Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الانتخابات الرئاسية انتصار مزدوج ليلة الاستحقاق والخطة الأمنية .. معلومات يكشفها الاعلامي حسين مرتضى

دام برس :

نجح الاستحقاق الانتخابي الرئاسي السوري، خرج طوفان بشري من ملايين المواطنيين وأحاطوا صناديق الاقتراع وأدلوا بأصواتهم، بمشهد ربما أكثر مما كنا نتوقع، أو إلى حدّ أقلّ ما كنت أتوقعه، على رغم كلّ الحذر والخوف والتهديد خصوصاً في دمشق وحلب، ما شكل مجرّد خروج السوريين إلى مراكز الانتخابات بحد ذاته إنجازاً، حيث شددوا على وحدة البلاد، جغرافياً من درعا إلى حلب، وأظهرت قدرة الدولة وانضباطها، وانّ الجميع ينتظم في محيط اجتماعي مدني واحد، بعيداً من الخصوصيات العرقية والطائفية.

الشارع السوري والذي غدا مزهواً بعد مشهد الانتفاضة الانتخابية في لبنان، على رغم عمل بعض القوى على إفشاله. لكن ما هو الإنجاز الأهمّ الذي استطاع السوريون تحقيقه في ذلك اليوم الانتخابي وما قبله وما بعده؟

ليلة الاستحقاق الرئاسي وما سبقها كانت من أكثر الليالي حذراً وترقباً واستنفاراً، كلّ من موقعه ومن مكانه يترقب، في ليلة الاستحقاق، كان الهدوء الحذر والسكون الذي يخيف. في اليوم نفسه وصلت وفود من دول عدة، تضمّ برلمانيين وحقوقيين جاؤوا ليراقبوا الانتخابات، وإعلاميين يمثلون عشرات القنوات، استعدوا، والهدف نقل ما سيجري يوم الاستحقاق وما بعده، ومتابعة الترتيبات اللوجستية والإدارية التي اكتملت، والأهمّ في تلك الترتيبات، كان حجم التحكم العسكري والأمني للدولة. هذا التحكم أو السيطرة يعتبر تماسكاً سياسياً في الشارع السوري رسّخته قدرة الجيش على ضبط الأمن، في مقابل انهيار سياسي وعسكري للمجموعات المسلحة والدول الداعمة لها.

لكن، كيف مرّت تلك الأيام على القوى الأمنية السورية؟

تصاعدت حدة التهديدات قبل الانتخابات، فكلّ التوقعات والمعلومات تؤكد وتشير الى انّ بعض المدن خصوصاً العاصمة، ستشهد عمليات قصف وتفجيرات وعبوات، حتى قبل موعد الانتخابات بعشرة أيام اتصل بي أحدهم ليخبرني «ان انتبهوا هناك سيارات مفخخة قد دخلت الى العاصمة، وتحديداً هناك فان أسود اللون هدفه تفجير مكتبكم، شدّدوا الحراسة والمراقبة»، وبدوري أبلغت حراسة المكتب بضرورة الانتباه والحذر، ما يدلّل على مستوى التهديدات التي تصل تباعاً إلى القوى الأمنية عن نية المجموعات المسلحة والدول الداعمة لها تعكير صفو الانتخابات.

غرفة عمليات أمنية مؤلفة من كبار رجال الأمن، بدأوا يضعون الخطة الأمنية الكاملة، ورسموا للريف خطة منفصلة عن العاصمة، حيث قُسمت العاصمة ما بين الداخل والخارج الى مربعات، وفصل الريف عن المدينة، معتمدين على الانتشار الأمني الواسع، وتم التشديد في مختلف الطرقات والشوارع المؤدية الى مراكز الاقتراع، كذلك نصبت الحواجز والنقاط الثابتة والمتنقلة على مداخل المدن والبلدات، وأُقيمت نقاط التفتيش عند أبواب ومحيط مراكز الاقتراع من أجل ضمان سلامة المواطنين، وتم العمل بأسلوب الخلايا، مستخدمين أجهزة وإمكانات متطورة نشرت قبل اسبوع وربما أكثر من موعد الانتخابات، وأُجري العمل على تنفيذ خطة تقنية المراقبة، إضافةً الى التنسيق العالي بين الأجهزة الأمنية، حتى لم يعد باستطاعتك ان تميّز بين فرع أو جهاز وآخر، فالجميع كان لديه هدف واحد وهو نجاح الاستحقاق الرئاسي مع الحفاظ على سلامة المواطنين.


خرجت في ليلة الاستحقاق الانتخابي، في جولة بشوارع العاصمة دمشق، وكانت الساعة تقترب من الثانية فجراً، مع العلم إنني كنت ادرك انه يجب أن أنام لأن أمامي يوماً طويلاً وشاقاً لتغطية الانتخابات، لكن حالة من الترقب كانت تتملكني، لم أستطع النوم وخرجت أتجوّل في شوارع العاصمة، الحواجز والعناصر وسيارات المراقبة تملأ الشوارع، إضافة الى بعض الأجهزة المتطورة، وحتى الكلاب البولسية في حالة استنفار وترقب، إلا أنه كانت هناك حالة من الهدوء والثقة لم تفارق رجال الأمن، والأكثر من ذلك وعلى رغم انّ الوقت كان يشارف على ساعات الفجر، كان بعض الضباط يتواجدون في نقاطهم وفي الشوارع.

بدأ اليوم الانتخابي وبدأ تنفيذ الجزء الأهم في الخطة، من حيث زيادة المراقبة والحذر، تفاجأنا كما بعض الأمنيين بتوافد الناخبين الباكر الى صنادق الاقتراع، ما أشعر القوى الأمنية والجيش بزيادة المسؤولية، وأثناء جولتنا على مراكز الاقتراع داخل العاصمة، بانت على أحد الضباط ملامح الاستنفار أكثر لأنّ المسؤولية أصبحت أكبر، ولاحظنا كيف كان يهمس في أذن الجنود، ويوصيهم أن «انتبهوا… راقبوا أكثر… هذه الأرواح مسؤوليتنا، وعلينا أن نكون بحجم هذه المسؤولية».

ومن الملاحظ في اليوم الانتخابي السوري، أنّ هناك صورة يجب الإشارة اليها، وهي كيف أصبح كلّ مواطن رجل أمن، يراقب ويتابع، يتحمّل المسؤولية كرجال الجيش والأمن في الشارع، ولمسنا كيف أنّ احد المواطنين اقترب من احد الضباط ليخبره أنّ هناك شخصاً غريباً وانه شاهد سيارة مشبوهة، ما يدلل على الحسّ الوطني العالي لدى المواطنين السوريين، وانّ كل مواطن اصبح رديفاً لرجل الأمن.

المجهود الأكبر، كان على عاتق الجيش في عملية تأمين سلامة الانتخابات الرئاسية، حيث برزت القدرة العالية على التنسيق بين مختلف الوحدات العسكرية، ما أوضح القدرة الانضباطية لجنوده، وأفرز نتائج ملموسة على الأرض، وهذا تجلى في الكثير من السيارات المفخخة التي ضبطت والتي كانت تستهدف مراكز الاقتراع، في دمشق وسواها من المحافظات، حيث جرى تفكيك عدد من السيارات التي كانت ستستهدف دمشق وريفها وحتى مناطق ريف اللاذقية، لم تسلم من محاولة استهداف المجموعات المسلحة، لتساهم وحدات الجيش السوري في حسم الحرب، سياسياً، وحققت حضور الدولة وقدرتها العالية على إدارة البلاد، من حيث الترتيبات اللوجستية وصدقية الانتخابات التي أجريت على امتداد 13 محافظة من أصل 14، في بلد يعاني من حرب شرسة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

البناء

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الجيش   ,   دمشق   ,   حسين مرتضى   ,   الانتخابات   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz