دام برس:

تفقد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي اليوم واقع أداء القطاعات الحكومية والخدمية والاقتصادية والتنموية في محافظة السويداء ووضع حجر الأساس للمنطقة الصناعية في منطقة أم الزيتون بتكلفة 300 مليون ليرة سورية كمرحلة أولى وبقيمة استثمارية تصل إلى 3 مليارات ليرة.

كما افتتح الدكتور الحلقي مشفى سالة الوطني بتكلفة تصل إلى 3 مليارات ليرة بالسعر الحالي واطلع على واقع تنفيذ مشروع السكن الشبابي في المحافظة بقيمة تصل إلى مليار ونصف المليار كمرحلة أولى لبناء 840 شقة سكنية.

ووجه الدكتور الحلقي بتخصيص أكثر من 750 مليون ليرة سورية لدعم الموازنة المستقلة والوحدات الإدارية وعدد من المشاريع الخدمية توزعت على 250 مليون ليرة لدعم الموازنة المستقلة و180 مليونا للوحدات الإدارية بحسب عدد السكان و125 مليونا إعانة للوحدات الإدارية لمشاريع الصرف الصحي و 50 مليون ليرة إعانة لمجلس مدينة السويداء للطرق و50 مليونا لمجلس مدينة السويداء للصرف الصحي و100 مليون لمتابعة تنفيذ المناطق الصناعية والحرفية إضافة إلى مساعدة بقيمة 6 ملايين ليرة للعقود الموسمية و5 ملايين ليرة لدعم ذوي الشهداء.

وأكد رئيس المجلس أن محافظة السويداء كانت وستبقى القلعة الشامخة والصامدة بجبلها الأشم الأبي الذي تحطمت على صخوره الصلبة كل حملات الغزاة والطامعين بأرض الوطن وشعبها العروبي الأصيل المتشرب من عبق التاريخ المجيد لوطننا الغالي سورية معنى الشهامة والعزة والإباء والدفاع عن الأوطان والتضحية من أجل أن تبقى سورية عصية ومنيعة على الأعداء ومخططاتهم.

وأشار الحلقي إلى الحضور النضالي المشرف للمحافظة في كل مراحل التاريخ القديم والمعاصر في مواجهة الاحتلال العثماني وفي الثورة السورية الكبرى بقيادة القائد العام للثورة سلطان باشا الأطرش موضحا أن أبناء السويداء يكتبون إلى جانب اخوانهم في الوطن صفحات مشرقة في مكافحة الإرهاب ومحاربة الاستعمار الجديد متمسكين بوحدتهم وثوابتهم الوطنية.

وفي تصريح للإعلاميين أكد الدكتور الحلقي أن هذه الزيارة تأتي ضمن توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد للتواصل الفاعل والبناء مع أبناء المحافظة ووضع حجر الأساس لمجموعة من المشاريع الخدمية والتنموية والصناعية فيها مبينا أن مشفى سالة الوطني يعتبر من المشافي الوطنية الهامة التي ستسهم بتقديم الخدمات الصحية لأبناء المحافظة وسيكون له تأثير واضح في رفع مستوى الخدمات الصحية والطبية ورفع مستوى المؤشرات الصحية المتوفرة والمتنامية في المحافظة.

وأوضح الحلقي أنه سيتم العمل على تطوير كل أقسام المشفى مستقبلا وتزويدها بالتقانات الحديثة من أجهزة طبية ومخابر ورفدها بكادر طبي متميز.

وحول وضع حجر الأساس للمنطقة الصناعية في أم الزيتون أكد الدكتور الحلقي اهتمام الحكومة بالقطاع الصناعي وتوسيع آفاقه وتأمين مستلزمات نجاحه كونه رافدا حقيقيا لعملية التنمية الشاملة ومرحلة البناء والإعمار التي ستشهدها سورية قريبا وأنه يأتي في إطار خطط الحكومة لتنفيذ سلسلة من المناطق الصناعية على مستوى المحافظات كافة.

ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى وجود خطة لإنشاء 25 منطقة صناعية انطلاقا من محافظة السويداء من اجل تطوير القطاع الصناعي فيها وتوطين الصناعات وتفعيل العملية الانتاجية وتأمين فرص عمل جديدة للشباب مؤكدا أن هذه المنطقة ستؤمن نحو 20 ألف فرصة عمل إضافة إلى توفير المناخ المناسب للمستثمرين في إقامة مشاريع تنموية واقتصادية تعزز نمو الاقتصاد الوطني داعيا إلى الاستفادة من هذه المشاريع التنموية بالسويداء والمحافظة عليها.

وتتميز المنطقة الصناعية بموقعها الجغرافي بين محافظتي دمشق والسويداء وتقع على مساحة 728 هكتارا يقوم العمل حاليا على تسوية الأرض وشق الطرق في المنطقة على مساحة 200 دونم على أن تمتد الى مساحة 400 دونم خلال المرحلة الأولى وتوزيع المقاسم على المستثمرين والصناعيين لمباشرة البناء وإنجاز المشاريع مع توفر كل احتياجات الصناعيين من بنى تحتية وخدمية.

ونوه الحلقي باهتمام الحكومة بتأمين المواد الغذائية والاستهلاكية والمشتقات النفطية للمحافظة حيث تم إقرار بناء مطحنة في المنطقة الصناعية من أجل تلبية احتياجات المحافظة من مادة الطحين.

وبخصوص مشروع السكن الشبابي اوضح الدكتور الحلقي اهتمام الحكومة بالتخطيط العمراني والسكني الشبابي باعتبار أن الشباب هم عماد وأمل المستقبل من خلال تأمين السكن المناسب لكل أبناء الوطن مؤكدا أنه تم البدء بتنفيذ المشروع في الجزيرتين الأولى والثانية وستقوم الشركة العامة للبناء والتعمير فرع السويداء وفرع مؤسسة الإسكان العسكري بالتنفيذ.

ولفت الحلقي إلى وجود رؤية لدى الحكومة لتنفيذ مجموعة من المشاريع في المحافظة وباقي المحافظات السورية بما يتناسب مع مرحلة البناء والإعمار موجها بتنفيذ المشاريع في وقتها المحدد ضمن البرامج والخطط المقررة والمعتمدة من أجل وضعها في خدمة المواطن بالوقت المحدد لها.

وخلال لقائه الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية ووجهاء المحافظة أكد الحلقي أن محافظة السويداء تحظى باهتمام الحكومة أسوة بالمحافظات كافة من خلال تنشيط أداء مختلف القطاعات الخدمية والاقتصادية والصناعية والتنموية وتحقيق تنمية مستدامة تلبي طموحات الشعب السوري وأن الحكومة ستقوم بالارتقاء بالمستوى التربوي والتعليم العالي في المحافظة وتحقيق نهضة فكرية وثقافية وتعليمية مميزة فيها.

وأشار الحلقي إلى أنه رغم الحرب الاقتصادية الجائرة ضد الاقتصاد الوطني إلا أن الحكومة استطاعت تعزيز قدرات الاقتصاد الوطني من خلال توفير المواد الغذائية والتموينية والمشتقات النفطية وتحسين أداء القطاع الصحي والإداري لافتا إلى اهتمام الحكومة بملف الشهداء والجرحى وتأمين كل استحقاقاتهم والرعاية المناسبة للجرحى والعيش الكريم لهم وتوفير فرص عمل إضافة إلى العمل على معالجة ملف المفقودين والوقوف إلى جانب أسرهم وبذل قصارى الجهد من أجل الكشف عن مصيرهم وإعادتهم إلى أسرهم.

وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى اهتمام الحكومة بتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي وتطوير القطاع الصناعي وتوفير الموارد المائية والسدود لأبناء المحافظة وإنشاء محطات توليد كهربائية جديدة من أجل تأمين مياه الشرب ومعالجة مياه الصرف الصحي.

وأكد الحلقي أن سورية تشق طريقها إلى النصر المؤزر ضد حرب ضروس استهدفت الوطن والشعب بفضل تلاحم الشعب والجيش الذي يسطر يوميا ملاحم في العزة والانتصار على المجموعات الإرهابية المسلحة والذي سيعيد قريبا الأمن والاستقرار إلى كل الأراضي السورية مشيرا إلى أن حل الأزمة في سورية لن يكون إلا من خلال الحوار والحل السياسي بين أبناء الوطن دون تدخل وإملاءات خارجية.

رافق الدكتور الحلقي في جولته المهندس عمر غلاونجي نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات وزير الإدارة المحلية ووزير الصحة الدكتور سعد النايف ومحافظ السويداء الدكتور عاطف النداف وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في المحافظة شبلي جنود.

بدوره أشار نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات وزير الإدارة المحلية خلال اللقاء مع الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية إلى أن قانون الإدارة المحلية الجديد تضمن رؤية مستقبلية لعملية التنمية المتوازنة والمستدامة تتولى تنفيذها السلطات المحلية عبر هيئات منتخبة من المواطنين مباشرة وتشكيل مجالس محلية لتكون على تواصل مباشر معهم للتعرف على مشاكلهم ووضع خطط التنمية وتأمين الموارد المالية لتنفيذها على أن تقوم الحكومة المركزية بتقديم الدعم المالي للمجالس المحلية لافتاً إلى دور مجالس الإدارة المحلية في تمثيل المواطنين وتلبية طموحاتهم وتحصيل الإيرادات وتأمين الموارد المالية لتنفيذ المشروعات في الوحدات الإدارية.

وبين غلاونجي أن وزارة الإدارة المحلية قدمت خلال العام الماضي إعانات ومساعدات بقيمة بلغت أكثر من 650 مليون ليرة لجميع الوحدات الإدارية في المحافظة لدعمها في تنفيذ المناطق الصناعية والحرفية كما انها تدعم تنفيذ مشروعات الصرف الصحي وستسمح بإنشاء أسواق هال خاصة مؤكداً أهمية العمل على إقامة مشروعات ذات جدوى اقتصادية تؤمن موارد مالية وفرص عمل لمواطني المحافظة بالاستفادة من مادتي الحجر البازلتي والطف البركاني.

واستعرض وزير الصحة المؤشرات الجيدة للمنظومة الصحية في سورية والخدمات التي يؤديها القطاع الصحي والتضحيات التي يقدمها لافتا إلى أنه بالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن فإن أدوية الأمراض المزمنة واللقاحات ما زالت تقدم بالمجان.

وأشار الوزير النايف إلى ما تقوم وزارة الصحة به للتصدي لمرض انفلونزا الخنازير عبر إقامة ورشات عمل بالمحافظات للتعريف به بالتعاون مع نقابة الأطباء مع توفير الأدوية اللازمة للمرضى في مختلف المراكز الصحية لافتا إلى أن الوزارة دعمت عملية استيراد تجهيزات طبية حديثة بقيمة بلغت أكثر من 5ر1 مليار ليرة وتوزيعها على المحافظات.

وبخصوص مشفى سالة لفت وزير الصحة إلى أن التجهيزات الطبية الموجودة فيه حديثة ويضم 60 سريرا لكن يوجد فيه بعض النواقص فيما يتعلق بالكادر الطبي والتمريضي ستتم معالجتها قريبا إضافة لتسهيل وصول الأدوية له بالشكل المطلوب مؤكدا أنه سيجري الإقلاع بمشفى شهبا بشكل سريع تمهيداً لوضعه بالخدمة في الفترة القادمة.

من جهته قدم محافظ السويداء عرضاً عن الواقع الخدمي والتنموي في المحافظة مشيرا إلى إنه سيتم خلال العام الدراسي القادم إحداث قسم للهندسة الكهربائية وكلية للاقتصاد بالمحافظة ويجري العمل حالياً على محو الأمية الرقمية ضمن مشروع أطلق عام 2012 بعد أن تم إعلان المحافظة خالية من الأمية عام 2008 لافتاً إلى أنه تم أيضاً إحداث مشروع القروض التنموية حيث بلغ عدد القرى المستهدفة 56 قرية وعدد القروض الممنوحة 2500 والمبالغ الموزعة 100 مليون ليرة مع الموافقة على استهداف 14 قرية جديدة ضمن المشروع.

وبين النداف أنه سيتم إحداث محطة تحويل كهربائية في منطقة ظهر الجبل ودارة مزدوجة في منطقة أم الزيتون ومراكز لخدمة المواطن وتم البدء بتأهيل مقر النافذة الواحدة في مجلس مدينة السويداء مشيرا إلى أن قيمة المساعدات المقدمة للأسر الوافدة بلغت 440ر21 مليون ليرة فيما بلغت قيمة الأضرار المادية في القطاع العام بالمحافظة خلال الأحداث الجارية 734 مليون ليرة وعدد الطلبات المقدمة من القطاع الخاص للتعويض عن الأضرار 322 بقيمة 685ر18 مليون ليرة.

وكانت مداخلات الحضور ركزت على ضرورة الإسراع بإنجاز محطات معالجة الصرف الصحي ودعم الموازنة المستقلة للمحافظة وتقديم إعانة لمجلس مدينة السويداء لصيانة وتنفيذ عدد من الطرقات وتنفيذ مشروعات الصرف الصحي ودعم الأحياء الفقيرة بمشاريع الصرف الصحي.

ودعا المشاركون إلى مساعدة الوحدات الإدارية بدفع بدلات الاستملاك وحل المشاكل المتعلقة بمشروع التأمين الصحي وإيجاد فرص عمل بالبلديات للأطباء البيطريين وتقديم إعانة للمنطقة الصناعية في صلخد والإسراع بإنجاز السكن الجامعي ومشفى شهبا.

واقترحوا إحداث جامعة خاصة بالسويداء وإدراج رواتب العاملين بالوحدات الإدارية ضمن الموازنة العامة للدولة ودعم مجلس بلدة قنوات لاستكمال تأهيل المنازل الأثرية القديمة ووضع حد لارتفاع الأسعار في المحافظة وإحداث أسواق شعبية وتفعيل الأمانة الجمركية بالسويداء واعتماد برنامج عمل تطوعي للشباب والاستمرار في برنامج تشغيل الشباب وتحويل موظفيه إلى دائمين.