دام برس: - أحمد صارم :
رغم وحدة الهدف المتعلق بإسقاط النظام و الدولة ، إلا أن اختلاف بقية الأهداف و مصادر التمويل و هويات المقاتلين يفرز المعارضة المسلحة في سورية إلى ثلاث أقسام رئيسية ليست متوافقة فيما بينها بل تحدث بينها المعارك أحياناً.
القسم الأول و الأقوى : التوجه القاعدي
يضم تنظيم دولة الإسلام في العراق و الشام بشكل أساسي و عدد كبير من المجموعات الأقل مثل جبهة النصرة ، قادتهم مجهولون و أكثر المقاتلين غير سوريين. الهدف النهائي هو إقامة دولة الخلافة الإسلامية في سورية و العراق و "محاربة الكفار" حتى ولو كانوا من المعارضين الآخرين ، و يسيطرون على أغلب المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة مثل الرقة – الطبقة – منبج – إعزاز – الباب – الميادين و مناطق واسعة في ريف حلب الشمالي. مصدر التمويل سعودي بالدرجة الأولى و يرفعون الأعلام السوداء الخاصة بالقاعدة.
القسم الثاني : "الجيش الحر"
الهدف المعلن هو إسقاط النظام و إنشاء دولة مدنية بعكس الواقع و ما تشير إليه الأسماء الدينية لعصاباته التي ليس لها قيادة واحدة و لا مصدر تمويل واحد ، و لكن بكل الأحوال وجوده إعلامي غالباً و شبه معدوم على الأرض ، فبين مقتل أغلب عناصر كتائبه و تنسيقياته أو فرارهم إلى تركيا و عدول البعض عن القتال و سقوط المزيد من مناطقهم بيد "داعش" و انضمام آخرين لها لا يبقى لهم شيء يذكر ، و من هؤلاء "كتائب الفاروق" في حمص بقيادة عبد الرزاق طلاس الذي اختفى فجأة عن الواجهة مع عصابته و تنسيقيات المدن ، قامت قطر بتمويل الكثير من تلك العصابات عبر ائتلافها و لا تزال تدعم بعض العصابات في بعض المناطق بالإضافة إلى الولايات المتحدة التي أعلن وزير خارجيتها منذ يومين أنه قد تم صرف مبلغ ملياري دولار على الموضوع السوري.
القسم الثالث: عصابات السرقة و النهب:
قد يكون من أهداف تلك العصابات هو إسقاط النظام لكنها أساساً تعتاش على الأزمة و تزدهر باستمرارها ، يقوم قادة تلك العصابات ببناء ثروات هائلة عبر السرقة (خصوصاً الممتلكات العامة و المنازل) و عمليات الخطف و السلب و العمليات العسكرية مدفوعة الأجر. أغلب المنضوين في صفوف تلك العصابات هم من السوريين الذين كانوا قبل الأزمة من سيئي السمعة و "الزعران" و تحولوا بين ليلة و ضحاها إلى قادة كتائب و أصحاب رؤوس أموال و من أشهرهم أحمد عفش قائد "لواء أحرار سوريا" الذي سرقت عصابته معامل منطقة الليرمون في حلب و كذلك خالد حياني قائد "شهداء بدر". تنشط هذه العصابات داخل المدن الكبيرة بشكل أساسي.
وجود هذه الأنواع الثلاثة من المقاتلين يجعل من المستحيل التوصل إلى أي حل سياسي في سورية ، فأصحاب التوجه القاعدي المتطرف ليسوا أهلاً للحوار على افتراض أنهم سوريون أساساً ، و بقية العصابات أمرها بيد أسيادها أو ليس لها مصلحة بأن تنتهي الأزمة ، و بين هذا و ذلك لا يوجد حل سوى دعم الجيش الوطني السوري لدحر هؤلاء الحثالات على اختلاف أنواعهم و أشكالهم حتى تعود سورية وطناً جميلاً للسوريين.