دام برس -  خاص - بلال سليطين :

لليوم السابع على التوالي تستمر المعارك الضارية في ريف اللاذقية، خصوصاً على محاور كسب والنقطة 45 وخربة سولاس.

المعارك تعتبر الأشد من نوعها في محافظة اللاذقية إن لم يكن في سورية كلها، فهي لا تهدأ ليل نهار منذ 21 آذار وحتى اللحظة وهي على ما يبدو مستمرة أيضاً لوقت ليس بقصير.

يقول أحد المقاتلين المصابين في أرض المعركة، لقد توقف سلاحي عن العمل وتعطلت سبطانته، ووصلت إلى مرحلة لم أعد قادراً على لمسه بيدي من شدة حرارته، فهو لم يهدأ منذ أيام وكان أداتي في قتل عشرات المسلحين الذين أرادوا الهجوم على اللاذقية وتكرار المجازر بحق الأرمن والمدنيين في الريف الشمالي.

ويضيف المقاتل في حديثه لدام برس: كانت معركة شرسة جداً، كانوا يهجمون علينا كالقطعان من مختلف الجهات ومع ذلك فإننا استطعنا صدهم بكل قوة وصلابة، ولولا الدعم التركي لهم لكانت المعارك انتهت منذ اليوم الثاني.

"باسل" وهو أيضاً من المقاتلين الذين تعرضوا للإصابة في معارك كسب قال لدام برس:«في البداية شنوا هجوماً مباشراً على النقطة التي كنت أتمركز فيها، واشتبكنا وجهاً لوجه وخلال الاشتباكات استطعنا بكل سهولة القضاء على المجموعات المهاجمة وأردينا معظمهم قتلى مما اضطررهم للانسحاب هاربين من نيراننا، لكن الجبناء هربوا من المواجهة ولجؤوا للحرب عن بعيد مستخدمين قذائف الهاون حيث أمطرونا بأكثر من 30 قذيفة هاون أصبت على اثرها بشظايا في مناطق مختلفة من الجسد».

وأضاف "باسل":«إنهم جبناء يهربون من المواجهة دائماً، والدليل أن معظم حالات الإصابة التي تعرض لها زملائي كانت شظايا ولم تكن بالرصاص، بينما الغالبية الساحقة من قتلى الإرهابيين سقطوا برصاصنا وفي مواجهات مباشرة ».

المعارك التي تدور في ريف اللاذقية وتعرف بمعركة "كسب" أو معركة "الأنفال" يمكننا وصفها بأنها أم المعارك وأكثرها أهمية بالنسبة للمجموعات المسلحة والميليشيات التابعة لها، فهي استطاعت توحيد الفصائل في ريف اللاذقية وجمعها تحت قيادة عمليات واحدة لمحاربة الدولة السورية، وهي على الرغم من ذلك لم تتمكن من تحقيق غاياتها، ويقول ضباط الميداني معلقاً على هذا الهجوم:«ستة أيام من المعارك ومازالت الجبهات كلها مشتعلة، حتى النقطة 45 التي تقدموا نحوها أول أمس انسحبوا منها بالأمس تحت نيران الجيش العربي السوري».

وأضاف الضابط الميداني:«هذه المعركة ليست إلا معركة عادية كغيرها من المعارك التي تشهدها بعض الجبهات السورية، وكما أسقطناهم في القصير ويبرود وخناصر فإننا سنسقطهم بكل تأكيد في ريف اللاذقية».

معارك ريف اللاذقية تدور على محاور كسب وجبل النسر وقرية النبعين التي قتل فيها القائد الشهير في جبهة النصرة "أبو الليل"، كما أن الجبهة مازالت مشتعلة على محور النقطة 45 التي انسحبت منها المجموعات المسلحة بقيادة مسلم الشيشاني أول أمس ليلاً، أما فيما يتعلق بمحور قسطل معاف فقد شهد محاولة تسلل يوم أمس الأربعاء تصدت لها وحدات الجيش العربي السوري المتمركزة هناك.

وحدات الجيش العربي السوري قامت باستهداف المجموعات المسلحة على محور بيت عوان، حيث تقدمت وحدة من الجيش باتجاه بيت عوان في عملية نوعية استهدفت خلالها تجمعات للمسلحين في تلك المنطقة.

ريف اللاذقية شهد قدوم تعزيزات جديدة استعداداً لشن هجوم معاكس، وقد وعد أحد الضباط أهالي الشهداء العسكريين الذي ارتقوا في معارك الريف وكذلك الشهداء المدنيين الذين قضوا في الصواريخ التي سقطت على المدينة وعدهم بأن تدفع المجموعات المسلحة ثمن ما ارتكبته يداها من إرهاب بحق السوريين الآمنين.

اللافت في معارك كسب أنها دفعت هيئة التنسيق المعارضة لإصدار بيان إدانة للمجموعات المسلحة، وهي _أي هيئة التنسيق _ لم تقم بإدانة عشرات التفجيرات الإرهابية التي شهدتها سورية خلال أزمتها وراح ضحيتها آلاف المواطنين السوريين.

بيان هيئة التنسيق يصف المجموعات المسلحة بالغزاة والمتطرفين، ويوضح أنهم دخلوا كسب من الأراضي التركية بهدف الاعتداء على المدنيين مستفيدين من الدعم اللوجستي والتغطية بالنيران الذي قدمتهم لهم القوات التركية في مخالفة صريحة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

كما يتهم البيان تركيا بالتدخل المعلن والمكشوف في الشأن السوري الداخلي السوري، ويدعو لإخراج المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية عبر قرار يصدر عن مجلس الأمن يضعهم خارج الشرعية الدولية .

يذكر أن المجموعات المسلحة التي دخلت كسب عاشت فساداً فيها وقامت بتدمير الصلبان في الكنيسة، وهو مشهد ليس غريباً عن ذاكرة السوريين وخصوصاً المسيحيين منهم فجميعهم يذكر الراهبات اللواتي كنا مختطفات لدى جبهة النصرة وكيف ظهرن على شاشات التلفزة وقد نزعت صلبانهن.