دام برس:

أثبتت وقائع مؤتمر جنيف للعالم كله وبالصوت والصورة أن الإعلام السوري رديف حقيقي لما يحققه الجيش العربي السوري والدبلوماسية السورية من انتصارات حيث ارتقى بحسه الوطني العالي إلى مستوى المسؤولية ونقل الوقائع بشفافية وجرأة في الطرح والنقاش وتوجيه الأسئلة المركزة رغم محاولات الإقصاء التي تمكن الإعلاميون السوريون من كسرها منذ اللحظات الأولى.

واعتبر مدير إذاعة شام اف ام سامر يوسف أن المؤتمر كان تحديا للوفد الإعلامي المرافق حتى يكون على حجم الحدث مضيفا "إن ما وصلنا من أصداء من سورية أو حتى من الإعلاميين الموجودين هنا دل على أن أداء الوفد كان على المستوى المطلوب".

ولفت يوسف إلى أن الإعلام السوري كان مظلوما على مدى ثلاث سنوات إلا أنه استطاع خلال هذا المؤتمر استعادة حقه حيث عبر عن وجهة نظر سورية للمرة الأولى بهذا المستوى كما كان سببا للانزعاج الكبير الذي أبدته بعض القنوات التي تعودت أن تكون الصوت الوحيد الذي يتكلم واستطاع الوفد الإعلامي السوري تعرية أكاذيبهم من خلال الحجة والبرهان.

وأشار يوسف إلى أنه من خلال جدالاتنا مع بعض أعضاء "الائتلاف" والإعلاميين المرافقين لوفد "الائتلاف" لاحظنا بأن لديهم مشكلة كبيرة فهم لا يرون إلا جزءا من الشعب السوري وكنا نسألهم كيف تدعون أنكم ممثلون للشعب وأنتم تتجاهلون الجزء الذي لا يقف معكم.

من جهته رأى مراسل جريدة السفير في باريس محمد بلوط أن الوفد الإعلامي الرسمي كان مكملا لدور الوفد المفاوض واتسمت تغطيته لوقائع المؤتمر بالانفتاح والمرونة ولاسيما خارج قصر الأمم المتحدة وعلى شاشات التلفزيون وخارج المؤتمرات الصحفية مع استمرار طرح أسئلة تتعلق مباشرة بما كان يطرحه الوفد الرسمي المفاوض داخل الغرف المغلقة وخصوصا ما يتعلق بترتيب الأولويات ورؤية الوفد لبيان جنيف.

ولفت بلوط إلى أن الوفد الإعلامي الرسمي حاول أن يبني جسورا مع الجميع واستقبل خارج قصر الأمم المتحدة أمام الكاميرات شخصيات من "المعارضة" لافتا إلى التحضير الجيد لتغطية المؤتمر مشيرا في الوقت نفسه إلى حالة من التوتر والمنافسة بين الإعلاميين سواء المرافقين للوفد الرسمي السوري أو وفد "المعارضة" الذي عمد إلى طرح مواقف ليس لها علاقة مباشرة بالموضوع الصحفي أو الأسئلة الصحفية ولا بالبحث عن المعلومة ما حول في كثير من الأحيان المؤتمرات الصحفية إلى منابر لتمرير مواقف ولاسيما في اليومين الأول والثاني من المؤتمر حيث ذهب البعض إلى الحد الأقصى من ترويج المواقف وتناسوا أنهم إعلاميون.

وقال بلوط "كان هناك خلل بميزان القوى إعلاميا لمصلحة الوفد الإعلامي المرافق للوفد السوري الرسمي" من حيث النشاط وليس العدد في حين حاول الطرف الآخر التعويض عن ذلك عبر قنوات مؤيدة لوفد "الائتلاف" مثل الجزيرة والعربية.

وأشار مدير قسم الأخبار في التلفزيون السوري حبيب سلمان إلى أن الإعلام السوري استطاع خلال المؤتمر أن يكون صوتا وصورة لنقل الواقع في منصة تعد من أهم منصات العدوان على سورية على مدى ثلاث سنوات حيث استطاع لفت الانتباه بشكل مميز ومفيد لقضايا الوطن وإيضاح الحقائق أمام الإعلاميين الآخرين الذين تعودوا ألا يسمعوا إلا بإذن واحدة ولا يروا إلا بعين واحدة.

ولفت إلى أن التنسيق الجيد والكبير بين الإعلاميين السوريين ساعدهم في دحض الكذب والادعاءات التي يروجها أعداء سورية من جهة وإيضاح الحقائق خلال المؤتمرات الصحفية لوفد "الائتلاف" من جهة أخرى مؤكدا أن الوفد الإعلامي السوري جاء إلى جنيف محملا بقضايا الوطن ومؤمنا بعدالة هذه القضايا التي جاء يتحدث عنها.

وذكر سلمان أن الوفد الإعلامي المرافق لـ "الائتلاف" بدا عليه التوجس لأنه تدرب في مخابر شبيهة بتلك التي خرج منها أعضاء وفد "الائتلاف" التي لا تريد الخير لسورية مضيفا "فتحنا نقاشا مع هؤلاء وكنا منفتحين معهم بأسلوب هادئ ولاحظنا أن لديهم كما من التضليل وغسيل الدماغ الذي خضعوا له والتعصب لأفكار مسبقة".

وأكد سلمان أن الوفد الإعلامي السوري فرض وجوده منذ اللحظة الأولى قبل المؤتمر الصحفي لـ بان كي مون وخلاله عندما استطاع أعضاؤه انتزاع حق توجيه سؤال من سكرتير بان كي مون بعد أن حاول إقصاء الإعلاميين السوريين حيث كان ذلك نقطة الانطلاق الإعلامي خلال باقي أيام المؤتمر بهدف إيصال الحقائق بشكل عادل.
سانا