دام برس- فرح برو :

تسعة أعوام وفلاحو الغاب في محافظة حماة ينتظرون أن يتلمّسوا التطوير الذي سيقدمه إحداث الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب لنقلها من مؤسسة استثمار الغاب وما استثمرت شيئاً إلى هيئة تطوير الغاب والتي لم تقدم هاتين الكلمتين للغاب إلا حروفهما  ( استثمار – تطوير ) بفضل المدراء القائمين عليها والثابتين عشرات السنين على مقدراتها .

بالتأكيد لم ينتظر الفلاحون تطويراً خيالياً !!!! كردفهم بأصناف بديلة مقاومة للأمراض وتقلبات الطقس ولحالة الجفاف المذرية التي عمت السهل الواسع ، أو إرشادات زراعية حقيقية تصحح أخطاءهم في طرق الزراعة بما يعود عليهم بإنتاجٍ أفضل ، ولا حتى حلول بسيطة وليست جذرية لكميات المياه المهدورة في الشتاء والمفقودة في الصيف .

بل أضعف الإيمان أن يتم تعزيل المصارف وخطوط الري لتصفية المياه التي تغمر المحاصيل في الشتاء ، وإيصال ما تيسر من مياه سقاية في الصيف ، بما يتطابق ولو لـ /1%/ بما يرفع من تقارير حول ما ينفذ من خطة التعزيل والتي لا تقارب الواقع بصلة ، حيث يكون وقود الآليات قد سرق قبل أن تبدأ عملها .

ناهيك عن الطرق الزراعية الوعرة التي يعاني الفلاح كثيراً لإيصال مستلزمات الإنتاج إلى أرضه من كثرة الوحول في الشتاء ، وفي الصيف يأكلها الهشير ليضطر إلى استخدام الأدوات البدائية لفتحها وخاصة في المقاسم من ( 7 إلى 47 ) التي تقدر بآلالف الدونومات  .

وأشياء كثيرة لا يسعنا ذكرها تخطو بالزراعة خطوات يومية إلى الوراء ويهدد أمننا الغذائي كل يوم  .

لكن المستغرب أن تكون كل التقارير المرفوعة إلى الوزارة توضح أن العمل جارٍ على ( عنق ورأس ) خصوصاً ما يتعلق بالتنفيذ الوهمي للخطة الزراعية ، أو بعدم تعرض المحاصيل الإستراتيجية  في السنوات الأخيرة للإصابة المتكررة بالأمراض وخاصة صدأ القمح و الأمراض الفطرية والذي برهن عنه التدني الملحوظ للإنتاج موسم بعد آخر ، والذي يعود بالخسارة الفادحة على الفلاح وحرمانه من الدعم الحكومي .

والكل يعرف لما يرفع المدراء تقاريرهم المثالية ، طبعاً لكسب رضا الأسياد في زمن غابت فيه الرقابة .

الكلام يطول و التطوير عجلته متوقفة والإدارات ترعى مصالحها الشخصية والفلاح يلعنه الحقل وأزمة الأخلاق تتفاقم والكل في الفساد يسبحون ....وللحراج منا نصيب  والحديث له تتمة