Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 19 آذار 2024   الساعة 16:21:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الدكتور حسام الدين خضور يتحدث لدام برس عن العقبات التي يعاني منها المترجمين .. والخطة التنفيذية للترجمة

دام برس- نور قاسم :

قال أحدهم: "لا نهضة للأمة بغير نهضة الفرد، ولا نهضة للفرد من غير تنمية عقله، ولن يكون هذا ممكناً إلا عبر القراءة".
اقتناء الكتب وقراءتها لمواكبة كافة التطورات على جميع الأصعدة هو من الأمور الهامة التي تساهم في رفع ثقافة وأخلاق المجتمعات وبالتالي ازدياد تطورها، وهذا ما يبدو جلياً في المجتمعات التي يكون الكتاب فيها عنصراً أساسياً.
بناءً على هذا المنطلق كان لدام برس لقاء مع مدير الترجمة الدكتور حسام الدين خضور في الهيئة العامة السورية للكتاب التابعة لوزارة الثقافة.
أبرز ما جاء في الحوار أهمية الترجمة والخطة التنفيذية التي سيتم تناولها لترجمة مختلف الكتب من عدة لغات إلى اللغة العربية  وعن أهم العقبات التي تتعرض لها الترجمة في سورية بالوقت الحالي وغيرها من المحاور...
_ د. حسام أخبرنا أكثر عن المشروع الخاص بالترجمة الذي وضعَت خطَّته الهيئة العامة للكتاب، وما هي أبرز المجالات التي تمَّ اختيارها ؟
إن خطتنا التنفيذية لعام 2018 وضَعَتها لجنة تشكَّلت بموجب قرار وزاري، وهذه اللجنة مكوَّنة من مجموعة من المترجمين والباحثين ذوي الخبرة بالترجمة.
وإن هذه الخطة يمكن أن نقول بأنها تحت ثلاثة محاور رئيسية، المحور الأول هو الكتب الأدبية متضَمِّنة الرواية، القصة، المسرح، الشعر والنقد الأدبي.
المحور الثاني عبارة عن كتب تتناول العلوم الإنسانية، وفي هذا المضمار عناوين تتعلق بعلم الاجتماع، علم النفس، علم الاقتصاد، علم الإدارة، العلاقات الدولية، الأبحاث السياسية والدراسات التي تعالج قضايا العالم الثالث، بالإضافة إلى مشكلة يعاني منها في بلدنا ومجموعة من البلدان العربية الأُخرى جَرَّاء الهجمة الإمبريالية الصهيونية، ودور العالم الغربي والمخابرات الغربية في العدوان على بلداننا وخاصة بلدنا سورية.
المحور الثالث يتضمن كتباً علمية وأيضاً مجال الصحة العامة، ومن الجدير بالذكر أن هذا المحور للقارئ العام وليس لأصحاب التخصص بحيث يجد فيه القارئ معارف عامة عن الكون والفيزياء والطبيعة والصحة العامة، فالهدف هنا رفع المستوى العلمي للقارئ العام.
_ ما هي اللغات التي تم اختيارها للترجمة عنها؟
في الحقيقة نتيجة العدوان على بلدنا خسرنا على صعيد الموارد البشرية مجموعة كبيرة من المترجمين بعدة لغات، وقد خسرنا مترجمين عن لغتين هما اللغة الألمانية والإسبانية، حيث أن عدد المترجمين عن هاتين اللغتين محدود جداً وسنضطر إلى تغطية الكتب المترجمة عن هاتين اللغتين من اللغة الوسيطة أي الروسية والإنجليزية والفرنسية. ولكن هذا لا يعني عدم وجود لغات أُخرى ولكنها قليلة.
ويوجد لدينا كتب سوف تُتَرجم عن اللغة الفارسية، التشيكية، التركية، الإيطالية، الأرمنية والإسبانية.
ومن الجدير بالذكر أننا في هذا العام اتجهنا شرقاً إلى ترجمة أدب شعوب آسيا (الكورية، الصينية، الهندية، الأندونيسية والماليزية) ليس لدينا مترجم عن تلك اللغات لذلك نلجأ إلى اللغة الوسيطة للترجمة عنهم.
_ ما هو عدد الكتب الموضوعة في الخطة للترجمة، وما عدد المترجمين، وماذا عن إصدارات الكتب التي تم اختيارها هل هي ذات إصدارات حديثة؟
المترجمين يقدَّر عددهم بالعشرات، وعدد الكتب لهذه السنة تتضمن 65 كتاباً وفي الميزانية لدينا لترجمة 50 كتاب ولكن يمكن أن نترجم فوق هذا العدد على اعتبارها عملية مستمرة وخاصةً أنه لدينا عدد من الكتب في السنوات السابقة وستبقى للسنوات اللاحقة.
وأما عن الإصدارات فنسبة كبيرة من الكتب التي تم اختيارها للترجمة عنها هي كتب ذات إصدارات حديثة جداً ومنها ما سوف يصدر خلال هذا العام، وأقدم ما سنترجمه كتب أُصدرت منذ عشر سنوات.

في المؤتمر الذي أُقيم في الفترة الماضية للإعلان عن الخطة التنفيذية للترجمة، تحدثتم عن مجلة كانت تُتَرجِم أدبنا وأعمالنا إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية، وتم إيقافها وعبَّرتم عن امتعاضكم من إيقاف إصدار مثل هكذا مجلة، فهلَّا حدثتنا أكثر عن هذه المجلة ولماذا تم إيقافها؟
هي مجلة باسم الأدب العربي، كانت تترجم في اتحاد الكتاب العرب. تصدر مرة باللغة الإنجليزية ومرة باللغة الفرنسية وتم إيقافها منذ سنتين أي منذ أن استلم رئيس الاتحاد الحالي والمكتب التنفيذي الحالي.
قام رئيس اتحاد الكتاب العرب الحالي بإيقاف إصدار مجلة كانت من المجلات الرائدة في العالم العربي باختصاصنا.
وأيضاً لها أهمية أكبر في هذه المرحلة حيث يمكن أن نُطلَّ من خلالها إلى الجمهور في الغرب ونقدم لهم وجهة نظرنا في المشكلات الحالية بالإضافة إلى أنه من الممكن من خلال هذه المجلات أن نقدم أدبنا وفكرنا إلى العالم الغربي، لأن الأدب هو مرآة الواقع.
كان يُفترَض أن توزَّع هذه المجلات في سفارات سورية الموجودة في الخارج وأيضاً في المراكز الثقافية الموجودة في الخارج، وكان يتم في هذه المجلة ترجمة نِتاج أدباءنا سواء في القصة، الشعر، الفلكلور وكل ما يتعلق بتاريخ أدبنا إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية، وبالتالي كانت هذه المجلة بحد ذاتها مشروع لتعريف الآخر بأدبنا.
_، هل تم التواصل مع رئيس اتحاد الكتاب العرب لمعرفة سبب اتخاذه مثل هكذا قرار؟.
أنا عضو في اتحاد الكتاب العرب ومقرر جمعية الترجمة فيها إضافة إلى أنني عضو هيئة التحرير في المجلة، تواصلنا معه لمعرفة سبب هذا القرار التعسفي، ولكنه لم يقدم أي تبرير لإيقاف المجلة، كان إجراء مؤسف.
قد يكون هنالك بعض المآخذ على المستوى ولكن ينبغي أن نُحسِّن ونطوِّر حيث وجود الخطأ، ولكن أن يتم إيقاف إصدار مجلة كانت رائدة في مجالها هذا خطأ فادح ولاسيما في هذه المرحلة.
_ ما هي أبرز العقبات التي تعانون منها في الترجمة وخاصة أنتم كمديرية ترجمة؟
لدينا العديد من العقبات أولها في الموارد البشرية، ليس لدينا مترجمون كثر يغطون حاجتنا للترجمة.
أيضاً العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة على البلد وهذه القطيعة مع معظم العالم يجعلنا في موقع صعب للحصول على الكتاب الذي نريد أن نترجمه، وفي الحقيقة نحن نحاول بطرق مختلفة أن نحصل على الكتاب الذي نريد ترجمته وبصعوبة بالغة.
وأيضاً موضوع التَّعرفة، فالتَّعرفة عندنا متدنية قياساً للسوق العالمية، على الرغم من أن تعرفة الترجمة في الهيئة العامة السورية للكتاب رُفِعَت في السنة الماضية بنسبة 200% ولكنها على الرغم من ذلك بقيت متدنية قياساً مع تعرفة البلدان العربية والعالم، فالآن بالنسبة للأبحاث والرواية 360 قرش للكلمة، وبالنسبة للمسرح والقصة القصيرة 450 قرشاً للكلمة.
وأما الشعر 600 قرشاً للكلمة.
إلا أن هذه التعرفة ينبغي أن يُعاد النظر فيها من حيث التوزيع، فهو غير عادل، فالأبحاث تتطلب جهداً أكبر من غيرها بالمقارنة مع المسرح والقصة.
لذلك لا بد من إعادة النظر بتعرفة الكتب العلمية ورفعها لأن سوق الترجمة المحلي والعربي والعالمي سوق منافس ويمكن ببساطة أن يأخذ المترجم لدينا بإعطاء تعرفة أعلى وبالتالي خسارة كوادرنا.
وإن إعداد المترجم يحتاج إلى وقت أطول و أكبر من أي اختصاص، فإعداد مترجم يتطلب عشرات السنوات.
لذلك أطالب إعادة النظر بالترجمة وأن لا يتم الاعتماد على الحميَّة الوطنية فقط، فهي موجودة ولكن من يعمل عشرات السنين ويرى أن اختصاصه لا يقدم له العيش الكريم سيذهب ويبيع قوت عمله لمن يدفع له أكثر وهذا واقع الحال.
وأريد هنا أن أوجِّه تحيةً كبيرة لمترجميننا وكثير منهم لو كانت لهم ارتباطات مع السوق الخارجية إلا أنهم يعطون قدراً من وقتهم للمؤسسات الوطنية سواء كان للهيئة أو دور النشر.
_ في الختام دكتور حسام ماهي الرسالة التي تودُّ توجيهها عبر مؤسسة دام برس الإعلامية ؟
أريد أن أطلب تفاعلاً أكثر بين الهيئة العامة للكتاب والإعلام وأن يوجِّه الإعلام انتقادات لنا في حال وجودها، فنحن نتعلم من خلال التفاعل العملي مع الإعلام .

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz