دام برس - متابعة -اياد الجاجة:
بعد اسبوعين من المحاصرة والعمليات العسكرية في بلدة النبك، انهت القوات العربية السورية مدعمة بعناصر من الدفاع الوطني سيطرتها الكاملة على البلدة ب بحسب اعتراف المجموعات المسلحة التي عزت بعض اطرافها السبب الى الانسحاب المفاجئ لما يسمى «لجيش الاسلام» بقيادة الإرهابي زهران علوش من المنطقة.
فقد تكشفت يوما بعد يوم اهمية معارك الكر والفر التي شهدتها النبك ودير عطية وقارة، والتي تبين انها ليست بسبب هذه البلدات بحد ذاتها انما بسبب الطريق السريع الذي يربط حمص بدمشق. فالمجموعات المسلحة اعتبرت ان قطع هذا الطريق من اهم انجازاتها العسكرية، حيث تخوض هذه الايام معارك قطع خطوط الامداد، بحسب المراقبين العسكريين، من هنا اهمية البلدات التي يمر عبرها هذا الطريق المستخدم في ايصال صهاريج الوقود الاتية من الشمال السوري الى دمشق، اذ خلال الاسبوعين الماضيين تمكنت من قطعه ما انعكس بشكل كبير على حركة الدبابات والاليات العسكرية التابعة للجيش والتي تحتاج بحسب الخبراء يوميا الى ثلاثة ملايين ليتر من الديزل لتنفيذ مهماتها عبر مناطق القتال المختلفة، ما دفع القيادة العسكرية في الايام الاخيرة الى استخدام طريق امدادات بديل لكن غير سهل، اذ بدلا من قطع مسافة خمسين كيلومترا عبر اوتوستراد حمص – دمشق، اعتمد طريق بديل يمتد بطول مئتين واربعة وستين كيلومترا من منطقة السلمية – الفرقلس – بامات باتجاه ابوشامات ومنها الى ساحة الامويين في دمشق، بل بقي غير آمن نظرا لطول الطريق.
من هنا كان قرار القيادة السورية بحشد قواتها وتطهير هذه المناطق لتأمين الطريق السريع الواصل الى دمشق.
وعليه فان خريطة جبهة القلمون حاليا اصبحت كالتالي «سيطرت القوات العربية السورية على بلدات قارة ودير عطية وعلى النبك وهو الاهم نظرا لموقعه المباشر على الطريق السريع، ما يعني عمليا ان هذا الطريق اصبح خارج المرمى المباشر للمقاتلين المرتزقة، وهنا يؤكد المحللون ان عين القيادة العسكرية السورية الان موجهة نحو بلدة بيرود الواقعة الى جانب رنكوس والتي تعتبر اخر معاقل المرتزقة على هذا الخط. ما يعني عمليا بانتهاء المرحلة الاولى من معركة القلمون.
وتؤكد مصادر عسكرية مطلعة ان الجيش العربي السوري غير من تكتيكاته، واصبح يعتمد على العمليات النوعية على امتداد الجغرافيا السورية. حيث العنوان الاساسي هو الحسم العسكري المتدحرج وان بسرعات متفاوتة، وتؤكد المصادر ان عمليات التشويش التي بدأت منذ اسبوعين ما زالت مستمرة وانها طالت سلاح الجو السوري ايضا لمنعه من استهداف وحدات المقاتلين واعتبرت ان القيادة السوري تعتبر ان المعركة مع الارهاب تقاس بالنتائج وليس بالزمن او الكلفة.
الى ذلك اشارت المصادر العسكرية ان الجيش السوري وبالتوازي مع عمليات القلمون يقوم بعمليات نوعية في درعا وريف القنيطرة كذلك في المنطقة الوسطى التي لها حساسية خاصة كونها تشكل عقدة مواصلات ونقطة انطلاق من والى دمشق الى بقية المحافظات، وقد تمكن الجيش السوري، بحسب المصادر، من فتح الطريق من حماه الى السلمية الى خناصر والى حلب، كما ان طريق حلب الرقة اصبح في قسم كبير منه تحت سطرة القوات الحكومية كما ان الطريق الى تركيا عبر الباب اصبحت تحت مرمى نيران القوات السورية وهذا يعني قطع طرق الامداد والتواصل والدعم اللوجستي.
وتتابع المصادر ان الخناق بدأ يضيق على جبهة القلمون من القصر غربا الى شنشار ونزولا الى طريق دمشق – حلب في اتجاه قارة وجنوبا نحو النبك – يبرود – الرحيبة وصولا الى درعا – دوما وحرستا حتى داريا. وبحسب الخطط الموضوعة فان عمليات القضم التدريجي قد بدأت بهدف اقفال المعبر الجنوبي الوحيد المتبقي داخل الاراضي السورية باتجاه جديدة عرطوز – يعفور وصولا الى دير العشائر داخل منطقة رنكوس ومنطقة التل شمال برزة، وهكذا تصبح جميع قوات المسلحين محاصرة بين سلسلة جبال الشرقية من الخلف والقوات السورية والحليفة من الامام.