دام برس – اياد الجاجة :
من المؤكد ان امريكا قامت بتنفيذ خططها والاستفادة من الاخطاء وتطويرها ابتداءً من حركة "ليش فاليسا" اليهودي في بولونيا حيث اطاحة هذه الحركة بالحكم الشيوعي ونصبت شخص لا يجيد القراءة ولا الكتابة رئيسا للبلاد وتابعت امريكا مخططها عبر تقسيم يوغوسلافيا وأيضا في اوكرانيا وما يسمى بالثورة البرتقالية وصولا الى لبنان فتونس ومصر واليمن وهي الان في سوريا.
كيف تنفذ المخططات في سوريا:
كان من المفترض ان تسقط سوريا خلال ثلاثة اشهر ويتم الانتقال بعدها الى ايران وروسيا والصين بالتدريج لذلك تم تجهيز حوالي 250 الف مرتزق معظمهم من دول اوروبا الشرقية حيث درب هؤلاء بحيث يقودوا العمليات وأردف هؤلاء بكل من يحتاج الى عمل ويقرر السفر الى الخليج اوالى لبنان او الى العراق و تقوم شركات مختصة تحت مسمى الجمعيات الخيرية بالاهتمام بهؤلاء وتحويلهم من حيث لا يدرون الى مرتزقة يحملون السلاح والمتفجرات مع مرور الايام .
فشلت المخططات ولم تسقط سوريا فتحول المخطط وأصبحت سوريا هي نهاية المخطط وليس مرحلة منه وزج بكامل الادوات وأصبح ما هو موجود بتصرف العمليات اعداد تفوق التوقع بدأت بمئات الالاف وبعد ذلك اصبحت بالملايين .
نعم بالملايين ولكي لا يحتج علينا محتج سأذكركم بما كتبته منذ حوالي سنة ونصف حيث ذكرت وقتها ان ما يوجد في سوريا حوالي 7 ملايين قطعة سلاح وان الاموال التي صرفت تجاوزت مئات المليارات ووقتها استغرب الناس هذا العدد واعتبروه تهويلا والآن يجمع الجميع على ذلك وأتذكر انني قدمت تقريرا مفصلا يتضمن نوعية المرتزقة ايضا وأعدادهم ولكن التضليل الذي كان يسيطر على السمع والنظر جعل القارئ يعتبر ان ذلك مبالغة لا تصدق .
اعود الان للقول ان امريكا جندت الملايين لتنفيذ مخططاتها وكان من المقرر ان يكون هذا المخطط زاحفا يصل الى سور الصين ولكن الفشل الذريع في سوريا جعل الامريكيين يضاعفون ادواتهم ويعتبرون ان نهاية المخطط سوريا لذلك اجتمعت كل ادواتهم وبكثافة كبيرة جدا وبتنوع كبير للأهداف وللقيادات حيث اجتمع كل عتاة الاستعمار والتخلف معا ضد سوريا.
الاهداف الرئيسية للأمريكيين:
من المعروف ان امريكا انسحبت من المنطقة وخططت للانسحاب منذ بداية الغزو على افغانستان والعراق مع بداية هذا القرن وكانت تعتبر ان الانسحاب هو شكليا كون اسرائيل ستشغل مكان امريكا ووقتها كانت امريكا متأكدة من الانتصار ومن تفكك العالم حسب مخططها لدرجة انها رفضت ان تعطي اوروبا شيئا وكانت تعول على اسرائيل فقط معتبرة ان الدول الاخرى ستفكك وان اوروبا تشكل خطرا اقتصاديا لأنها اعتبرت ان مصادر الطاقة اصبحت بيدها وان الصين ستتعثر وان روسيا لن تستطيع استخراج الغاز والنفط لأن نفط وغاز الخليج والعراق المسيطر عليه بالإضافة الى سوريا هو ارخص بكثير من كلفته في روسيا .
هكذا خططت امريكا وهكذا بنت الانتصار ، لذلك نجدها الان متورطة لدرجة كبيرة جدا فلاهي قادرة على التقدم ولاهي قادرة على الصمود وتراجعها من المنطقة اصبح خطرا عليها وعلى اتباعها فقد بدأت مرحلة لم تحسب لها حساب وهو الكشف الكامل للمخطط والتصدي بقوة له من قبل كل الدول المستهدفة .
لمــــــــاذا لا تجرؤ امريكا على البدء بالتدخل المباشر:
عندما يطلع الباحث على القوى العظمى والإمكانيات الهائلة التي زجت في الحرب على سوريا يتفهم خيبة الامل الامريكية وأذيالها ، وليس سرا ان امريكا قد باعت واشترت قادة عسكريين كبار وكذلك ضباطا ومقرات تنصت وسيطرة وأسلحة بكميات كبيرة وكانت تضع تحت تصرف المسلحين ارقام مالية خيالية فقد تم دفع اموالا مرعبة بكثرتها قبل بدء التحرك فقد ثبت بالدليل ان شركات متعددة الجنسيات قد وقعت عقود شراء ودفعت اموالا بمعدل 50 الف دولار لكل بيت في مناطق التوتر والاضطرابات وقد خولت المسلحين بفتح الجدران وإزالتها تحت مسميات الترميم وان اصحاب هذه المنازل قبضوا اموالهم بالكامل ومن ثم تم اجبارهم بالتبرع بقسم منها ولنأخذ مثالا داريا فقد ثبت ان بيوتها بيعت بالكامل كما حمص القديمة الى شركة الديار القطرية التي فوضت مجموعة من المكاتب العقارية بدفع اثمان هذه البيوت ،فداريا مثلا فيها حوالي 60000 بيت كل بيت تم دفع مبلغ 75000 دولار ثمنا له من قبل شركة الديار القطرية يعني بكل بساطة ان تمرد ومعركة داريا تم دفع مليارات الدولار ثمنا له بالإضافة الى ثمن الاسلحة والمسلحين وأيضا في بقية المناطق.
ليس غريبا الان الجزم وبالتأكيد ان الحرب التي خاضتها امريكا على سوريا كلفتها حتى الان اكثر من 2 تريليون دولار وهذا يعني ان الخسارة هائلة ولا ننسى ان ما يدفعه القطري والسعودي كان بطبيعة الحال سيذهب الى الخزينة الامريكية لأن عرب البعير لا يحق لهم امتلاك إلا الشيكات وتنفيذ اوامر الصرف الموقعة من قبل الامريكي.
هذه النتائج ترعب الامريكي وتجعله يفكر مئات المرات بضرب سوريا ولكن ما هي النتائج المتوقعة.
بكل بساطة اكد اوباما وحسب تقارير سربتها الصحافة الاسرائيلية لنتنياهو بان سوريا قادة على افشال اي هجوم صاروخي او جوي مهما بلغ وقال اوباما حرفيا لقد اعطى الدب الروسي خيرة اسلحته لسوريا واي حرب ستقع يعني ان المهجرين الاسرائيليين لن يجدوا سفينة تنقلهم الى اوروبا.
ولنكن واقعيين امريكا تملك قوى رهيبة وإسرائيل ايضا ولكن هؤلاء مهما بلغوا من قوة فلن يحققوا انتصارا على سوريا قد يدمروا ويقتلوا ولكن كما قال الاسد الخالد :
ان اسرائيل وامريكا قادرة على تدمير سوريا عشر مرات ولكننا نحن قادرون على تدمير اسرائيل مرة واحدة على الاقل وهذا يكفي.
الوضع الميداني:
كثيرا ما نكتب عن الوضع الميداني ولكن في الحقيقة الوضع الميداني لا يقاس بالمناطق فهو متعدد المناطق وهناك حوالي 2000 نقطة اشتباك وعندما تذكر منطقة ويتم نسيان البقية فهذا ليس حقيقة ما يجري وسأسوق مثالا على ذلك ما جرى في ادلب منذ ثلاثة ايام .
ففي ادلب حاولت جبهة النصرة والجيش الكر الهجوم على ادلب من عدة جهات وكانت النتيجة مقتل ما لا يقل عن 4000 مرتزق وهذا الرقم مؤكد مئة بالمئة ويمكن لمن لديه صديق في ادلب التأكد من ذلك مثلا هذا النبأ لم يذكر إلا كما تذكر نقطة تم فيها خسارة 4 شهداء ويتم القياس بمبدأ تم تصفية الحاجز الفلاني وتم صد هجوم للمسلحين في ادلب .
اذا نحن امام انتصارات حقيقية وأيضا امام اخفاقات في مناطق متعددة ولكنها بالمقارنة قليلة جدا ولا تذكر والأرض لنا والانتصار تحقق.
معركة الانتصار التام بدأت منذ لحظات فالقرارات ستصدر تباعا والتقدم نحو المناطق المتوترة بدأ.
سوريا تحمل شعلة النور فهي الشمس عبر التاريخ وخفافيش الظلام تبدأ بالهروب مع اشراقة هذه الشمس ،سوريا الحبيبة عليك السلام ومنك نستمد الحب والعطاء .