دام برس:

 بخطواته المتسارعة والواثقة والمدروسة يواصل الأولمبياد العلمي السوري مساراته كمشروع علمي وطني استراتيجي عناوينه الرئيسية:
 تميز وإبداع.. وتألق وتجدد.. وإنجاز واعتزاز.. وإشراق وآفاق..
هي عناوين استراتيجية لمشروع الأولمبياد العلمي السوري الآخذ بالتطور والتنامي بسرعة زمنية قياسية تمكن خلالها من بناء قاعدة علمية هامة في جيل الشباب.
شباب متميز وطامح وجد المناخات الملائمة للتطوير وتنمية تميزه العلمي إلى إبداع تألق محليا وتوهج دوليا.. وتوج الجهد والعمل بإرتقائه منصات التتويج العالمية..
ويمضي مشروع الوطن في الكشف عن التميز وتفعيله وتطويره.. وبتجدده المعهود وتوسيع دائرة عمله يمتد عمل الأولمبياد العلمي السوري محققا إضافة هامة وغير مسبوقة مع إشراك المدرسين في منافسات العلم.. هي منافسة مع الذات قبل أن تكون منافسة بين زملاء العلم..
إنه الأولمبياد العلمي (التجريبي) للمدرسين الذي أقامته الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري بالتعاون مع وزارة التربية.
عن الأولمبياد العلمي الأول للمدرسين وما وصل إليه يقول رئيس الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري الأستاذ عماد العزب:

      لأن الأولمبياد العلمي السوري مشروع وطني استراتيجي يهدف لبناء جيل معرفي مبدع باختصاصه العلمي.. ومتألق على الصعيد المحلي والعالمي.. ومقبل على مستقبل علمي أكثر تميزا مع كسب مواهب الوطن الشابة والطامحة في مساحات العلم وميادينها البحثية.. فقد كان من الطبيعي لذلك الأولمبياد المعروف بالتجدد والتنامي أن يسعى لكل ماهو جديد ومفيد وداعم لتعزيز ذلك المشروع العلمي الكبير كي يشمل الطرف الآخر في معادلة (العلم والتعلم) وهو المدرس. ومن هنا جاءت فكرة دعوة المدرسين إلى منافسات الأولمبياد العلمي السوري. في خطوة هامة تحمل تنفيذا استراتيجيا لأحد أهداف الأولمبياد العلمي السوري الذي يسعى لعكس حال التميز العلمي وإبداعاته التخصصية على الواقع التعليمي في المدارس والمساهمة في تعزيز المسألة التدريسية والإرتقاء بسوية علومها. وبالطبع لن يتم ذلك مالم يدخل المدرسون إلى عالم الأولمبياد ويخوضون غمار منافساته ويدخلون في ثناياه العلمية ومعارفه. وقد لمس العديد من المدرسين الذين خاضوا المرحلة الأولى لأولمبياد المدرسين, لمسوا ارتفاع درجة الصعوبة في الأسئلة العلمية التي يتعامل معها الأولمبياد. لدرجة أن بعضهم واجه صعوبة في حلها, علما أن تلك الأسئلة تقدم لطلاب الأولمبياد العلمي السوري, وهذا يكشف مدى التطور الذي وصل به الأولمبياد العلمي مع الطلاب في سورية من خلال المنافسات العلمية المتتالية واختباراتها المعروفة بارتفاع مستواها وصعوبتها البالغة, أو بالتأهيل والتدريب الذي تقدمه الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري بالتعاون مع اللجان العلمية المركزية عبر برامج ومناهج تنفذ على مدار العام. وهذا ما أوصل أبناء سورية لتحقيق إنجازات عالمية وارتقاء منصات التتويج لأهم وأكبر استحقاقات العلم العالمية لهذه الشريحة العلمية والفوز بميدالياتها البراقة ورفع علم الوطن عاليا خفاقا في أكبر وأهم حدث علمي عالمي.
·        ويضيف (العزب):

      بالطبع فإن الإختبارات العلمية للتصفيات النهائية حافظت على ارتفاع مستواها العلمي. بل كانت ذات مساحة علمية أوسع وأعمق, والتي أقيمت في دمشق بمشاركة (105) من مدرسي مرحلة التعليم الثانوي في محافظات (دمشق – ريف دمشق – طرطوس – اللاذقية) ممن تأهلوا من تصفيات المحافظات التي جرت في آب الماضي بمشاركة (344) مدرس ومدرسة تنافسوا بكل من علوم (الرياضيات – الفيزياء – الكيمياء – المعلوماتية – العلوم الطبيعية).
وعلى مدى (4) ساعات متواصلة تسابقت الأفكار على مضمار العلم في خطوة فريدة وغير مسبوقة لدينا.
وقد لمسنا على أرض الواقع التحسن النسبي في أداء المدرسين المتأهلين للتصفيات النهائية, حيث بدا المستوى العام للأداء والعلامات أفضل, والأهم ذلك التفاعل الذي ظهر من المدرسين المشاركين في التصفيات المركزية مع مسألة الأولمبياد واختباراتها المحفزة للتطوير وتعزيز القدرات. حيث الكشف على المواهب العلمية في التدريس أيضا.
ولا شك أن وجود مدرسي مرحلة التعليم الثانوي في علوم الأولمبياد وإطلاعهم على المستوى العلمي لإختبارات الأولمبياد يخلق نوعا من  التنافس فيما بينهم أولا. وتنافس وتحدي للذات حيث الرغبة في التطوير والسعي إلى تحديث المخزون العلمي ومعارفه التي لا حدود لها. وبالطبع فإن تطور المدرس سوف ينعكس على تطور الطالب نفسه. وبالمحصلة فالتطور هو للعلم في هذا الوطن الحبيب الذي قدم ويقدم الكثير للعلم والتميز والإبداع والبحث العلمي. فأولمبياد المدرسين يهدف إلى بناء شريحة مبدعة من المدرسين عازمة على مواكبة التطور المستمر في العملية التدريسية. وقادرة على الإنخراط في البرامج البحثية وبرامج التمكين التدريسية. وتنمية روح التنافس الإيجابي بين المدرسين. وإبراز الموهوبين في تلك الإختصاصات على مستوى المدرسين وتشجيعهم على تنمية قدراتهم العلمية. وبث روح التعاون بين المدرسين وتبادل الخبرات فيما بينهم. وتعزيز ثقافة الأولمبياد العلمي بين الكوادر التدريسية وزيادة اهتمام المدرسين بالأولمبياد العلمي. واكتشاف المتميزين من الكوادر التدريسية والإستفادة منها في جوانب مختلفة.

ويختم رئيس الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري:

يشارك في هذا واليوم التنافس النهائي للوصول إلى الأوائل في كل مادة علمية على مستوى القطر وينتظرهم التكريم (المادي – العلمي – المعنوي – المهني). وستكون لهم أولوية التعيين في المركز الوطني للمتميزين, والإستفادة من كفاءاتهم كمدربين في الأولمبياد العلمي السوري.. والمشاركة في عضوية اللجان العلمية الفرعية في المحافظات.. كما ستكون لهم فرصة لإشراكهم في عملية تأليف وتطوير المناهج في وزارة التربية.
على أمل أن يخرج أولمبياد المدرسين عن إطاره (التجريبي) في العام القادم, ذلك الإطار الذي دفعنا لإقتصاره على عدد محدد من المحافظات والمشاركين. لكن في العام القادم سيشمل أكبر عدد ممكن من المشاركين ومن كافة محافظات القطر.
وبالنهاية فإن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة, وهاهي الخطوة قد بدأتها الهيئة الوطنية للاولمبياد العلمي السوري بالتعاون مع وزارة التربية, وأعتقد بأن تفاصيلها العلمية سوف تدفع نحو تعزيز الفكرة وتعميقها واستثمارها, ونتائج التجربة الأولى أعطتنا الحماس والتشجيع للإستمرار. فالنتائج التي كشفتها منافسات الأولمبياد العلمي كانت بمثابة البوصلة التي تحدد المكان والمسارات الصح التي يفترض اختيارها للمرحلة القادمة وهذا ما تسعى إليه وزارة التربية, وربما شهدت إضافة لبقية العلوم.