دام برس - أحمد حمزة الدرع
يبدو أنه في الوقت الذي أخذ فيه الكثير من الوزراء تعليمات السيد رئيس الجمهورية بلقاءات المواطنين وسياسة الباب المفتوح محمل الجد في بداية تشكيل الحكومة ، نرى أن القليل فقط هو من استمر في لقاءات المواطنين بشكل دوري أسبوعياً حسب اليوم الذي تم تخصيصه لهم والاستماع إلى مشاكلهم ، أحد هؤلاء الوزراء القلة في حكومة عادل سفر هو وزير التعليم العالي الدكتور عبد الرزاق شيخ عيسى الذي شكل يوم الأربعاء بالنسبة لوزارته حالة تفاعل مهمة مع المواطنين .
طبعا نحن وكعادتنا ولأهمية قطاع التعليم العالي ومخرجاته التي تشكل مدخلات مهمة لكثير من القطاعات الأخرى وتساهم في رفد محور التنمية بها بشكل فعال ، انطلقنا يوم الأربعاء صباحاً باتجاه وزرا ة التعليم العالي لنمضي سبعة ساعات متواصلة نستمع من خلالها إلى أهم ما دار بين وزير التعليم العالي ومراجعي وزارته .
كانت البداية مع أحد الطلاب الذي قال في شكواه للوزير بأنه قدم طلباً لنقله من كلية السياحة في جامعة البعث إلى جامعة دمشق وتمت الموافقة ولكن تم تحميله في جامعة دمشق عدد من المواد وطلب الطالب من الوزير إعفاءه من هذه المواد فكان جواب الوزير بأن الطالب الآن سوف يتخرج على خطة جامعة دمشق وليس خطة جامعة البعث ويجب تحميله المواد التي فاتته في جامعة دمشق.
طالب آخر وهو خريج هندسة بحرية طلب من الوزير أن يسمح له بالتسجيل مباشرة بهندسة الطيران ويريد استثناءً منه بحكم أن هناك بعض المواد المشتركة بين الاختصاصين ، فكان جواب الوزير بأن هذا لا يجوز وبإمكان الطالب التسجيل بهندسة الطيران بعد أن يتقدم بشهادة ثانوية عامة جديدة وعلامات تؤهله للدخول إلى هذا الاختصاص .

في حين قالت أحد الطالبات (التي بدأت بالبكاء ) للوزير بأنه تم فصلها من المعهد التقاني لإدارة الأعمال والتسويق بعد أن انتحلت طالبة أخرى شخصيتها وقدمت الامتحان بدلاً عنها وبعد أن اعترفت الطالبة بخطئها طلبت من الوزير مسامحتها وإعادتها للمعهد فأجاب الوزير بأن هذا الموضوع غير ممكن فالمخطئ يجب أن يتحمل نتيجة خطئه ولكن بإمكانها بعد مضي عامين أن تتقدم بطلب للرجوع إلى المعهد ويدرس الطلب .
قبول أوائل المعاهد المتوسطة في الكليات المقابلة يخضع لثلاثة شروط
طالب آخر جاء إلى وزير التعليم العالي يشكوه بأنه تم فصله بشكل نهائي من أحد المعاهد المتوسطة قبل ثلاثة أعوام ويطلب من الوزير إعادته إلى المعهد فجاوبه الوزير بأنه صدر قرار مؤخراً يسمح للطالب العودة إلى المعهد بعد مضي سنتين من فصله وطلب منه تقديم طلب.
أما (فادي ) وهو طالب من خريجي أحد المعاهد المتوسطة طلب من الوزير إعطاءه استثناء لقبوله مباشرة في الكلية المقابلة لاختصاص في الجامعة فكان جواب الوزير بأن هذا الأمر يخضع لثلاثة شروط الأول أن يكون الطالب قد أنهى دراسته في سنتين من دون رسوب والثاني أن يحقق على الأقل 75% من مجمل العلامة والشرط الثالث أن يوجد في الشعبة على الأقل /15/ طالب وهناك شرط غير محقق لدى الطالب وهو أن معدله أقل من 75% فلا يمكن قبوله في الكلية وأخذ فرصة طالب آخر أحق منه ، ولكن الوزير هنا نصحه بان يعيد الثانوية العامة مرة أخرى ما دام الطالب مصمم ويحقق مجموع عالي يخوله دخول الكلية التي يريد .
مجموعة من الطلاب كانت طلباتهم متشابهة من حيث فحواها الذي تضمن الموافقة على نقلهم بشكل استثنائي من جامعة البعث إلى جامعة دمشق ، ومن بينهم طالبة تدرس الأدب العربي في السنة الرابعة بجامعة البعث طلبت من الوزير إعطاءها استثناء ونقلها إلى جامعة دمشق فقال لها الوزير بأن الامتحانات بدأت ولا يمكن نقلها الآن ولكن الوزارة أصدرت قرار قبل وقت قريب يستطيع من خلاله طلاب جامعة البعث تقديم امتحاناتهم في الجامعة التي يختاروها والأقرب إليهم كما أنها تستطيع النقل في السنة القادمة بموافقة عميدي الكليتين حتى في حال رسوبها لا سمح الله .
يجب أن تتساوى فرص جميع المتقدمين

طالب آخر خريج كلية الطب دخل باندفاع إلى غرفة الوزير وطلب منه أن يعطيه بعثة أو منحة لمتابعة دراساته العليا خارج سورية فكان جواب الوزير بان هذا غير ممكن بسبب ان هناك اعلان بعثات يصدر ويتقدم إليه جميع الطلاب وله شروط ومعايير معينة تطبق على الجميع ويجب ان تتساوى فرص جميع المتقدمين ، وأضاف الوزير بأنه خلال شهر شباط القادم سيكون هناك امتحان وطني يتقدم إليه جميع خريجي الكليات الطبية وبناء عليه سيتم اختيار طلاب لمتابعة دراساتهم العليا في الجامعات السورية .

موظفة في وزارة الاقتصاد أيضاً قابلت وزير التعليم العالي وقالت له بأنها قبلت في الدراسات العليا في كلية الهندسة الزراعية هذا العام في جامعة البعث وتريد منه أن يستثنيها من تقديم أحد الأوراق الثبوتية (إجازة بلا أجر) إلى جامعة البعث حيث أنها موظفة جديدة ولا تستطيع وزارة الاقتصاد منحها إجازة بلا أجر ولكنها تستطيع (تدبر أمرها ) والدوام في الجامعة فقال لها الوزير بأنه لا يمكنه هذا فهذا النوع من الكليات العملية يحتاج الى التفرغ في دراسته فيجب أن تقدم هذه الورقة للمحافظة على الأمن العلمي ، بينما يمكنها بعد اجتياز سنة المقررات من أن تتابع بحث الماجستير حتى لو كانت على رأس عملها في الوزارة التي تعمل بها .
مجموعة من طلاب الجامعة الافتراضية أيضاً قابلوا وزير التعليم العالي وتقدموا بعدد من الشكاوى على الجامعة وطالبوا بمنحهم دورة تكميلية أسوة بباقي الجامعات وطالبوا أيضاً بعدم إعادة درجة الأعمال في حال رسوب الطالب في احد المواد ، وأن لا يدفع الطالب رسم المادة كاملاً في حالة رسوبه وإنما يكتفى بدفع نصف المبلغ ،وهنا كان اقتراح الوزير بعقد لقاء موسع بين رئيس الجامعة الافتراضية ونوابه وطلاب الجامعة لمناقشة جميع هذه المشاكل والمقترحات والوقوف عندها ومعالجتها .
طالب دراسات عليا (ماجستير ) قال للوزير بأنه يدرس دراساته العليا في نظام التعليم الموازي وطلب منه إعفاؤه من رسم التعليم الموازي بحكم ظروفه المادية فجاوبه الوزير بان هذا الموضع غير ممكن فهذه الرسوم تذهب لوزارة المالية ولكن بإمكان الطالب إيقاف تسجيله في السنة الثانية من الماجستير ريثما تتحسن أموره المادية .

لجنة الانضباط بمثابة محكمة والقانون يطبق على الجميع
أعضاء مجلس الشعب أيضاً كانوا من زوار وزارة التعليم العالي في يوم مقابلاته مع المواطنين حيث تقدم أحد أعضاء مجلس الشعب (نتحفظ عن ذكر الاسم) بطلب لنقل طالبة طب بشري في جامعة البعث سنة خامسة إلى جامعة دمشق فقال له الوزير بان القانون لا يسمح وهو يطبق على الجميع ولكن بإمكانها الآن تقديم امتحاناتها في جامعة دمشق كما يمكنها في السنة السادسة في كلية الطب أن تتقدم بطلب ويسمح لها بتقديم (الستاجات ) في جامعة دمشق .
مجموعة من الطلاب أيضاً كانت طلباتهم متشابهة حيث انه تم فرض عقوبات عليهم في لجان الانضباط نتيجة مخالفتهم التعليمات الامتحانية (الغش وغيرها..) ويرغبون من الوزير إعفاءهم من هذه العقوبات فكان جواب الوزير بأن هذا الموضوع يتعلق بالأمن العلمي لسورية وسوية الشهادات السورية وبان لجنة الانضباط هي بمثابة محكمة ويمكن للطلاب التقدم إلى لجنة التظلم إذا أحسوا بأنهم مظلومين بقرار لجنة الانضباط ويعتبر قرار لجنة التظلم نهائي وبمثابة حكم محكمة قطعي والعقوبة دائماً هي عقوبة تقويمية للطالب لكي يرجع بعدها وكله إصرار على متابعة دراسته والتفوق .
خريج من جامعة أرمينيا في اختصاص الصيدلة اعترض على عدم تعديل شهادته الجامعية في وزارة التعليم العالي وحين سؤال الوزير عن السبب تبين أن الطالب له دوام في احد السنوات الدراسية ثلاثة أشهر وفي سنة أخرى شهر واحد فقال الوزير للطالب بانه لا توجد أي جامعة في العالم يكون فيها الدوام بأحد السنوات شهر واحد وفي اختصاص طبي ، مضيفاً بان هذه امانة بين أيدينا ولا نستطيع تعديل شهادات طبية لطلاب لا يستحقونها فبهذا نكون الحقنا الضرر بوطننا وأسأنا إلى الأمانة وإلى القسم الذي أديناه أمام السيد رئيس الجمهورية .
فلاش :
• كان وزير التعليم العالي على اتصال مباشر مع رؤساء الجامعات وعمداء الكليات خلال استماعه لشكاوي المراجعين واستماع المراجعين بدورهم لاتصالات الوزير حيث قام الوزير بمعالجة العديد من الشكاوى والمشاكل الفردية فوراً.
• كان دائماً ما يرافق الوزير في مقابلاته مدير شؤون الهيئة التعليمية في الوزارة ومدير الشؤون القانونية الذي كان يشرح تفاصيل التعليمات القانونية ولكن الوزير كان يأخذ استثناءاته أيضاً بحكم القانون و كلما دعت الحاجة للمساعدة بحكم الأزمة الراهنة.
• كان غالباً ما يركز الوزير في إجاباته على مبدأ تكافؤ الفرص الذي كفله الدستور السوري لجميع المواطنين وخاصة حين طلب الاستثناءات التي تفضل طالب على آخر.
• تم تخصيص العديد من الكراسي خارج مكتب الوزير ليجلس عليها المراجعين بانتظار دورهم وكان هناك قسم العلاقات العامة في الوزارة ينظم دورهم ويستقبلهم.