرت هذه الرعاية الكريمة والتوجيهات التي جاءت في الفترة الماضية بنتائج إيجابية وكان لها أثر طيب في تعزيز الثقة وشعور الشباب بأن الوطن مازال المظلة والملاذ الأخير".

وأكد البرازي أن هذه المصالحة لم تكن لتنجح في أي مكان لولا الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب مشددا على أن "الجميع يعلم أن انتصارات الجيش العربي السوري وما قدمته سورية من دماء الشهداء وما أصابها خلال الفترة الماضية وإصرار الشعب السوري على أن تحيا سورية وأن تبقى كان له الأثر الأكبر في تعزيز مفهوم المصالحة الوطنية والعيش المشترك الذي يعد القاعدة الأساسية لهذا الانتصار والتي على أساسها اليوم نبني الأمن والاستقرار".

وبين محافظ حمص أنه "تمت تسوية أوضاع من سلموا سلاحهم حيث تم استلام نحو 25 بندقية آلية و17 رشاش بي كي سي و9 قواذف آر بي جيه".

وأشار البرازي إلى أن "هناك مجموعات خرجوا مع سلاحهم إلى منطقة الدار الكبيرة شمال حمص ضمن توافق وتفاهم على أن هذه المرحلة قد تكون أولية تتبعها مصالحات أخرى في شمال المدينة وربما في مناطق أخرى" مبينا أن "كل عملية مصالحة أو تسوية في إطار حسن النوايا تتضمن تبادل الثقة كخروج مخطوفين حيث خرج 70 مخطوفا في مناطق متعددة منها حلب واللاذقية معظمهم من الأطفال والنساء ويوجد بينهم 5 أطفال و17 امرأة".

واوضح أنه "تم اليوم في حمص إخراج ما يزيد على 80 بالمئة مما هو متوقع حيث خرج 980 شخصا من بينهم عدد قليل من المصابين نقلوا إلى المشافي والبقية خرجوا باتجاهات مختلفة جزء منهم أجرى تسويات ومعظمهم اتجه إلى الدار الكبيرة".

وقال البرازي "بدأنا اليوم بإرسال الموظفين والعاملين إلى المناطق وبدؤوا يستلمون بشكل مباشر المباني الحكومية وغيرها ويقومون بالإجراءات المناسبة لإعادة تأهيلها"مضيفا "أستطيع أن أؤكد أنه في وقت مبكر من ظهر غد سنعلن مدينة حمص القديمة بكل أحيائها آمنة وستشهد حالة من الاستقرار وستبدأ فيها عملية إعادة الإعمار بشكل سريع وبوقت قياسي".

وبين أنه تم تأخير دخول الاعلاميين حفاظا على سلامتهم حتى تقوم وحدات الهندسة بالتقصي عن المتفجرات أو الألغام ومؤكدا في الوقت ذاته ضمان سلامة الجميع وقد تمت دعوة من يرغب بالمشاركة من الإعلاميين وغيرهم في تفقد الأحياء بعد توفير الظروف الآمنة.

وشدد محافظ حمص على أن العمل والتنسيق جار مع وزارة الادارة المحلية للقيام بكل ما هو ممكن لفتح الطرقات والبدء بخطة إسعافية لتأمين البنى التحتية الأساسية من ماء وكهرباء وصرف صحي من أجل عودة قريبة للسكان إلى كل أحياء مدينة حمص.

وكان محافظ حمص أكد في وقت سابق أن الدفعة الأولى من المسلحين في أحياء حمص القديمة بدأت بالخروج.

وقال "إنه من المتوقع أن تبدأ اليوم عملية خروج المسلحين من أحياء حمص القديمة بعد أن تم إنهاء الترتيبات اللازمة لذلك".

وأضاف المحافظ في تصريح لمراسل سانا أنه بالتزامن مع عملية خروج المسلحين من المرجح أن تبدأ عملية التسوية والمصالحة لجعل مدينة حمص خالية من السلاح والمسلحين.

وأشار البرازي إلى أنه يتم العمل لكي تشمل العملية جميع أحياء حمص وليس حمص القديمة فقط، لافتا إلى أن وحدات الجيش والقوات المسلحة ستقوم بعد خروج المسلحين بعملية التفتيش وتفكيك العبوات الناسفة والألغام وإزالة السواتر الترابية.