دام برس- سومر إبراهيم :

قال المهندس أحمد قاديش معاون وزير الزراعة في حديث خاص لـ دام برس : إن تربية الدواجن والمواشي المنزلية تعدّ نشاطاً مثالياً للأسرة الريفية السورية و للنساء فيها بالتحديد لأن من يقوم بصورة تقليدية بها هي الإناث وهي تشكل مصدر دخلٍ إضافي وقد يكون رئيسي كحلول بديلة من أجل حماية وتدعيم الأسرة السورية الريفية ككل والأكثر تضرراً تلك التي باتت ترأسها النساء ، وهذه التربية ليست محدثة  بل هي قديمة ومتوارثة في الريف السوري الذي يمتلك كل مقومات العطاء والخير ولكن ربما قبل الأزمة قل اهتمام الأرياف بها لأسباب عدة منها توافر المادة بالأسواق بكثرة وبأسعار تجعلها بمتناول أي فرد أياً كان دخله مما يجعلها لا تستحق عناء وجهد التربية في المنزل ولكن خلال الأزمة انتعش هذا النشاط الريفي وتنبهت الجهات المعنية لأهمية تعزيزه ودعمه ، وكان لوزارة الزراعة اليد الطولى في دعم هذا النوع من التربية المدرّة للدخل عن طريق منح إنتاجية تشمل بذار قمح وبذار شعير وأغنام ودجاج وأعلاف وأدوات بيطرية على شكل مساعدات عاجلة بالتعاون مع الفاو .

وذكر قاديش أن عدد المستفيدين من هذه المنح منذ بداية هذا العام بلغ 77257 أسرة ، حيث تم توزيع حوالي 3,58 مليون كغ غرام من بذار القمح على 14320 أسرة في كل من محافظات ريف دمشق وحماة والغاب وإدلب وحلب والحسكة بمعدل 250 كغ لكل أسرة ، أما بالنسبة لبذار الشعير فقد بلغ عدد المستفيدين 4769 أسرة في نفس المحافظات المذكورة ، كما تم توزيع 762 رأس من الأغنام على 381 أسرة في محافظة دير الزور بمعدل رأسين لكل أسرة ، وتوزيع 57225 كغ من الأعلاف لهذه الأسر ، وبلغ عدد المستفيدين من الأدوية البيطرية المجانية 57024 أسرة .

ونوّه قاديش أن مشروع تطوير الثروة الحيوانية هو الموجه بشكل مباشر لدعم هذه الأسر وخاصة صغار المربين ممن يمتلك أقل من ثلاثة أبقار أو عدد قليل من الأغنام ، حيث تقوم الوزارة بحملات دورية لتحصين الثروة الحيوانية بتقديم أدوية بيطرية مجانية على مستوى القطر ، وتم إحداث ما يمكن تسميته بصناديق دوارة لتقديم قروض صغيرة لهذا الأسر لتشجيعها على إحداث مشروع صغير كشراء بقرة أو مجموعة من الأغنام أو خلايا نحل أو دجاج أو آلة خياطة وغيرها وهذه القروض تصل إلى حوالي 150 ألف ليرة لكل أسرة وهي تعتمد على المجتمع المحلي في طرق التوزيع حيث يتم وضع مبلغاً من المال في كل صندوق والمجتمع المحلي يقوم بإقراض الأسر الأكثر ضرراً وحاجة ويتم تسديد القرض على فترة زمنية ليتم منح ما يتم تسديده لأسر أخرى بالطريقة الدوارة وعملية الإقراض والتسديد تعتمد كما قلنا على المجتمع المحلي الذي يتميز بعادات وتقاليد وعلاقات اجتماعية متينة . فهذه التربية تؤمن احتياجات الريف من هذه المنتجات وتخفف عن المدينة من الطلب مما يخفف من الضغط وكان لهذه النشاطات دوراً إيجابياً في صمود الريف السوري .

وبين معاون وزير الزراعة أنه تم إحداث مشروع تنمية المرأة الريفية التي توجه بشكل مباشر خلال الأزمة إلى الأسر التي فقدت معيلها كزوجات الشهداء والمعاقين والمصابين وقدم مشاريع صغيرة تدعم هذه الأسر والعائلات وتؤمن لهم الدخل المناسب ، وفي بداية العام الحالي تم توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الشؤون الاجتماعية لإطلاق مشروع التنمية الريفية المتكاملة لاستهداف القرى والمناطق الأكثر تضرراً ويستهدف هذا المشروع 33 قرية في محافظة طرطوس وهو يعد منهجاً لتنظيم العملية التنموية في القرى والمناطق الأكثر تضرراً يعتمد المشاركة الشعبية للمجتمع الريفي المحلي بكل فئاته من شباب ونساء وشيوخ وقادة محليين عن طريق تعبئة الطاقات والموارد المتاحة محلياً لتطوير التعاون والاعتماد الجماعي على الذات كوسيلة رئيسية للتنمية والتقدم ، و الفئات المستهدفة في هذا المشروع هي بالدرجة الأولى الأسر المتواجدة في هذه القرى وبشكل خاص النساء الريفيات والشباب الريفي العاطل عن العمل ومن ثم الفئات الشعبية والشباب والأفراد المعوقين والمتقاعدين والمتزوجين الجدد كمستهدفين من مخرجات المشروع .