خاص - دام برس - بلال سليطين

تقول روايات الناجين من هجوم مجموعات تنظيم القاعدة على عدد من القرى في ريف اللاذقية أن عائلات بأكملها تم قتلها على يد مسلحين متعددي الجنسيات قاموا بالاعتداء على قرى "حمبوشية، بارودة، بلوطة، أوبين، استربة، بيت شكوحي" يوم الأحد /4/8/2013/.

وتشير الروايات أن أطفالاً ونساء وشيوخاً ذبحوا وخطفوا ونكل بهم، وأن نساء حوامل تم بقر بطونهن وانتزاع الجنين من داخله وهن أحياء قبل أن يتم ذبحهن وذبح الأطفال.

هذه الروايات يؤكدها شهود ناجون وأهالي ضحايا التقى بهم دام برس خلال زيارته إلى ريف اللاذقية الشمالي الذي يشهد معارك ضارية في هذه الأثناء، التفاصيل:

على مشارف جبهات القتال كانت سيدة في الخمسين من عمرها تحمل صوراً لأربعة أطفال وتحاول التقدم نحو قرية "بارودا" تحت القصف والرصاص لكي تصل إلى طفلتها التي من المفترض أن تكون متواجدة في القرية مع ثلاثة أطفال صغار من أصدقائها كانوا ينامون عند خالتهم قبل أن يدخل المسلحون.

السيدة التي التقاها دام برس قالت أن أحد الناجين أبلغها بأن طفلتها مع الأطفال الثلاثة وأمهن شوهدوا آخر مرة في القرية بجوار بيت خالتهم وقد تعرضت الأم لاعتداء بالسلاح وأصيبت ووقعت أرضا وقد كان الأطفال بجانبها لكن أحداً ما لم يتمكن من إنقاذهم لان معظم أهالي قرية "بارودا" كانوا قد استشهدوا أو خطفوا ولم يبقَ إلا قلة قليلة استطاعت الهرب ونقل بعض المشاهد مما حدث.

والأطفال الذين فقد أي اثر لهم بعد دخول تنظيم القاعدة للقرية هم "سارة رزق"، والأخوة الثلاثة "إبراهيم واحمد ومريم قصيبة" أعمارهم بين /3/ سنوات و/12/ سنة.

ذبح الراعي "عبد العزيز الصايع" وزوجته وأطفاله في قرية "دار دوما":

السيد "أبو رامي" وهو من مدينة "سلمية" في ريف حماه ولديه منزل وزريبة في قرية "دار دوما"(محور أوبين) بريف اللاذقية منذ /6/ سنوات، كان قد أسكن راعياً في المنزل مع عائلته وكلفه مهمة رعاية الأغنام.

السيد "أبو رامي" أشار إلى أن المسلحين عندما دخلوا إلى القرية صباح يوم الأحد قاموا بذبح الراعي وزوجته وخمسة أطفال، وحدها طفلته الصغيرة نجت من الذبح.

والراعي المذبوح مع عائلته يدعى "عبد العزيز الصايع" وهو بالأصل من "عرب المشارقة" المتواجدين في ريف مدينة سلمية.

أبو بدر ناجٍ من القرى المحتلة يروي كيف احتلت قريته وكيف ذبحت عائلات بأكملها:

يقول "أبو بدر" عند احتلال قرية "أبومكي" انتفضنا وانتشرنا في أحراج القرية للدفاع عنها وكنا نحمل سكاكين وبوارد صيد وبعض الكلاشينكوف (نموت دفاعاً عن أرضنا)، ومع طلوع الشمس ظننا أنهم لن يهجموا علينا وأنهم انسحبوا، فعدنا إلى منازلنا ومن ثم انطلق كل منا إلى أرضه للعمل فيها.

وأثناء توجهنا إلى جهة قرية أبومكة وجدنا عددا من المسلحين يسرقون المنازل بما فيها حتى حديد وزجاج النوافذ كانوا يسرقونهم، وفي نفس الوقت كان هناك عشرات الجثث ظاهرة في شوارع القرية (أبو مكي) لأطفال ونساء تم قتلهم على يد هذه المجموعات البربرية.

وما هي إلا لحظات حتى وجدنا /5/ مسلحين يتقدمون نحونا وبدؤوا إطلاق الرصاص علينا قتل صديق ابني وأنا اختبأت بين الأشجار، ومن ثم تقدم نحو القرية مئات المسلحين وبدؤوا بإطلاق النار عليها، ومن ثم دخلوا إلى المنازل وقتلوا من تبقى فيها ذبحا وقاموا باقتياد بعض النساء والأطفال إلى القرى التي احتلت شرقاً.

يقول العم "أبو بدر" أن قرية "أوبين" هي الأقل خسائر بشرية بين القرى التي استباحها المسلحون حيث تمكن معظم أهلها من الهرب، بينما قتل من تبقى في القرية وقد عرف من الأشخاص الذين قتلوا /4/ عجزة لم يتمكنوا من الهرب وشخص عاجزٌ يجلس على كرسي نقال.

وعن بقية القرى قال العم "أبو بدر" الذي نجا من الموت بأعجوبة، لقد قتلوا الناس بدم بارد وذبحوهم بلا رحمة، ومن بين الأشخاص الذين ذبحوهم عائلات بالكامل.

والعائلات التي شوهدوا وهو يذبحون، أو شوهدت جثثهم:

غدير ديب وعائلته ذبحت كلها.

غسان قصيبة وعائلته ذبحت كلها

ناظم سليم وعائلته (أبناؤه وإخوته) شخص واحد من العائلة بقي حيا اسمه "رامز"

أربع عائلات من آل شحادة ذبحوا بالكامل

آل "مريم" ذبح كل من كان منهم بالقرية

وكذلك آل بدور.

العم أبو بدر يؤكد أن عدد الشهداء الذين تم ذبحهم وقتلهم في قرى ريف اللاذقية الشمالي فاق /150/ شخصا معظمهم ذبحوا ذبحاً.

وأكد "أبو بدر" أن مسلحي تنظيم القاعدة قاموا بقنص جميع الأشخاص الذين شاهدوهم وهم يهربون عن طريق الوادي وهو الطريق الذي هرب منه العم ولجأ الى قرية "وطى الخان" وأشار إلى أن عملية هربه استمرت من الصباح إلى المساء من شدة القنص في حين أن بإمكانه بالحالة الطبيعية اجتياز المسافة البالغة حوالي /2/ كم بفترة لا تزيد عن ساعة واحدة.

ريف اللاذقية أو ريف الدم كما يجب أن يسمى بعد معركة تحرير الساحل (أحفاد عائشة) بعد ان ارتكبت فيه مجازر لم يرتكبها المغول والتتار، إبادات جماعية وبقر لبطون نساء وذبح لأطفال، وكما علق أحد الناجين من الموت "إن الحيوانات تقشعر أبدانها من هول الجرائم المرتكبة".