دام برس-هاني حيدر:
لست مهزوماً مادمت تقاوم، المقاومة أن تكتب عن الأشجار والفلاح والتلميذ وربة المنزل، أن تكتب للزمن القادم وتمد إليه خيوط روحك المنتظرة أن تكتب عن الإنسان وللزيتون وعن الزيتون، الأدب على الجبهة وفي الجبهة خلف الناس ومعهم وأمامهم ليس سهلاً تحديد مكانه ولكن مكانته محددةٌ معلومةٌ إنه في المقدمة، من هذا المنطلق كان كتاب الدكتور منيف حميدوش شعلةً هامةً تحدث فيها عن أدب المقاومة بين الواقع والطموح، وللحديث أكثر عن هذا الكتاب ومايتناوله وماهي أبعاده، وعن دوره في نقل صورة المقاومة، دام برس التقت الدكتور منيف حميدوش حيث قال:" الكتاب يتحدث عن أدب المقاومة، وجسد في ثناياه الكثير من القضايا الفكرية تبدأ منذ عام 1920م حتى تاريخ هذه اللحظة، وتم تقسيم الكتاب إلى أقسام وفصول منها مرحلة التأسيس الأولى من عام 1920م إلى عام 1948م ومن قال فيها شعراً توثيقياً لهذه المرحلة، والمرحلة التأسيسية الثانية لأدب المقاومة منذ عام 1948م حتى 1970م  والكثير من الشعراء العرب الذين تحدثوا عن هذه المرحلة تم تسليط الضوء عليهم، كما تحدث أيضاً عن المرحلة الثالثة هي مرحلة 1970م حتى 2011م وظهور الأحزاب الوطنية وظهور المقاومة الإسلامية في لبنان، وتم التركيز في الفصل الأخير على مرحلة الحرب الظالمة التي فرضت على سورية.

وأضاف حميدوش هناك شعراء قديمين كثر تحدثوا عن المراحل السابقة التي ذكرتها، لكن الذين تحدثوا عن المرحلة الحالية فهم شعراء محدثون تحدثوا عن هذه المرحلة وعبروا عن الحالة الوطنية التي للأسف الشديد تناولت أطراف كثيرة ومتعددة ومتنوعة وبالتالي انقسم الشعراء كما انقسم السياسيين عن هذه النقطة وبالتالي هناك فئة ذهبت ظلماً وبهتاناً مع ما يسمى الثورة وهناك شعراء تاجروا في الأزمة وهناك شعراء كانت جذورهم راسخة في الأرض كجذور السنديان وبالتالي عبروا عن هذه الحالة الوطنية، وهناك الألاف من القصائد والمقطوعات الشعرية والدواوين التي عبرت عن هذه الحالة الوطنية الذين هم وقفوا مع الوطن وبجانب الجيش العربي السوري الذي يحرر البلاد من دنس المحتلين ومن دنس الإرهابيين".

وأكد حميدوش أن الكتاب يركز  على شرعية المقاومة من حيث القانون في الأمم المتحدة ومن حيث الشرعية الدينية في الدين المسيحي والإسلامي فكان المسيح هو أول شهيد المظلومية، وفي القرأن الكريم هناك الكثير من الأيات القرأنية التي تحث على الجهاد ولكن بشرط ألا تعتدوا، مضيفاً أن الكتاب طرح أيضاً موضوع المقاومة والدولة هي مشروعة أم هي غير مشروعة؟ وبالتالي هل المقاومة في خدمة الدولة؟ أم الدولة في خدمة المقاومة؟ وهذه الثنائية التي أخذت الكثير من البحث في هذا الموضوع، وتناول البحث في مضمونه أيضاً جانب البعد الإجتماعي والبعد الثقافي والبعد الفكري والأدبي والكثير مما حدث في سورية حيث أن  أكثر من 18 مليون ظلموا وهاجروا من بيوتهم ومنهم من مات شهيداً على أرض الوطن وهو مهيئ كجندي أن يدافع عن الوطن وحدوده، أيضاً هناك الكثير من القصص التي وثقتها كالتفجيرات والحوادث التي حدثت في سورية منذ بداية الحرب الظالمة على سورية وقمت بتوثيقها حالة توثيقية كالشعر من تفجيرات حمص إلى دمشق إلى القزاز والسيدة زينب واللاذقية ودير الزور وحلب وكل هذه التوثيقات، إضافةً إلى الحالة العامة التي توثق للشهداء والجرحى حتى أصبح لدي ديوان ما يعادل 500 صفحة من هذه القصص".
 وأوضح الدكتور منيف أن الشعر هو ديوان وبالتالي هو وثيقة تاريخية فالخبر ممكن أن يضيع في غمرة الأخبار المتراكمة التي تأتي يومياً لكن الحالة التوثيقية الشعرية تبقى، أيضاً الحالة الفكرية للإعلام بكافة أنواعه الإلكترونية والمرئية و المقرؤة فكان لهم دوراً وباعاً طويل في الكتاب، وأيضاً الرسوم وحالة الكاريكتور التي كانوا يرسمونها ضمن هذا الموضوع الشعر المحكي والقصيدة المحكية أيضاً كان لها دور وسلطت الضوء على كل هذه القصص وهذه الأفكار وبالتالي أُنجز الكتاب والحمد الله كان كما أتوقع هو الكتاب الأول الذي يصدر في هذه الأزمة عن أدب المقاومة وأتمنى  أن ينال إعجاب القراء لأن هذا الكتاب ما هو إلا حالة تجسيدية تجسد الفعل المقاوم الذي يقوم به الجندي العربي السوري في أرض المعركة".
وبيّن حميدوش أن هذا الكتاب الأول الذي يصدر بأسمه رسمياً ولكن هناك كتب سابقة ستصدر خلال الأشهر القادمة، معبراً عن سعادته بأن كتاب أدب المقاومة صدر كأول كتاب".
وفي سؤالنا عن كتابات جديدة حول الوضع الراهن في إدلب قال الدكتور منيف:" أنا أوثق هذه الحالة 100‎%‎ وصفحتي على الفيس بوك تشهد بهذا الأمر وأنه عندما قتل الجنود الأتراك وحملت النعوش قلت لأردوغان قصيدة شعرية طويلة بما معناه أن هذا مؤلمة لكم كشعب كما كان مؤلمةً لنا كشعب، مؤكداً أنه سيكون هناك جزء أخر وكتاب أخر عن المرحلة من عام 2019 حتى نهاية الحرب الظالمة على سورية."
وفي النهاية نبارك للدكتور منيف على إصدار هذا الكتاب الهام والذي يتناول مواضيع مهمة جداً، ونتمنى له النجاح في الكتب القادمة.