Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 19 آذار 2024   الساعة 14:47:59
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الدكتور عبد القادر هباش يضيء لدام برس سلبيات تعاطي المخدرات
دام برس : دام برس | الدكتور عبد القادر هباش يضيء لدام برس سلبيات تعاطي المخدرات

دام برس - حلب - أيمن دوري :

للمخدرات أنواع منها الطبيعي مثل القنب الهندي ونبات الخشخاش ونبات الكوكا ، ومنها المخدرات المصنعة مثل المورفين والهيرويين ،ومنها المخدرات التركيبية أو التخليقية كعقاقير المنومة والمنشطة أو المنبهة وعقاقير الهلوسة وأكثر المخدرات انتشارا الحشيش والأفيون والقات.

وهي من أخطر المشاكل الصحية والاجتماعية والنفسية التي تواجه العالم حيث ثبت من الأبحاث والدراسات العلمية بأن المخدرات تشل إرادة الإنسان وتذهب بعقله وتدفعه في أخف الحالات إلى ارتكاب الموبقات وتبعاً لانتشار المخدرات ازداد حجم التعاطي والإدمان في سورية وخاصة في الأزمة الراهنة

دام برس تسلط الضوء على سلبيات وتوضيحات عن تلك المادة وآثارها السلبية عبر تصريح خاص مع الدكتور عبد القادر هباش أستاذ بالقانون الجزائي ومؤلف بالمشاركة لكتاب شرح قانون المخدرات وقانون الأسلحة والذخائر ، وله العديد من الأبحاث القانونية المنشورة في المجلات المحكمة ، وعضو في لجنة الوطنية على مستوى المحافظة لشؤون المخدرات كممثل عن جامعة حلب .

حيث اطلعنا هباش عن الأسباب الهامة تكمن وراء الإقدام على تعاطي الفرد لمادة المخدرات وأهمها فقال :

ضعف الوازع الديني لدى الفرد المتعاطي، مجالسة أو مصاحبة رفاق السوء، الاعتقاد بزيادة القدرة الجنسية، السفر إلى خارج البلاد، الهروب من الواقع الأليم الذي يتعرض له الأفراد من هموم ومشكلات اجتماعية، الشعور بالفراغ، حب التقليد، السهر خارج المنزل، انخفاض مستوى التعليم..

أما عن دور الأسرة في تفشي هذه الظاهرة فقد أكد هباش أن الأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع وهي التي ينطلق منها الفرد إلى العالم الذي حوله بتربية معينة ويقع على الأسرة العبء الأكبر في توجيه صغارها على معرفة النافع من الضار والسلوك الحسن من السيئ بالرفق، فهي لهم سبيل في اكتساب الخبرات معتمدين على أنفسهم تحت رقابة واعية ومدركة لعواقب الأمور كلها، إضافة إلى تخلخل الاستقرار في جو الأسرة متمثلاً في انخفاض مستوى الوفاق بين الوالدين وتأزم الخلافات بينهما إلى درجة الهجر والطلاق يولد أحيانا شعوراً غالياً لدى الفرد بعدم اهتمام والديه به،

 وهنالك أسباب تعود للأسرة للمساهمة في تعاطي المخدرات :

القدوة السيئة من قبل الوالدين

إدمان احد الوالدين

انشغال الوالدين عن الأبناء

عدم التكافؤ بين الزوجين

القسوة الزائدة على الأبناء

كثرة تناول الوالدين للدواء والعقاقير

ضغط الأسرة على الابن من أجل التفوق

تلك هي أهم أسباب تعاطي المخدرات المتعلقة بالأسرة ومسؤولية القضاء عليها والحد منها على الوالدين وعلماء الدين وعلى كل من أبصر على معرفة مشاكل المخدرات وما ينتج عنها من أضرار سيئة للغاية..

أما عند دور المجتمع فوجود بعض أماكن اللهو:

حيث تحرصُ بعض المجتمعات على أن تكون أماكن اللهو مناطق ترفيهية يزورها أفراد المجتمع للترويح عن أنفسهم من ضغوط الحياة وتعقيداتها المستمرة، لكن يحرصُ بعض القائمين عليها أحياناً إلى تشويها عبر إدخال المسكرات وبعض العقاقير المخدرة بهدف تحقيق أكبر قدرٍ ممكن من الإرباح الطائلة على حساب توفير الراحة النفسية للبشر، فضلاً عن استغلالهم بشتى الوسائل والطرق تحت ذرائع وهمية وحججٍ لايستطيعُ العقل البشري تحملها أو استيعابها، فمن يريدُ أن يفسد عقول البشر والاتجار بهم فهو لايسعى إلى توفير الراحة لهم

الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات,,؟

 المخدرات مرضٌ اجتماعي، يذل الفرد ويحطمه، ويؤثر على نفسيته، وينعكس على شخصيته، فيمحوا منه الفضيلة، ويدفعه إلى الرذيلة، ويقود الشخص إلى التبلد واللامبالاة مما يفقده الشعور بالمسئولية، ويبعده عن واقع الحياة، يبدو دائماً خائر القوى، دائم الجلوس قليل الحركة، لا يقوى على العمل، ولا يعرف معنى الكفاح، ينتهي به الحال إلى الإقامة بأحد المستشفيات لعلاج مرض عضوي مزمن، لا شفاء منه، أو بمستشفى الأمراض العقلية إلى أن تنتهي حياته

الآثار الاجتماعية للمخدرات على الفرد

تؤدي المخدرات إلى نتائج سيئة للفرد سواء بالنسبة لعمله أو إرادته أو وضعه الاجتماعي وثقة الناس به، فتجعل منه إنساناً كسولاً ذو تفكيرٍ سطحي، يمهل في أداء واجباته، ولا يبالي بمسؤولياته، وينفعلُ بسرعةٍ ولأسباب تافهةٍ، وذو أمزجةٍ منحرفة في تعاملهم مع الناس.

تدفع المخدرات الفرد المتعاطي إلى عدم القيام بمهنته، والافتقار إلى الكفاية والحماس والإرادة لتحقيق واجباته مما يدفع المسؤولين عنه بالعمل إلى طرده من عمله وتغريمه غراماتٍ مادية تتسببُ في اختلالِ دخله.

يؤدي تعاطي المخدرات إلى هبوط مستوى أخلاق متعاطيها، فيؤدي بهم إلى حبِ الذات، وعدم الشعور بالمسؤولية، والاستهتار بالواجب، وضعف الإرادة، وإهمال الواجبات العائلية، والتنكر لمبادئ الأمانة والشرف

يسبب الإدمان على المخدرات للمدمن نقائص وعاهاتٍ جسيمة، وعقلية، وخلقية، تتنقل غالباً إلى ذريته، فالإدمان له أثرٌ في سعادة الفرد والأسرة وشقائها، وكذلك له ارتباطٌ وثيق بالإجرام، فجريمة ما قد تكون نتيجة لتهيج حادث من تعاطي المخدرات، أو أضطربٌ عقلي متسبب عن الإدمان المزمن، أو حادث من حالة الفقر التي سببها الإدمان، أو للرغبة في  الحصولِ على المخدر بطريقٍ غير مشروع.

إن متعاطي المخدرات يعطون المثل السيئ لأفراد أسرتهم فهم غالباً ما ينساقون وراء نزواتهم وغرائزهم الأولية التي تحكمها الإرادة أو الظروف العادية، وذلك لانعدام قدرتهم على السيطرة عليها وعلى الدوافع الكامنة في أنفسهم

يمنح المنشط أو الملهوس جرأة غير طبيعية تدفعه إلى التهجم على من هو أكبر منه سناً ومقاماً وأهانته إهانات بالغة

في إطار ما سبق ذكره تتصف شخصية المتعاطي بعدم النضج الاجتماعي وتبدو مظاهرها كما يلي:

الشخصية الانطوائية:

- حيثُ يكون الشخص خجولاً، شديد الحساسية، محباً للفراق، يهرب من الناس ومن المجتمعات، لأنه لا يقدر على مواجهتهم، ويحاول اللجوء إلى مادة تزيد الحواجز بينه وبين الناس فيقع في دائرة تعاطي المخدرات

الشخصية السيكوباتية:

 التي تأتي أفعالاً لا اجتماعية، ولا أخلاقية، مثل السرقة، القتل، الاغتصاب وغيرها

الشخصية القلقة:

- التي تتسم بعدم الصبر، التعجل للأمور، الاستثارة السريعة، وهذه الصفات تعرض صاحبها للوقوع في الخطأ، وارتكاب السلوك المنحرف من خلال التعاطي أوأدمان المخدرات.

الآثار الاجتماعية للمخدرات على الآسرة:

يؤدي تعاطي المخدرات من قبل أحد أفراد الأسرة إلى زعزعة البنية الاجتماعية للأسرة، وتراجع أطر التفاعل الاجتماعي البنّاء بين أعضائها، تختلف أبعاد تلك الآثار ونتائجها باختلاف عضوية الفرد المتعاطي داخل الأسرة كالأب أو الأم أو أحد الأبناء، وكذلك نوعية مادة المخدر الذي يجري تعاطيه، ومستوى التعاطي وفترته

يمثل تعاطي المخدرات عبئاً اقتصاديا شديداً على دخل الأسرة، فتسوء حالتها المعيشية من جميع النواحي، وقد يؤدي ذلك إلى انحراف بعض أفراد الأسرة، ويكون الوالد في هذه الحالة نموذجاً سيئاً لأسرته، سواء من ناحية أخلاقه، أو علاقاته المشبوهة بالمدمنين ذوي الأخلاق الشاذة، إضافةً إلى انزلاق أحد أفراد الأسرة إلى نفس الهاوية التي انحدر إليها ربّ الأسرة، وهي الإدمان خاصةً الأطفال الذين ينشأ لديهم شعور بعدم المسؤولية وتقدير الواجب حيال أسرهم بل حيال المجتمع.

لا يقتصر تعاطي المخدرات على التشوه المادي للأسرة فحسب، بل يؤدي إلى تفكك الروابط الأسرية، وزيادة المشاكل بين الزوجين والتي تنتهي بالأسرة إلى الدمار والخراب. بمعنى آخر فإن المتعاطي مثلما يتأثر بالبيئة المحيطة به، فأنه يؤثر فيها أيضاً، وتتغير حالته الصحية والعقلية إلى الأسوء، ولا يكون في حالة صحية أو عقلية تسمح له أن يرعى أبناءه، ويعجز عن تنشئتهم التنشئة السليمة.

كما تنعكس حالات تعاطي المخدرات من قبل أحد أفراد الأسرة على علاقاتهم الاجتماعية، حيثُ يسودها تحديدٌ للتفاعل الاجتماعي معهم، ونفور منهم، ونبذ لهم، ومحايدة الاختلاط بهم من قبل الأقارب والجيران والأصدقاء، بسبب سمعتهم السيئة لتعاملهم مع المخدر وما يفرزه من أنماط سلوكية سلبية، فضلاً على نظرة المجتمع المحلي إلى زمرة المتعاطين فهي تختلفُ من فردٍ لأخر كأن ينظر إلى المتعاطي على أنه مريضٌ معدي بحاجة للعلاج، أو إنسان شاذ يمكن أن يتوب، أو أنه أنموذجٌ اجتماعيٌ سيء، أو أنه مصدر سوء ورفيق سوء، أو أنه إنسانٌ ملوث يجب أن ينبذ

الآثار الاجتماعية للمخدرات على المجتمع:

إن تعاطي المخدرات وإدمانها يمثل مشكلةً اجتماعية خطيرة باتت تهدد آمن المجتمع وسلامته، بل أصبحت خطراً داهماً يجتاحُ الإنسانية جمعاء، وتنعكس آثارها على المجتمع من مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية.

يمكن تحديد الآثار الاجتماعية للمخدرات على المجتمع في المسائل التالية:

انتشار الجريمة والانحراف:

- يعد إدمان المخدرات من الموضوعات التي ترتبط بالسلوك الإجرامي، وذلك من ناحيتين،

 الناحية الأولى :أنه جريمة في حد ذاته يعاقب عليها القانون، تعاطي المخدرات يؤدي حتما إلى الإدمان وهذا الأخير يؤدي إلى سلوك طريق الجريمة فعندما يجد المدمن نفسه وحيدا ليس لديه المال لشراء المخدرات فسوف يدفع زوجته للدعارة وأولاده إلى السرقة وهو سيحاول الحصول على المال بجميع الطرق غير الشرعية وغير الأخلاقية لشراء المخدرات.وبذلك يمكن القول أن الجرائم الناجمة عن المخدرات هي جرائم مركبة تنشئ مضاعفات إجرامية خطيرة على المجتمع.

العقوبة القانونية:

وتتراوح عقوبة من يحوز المخدرات بقصد تعاطيها الاعتقال المؤقت من ثلاث سنوات إلى خمس عشرة سنة وغرامة من مئة ألف إلى خمسمائة ألف ل .س أما عقوبة من يحوز أو يحرز المخدرات بقصد الاتجار بها الاعتقال المؤبد وغرامة من مليون إلى خمسة ملايين ل. س

من يقوم بتهريب المخدرات أو تصنيعها أو زراعتها يعاقب بالإعدام ، يجوز لمحكمة الجنايات عند النطق بالحكم في جناية حيازة المخدرات بقصد تعاطيها فقط أن توقف تنفيذ الحكم وإحالة من يثبت إدمانه إلى إحدى المصحات للمعالجة وللأسف لا توجد في سوريا سوى مصحة وحيدة للمعالجة من الإدمان وهي المرصد الوطني للشباب في دمشق.

إن انعدام دخل المتعاطي نتيجة لبطالته وعجزه عن سد احتياجاته، فإن النتيجة الحتمية لذلك أن يتعرض المتعاطي لارتكاب الجريمة في بعض أشكالها وصورها كالنصب أو الاحتيال أو خيانة الأمانة، وفي هذه الحالة من الضروري أن يتعرض أصحابها للتدهور الخُلقي، والاجتماعي، والتفكك الأسري، كالزنا، والطلاق، وتعدد الزوجات، وإهمال الأبناء، وتعاطي المزيد من المواد النفسية الأخرى كالكحوليات.

الانحدار الخُلقي والاجتماعي:

- بالرغم من أن المخدر يعتبر نتيجة للتدهور الأخلاقي، إلا أنه في نفس الوقت يعتبر سبباً لهذا التدهور في القيم، وذلك نتيجة لعدم القبول الاجتماعي للمتعاطي كسلوكٍ غير محترم في بعض الأوساط الاجتماعية، فالمتعاطي يضطر إلى ارتياد الأماكن والأوساط السيئة حتى يتوفر له المخدر، ومن ثم يحتفظ بذوي السلوك السيئ والسيرة الشائبة5

العداوة والبغضاء بين الناس:

- إن تعاطي المخدرات يعدّ سبباً مباشراً لوقوع العداوة والبغضاء بين الناس حتى الأصدقاء منهم، لأن المدمن حينما يسكر ويفقدُ العقل الذي يمنع من الأقوال والأفعال التي تسئ إلى الناس، يستولي عليه حب الفخرِ الكاذب والكبرِ،ويسرع إليه الغضبُ بالباطل مما يدفعُ إلى ألوانٍ من البغضاء والعداوة بين المتعاطي وعامة الناس، فينشأ القتلُ وإفشاء الإسرارُ وهتك الإعراض، وهذه أسقامٌ اجتماعية تؤذي المجتمع

اعتلال صحة المتعاطي:

-  إن اعتلال صحة المتعاطي الناجم عن المخدرات يؤثر في المجتمع لأن الفرد ليس بمعزلٍ عن مجتمعه، بل هو جزءٌ منه يؤثر فيه ويتأثر به. حيثُ أن تعاطي المخدرات والحشيش تؤدي إلى سيادة الإمراض الاجتماعية في المجتمعات، مثل السلبية، والتواكل، والانتهازية وتعطيل أمور الناس في الدوائر العامة والخاصة، وهذا من شأنه أن يؤثر على تقدم المجتمع ونموه.

زيادة حوادث المرور:

- يعد تعاطي المخدرات وإدمانها من الأسباب الرئيسية في زيادة معدلات حوادث المرور، وبالتالي في زيادة عدد الوفيات والإصابات البليغة أو المعيقة في المجتمع، مما يتسبب في تكاليف مادية باهظة وخسائر اجتماعية واقتصادية كبيرة قد يكون المجتمع غير قادر علي تحملها.

الآثار الاقتصادية لتعاطي المخدرات على الفرد:

إذا نظرنا إلى آثر المخدرات على الفرد من الناحية الاقتصادية سنجدُ أن الفرد المدمن قد بدأ في تعاطي المخدرات مجاناً لأول مرة، أو مجاملةً لصديقٍ، أو حباً للاستطلاع، أو رغبةً في تسكين بعض الآلام، وبعد ذلك يبدأ في دفع الثمن مقابل الحصول على المادة المخدرة، وفي كل يومٍ يزيدُ من الجرعة التي يأخذها، وبالتالي يزيد الثمن الذي يدفعه مقابل الحصول على المواد المخدرة، حتى يأتي الوقت الذي يجد المدمن نفسه بلا مالٍ يضطر إلى بيع كل ما يملكه مقابل الحصول على المادة التي يتعاطاها0

كما أن التعامل بالمخدرات تعاطياً أو ترويجاً من شأنها أن تضعف النفس البشرية، وتصيبها بالأمراض مما يجعلها غير منتجةٍ ومتأخرة دائماً عن العمل الذي يعدّ بمثابة وسيلةً لكسب العيش. وقد دلت نتائج البحوث التي أجريت أن تعاطي المخدرات وإدمانها يؤثر على إنتاجية الفرد في العمل، والتي من شأنها أن تؤدي إلى تناقص إنتاجية المتعاطي، والمقصود هنا بالإنتاجية مقدار ما ينتجه الشخص في وحدة زمنية معينة: الساعة،أو اليوم، أو الأسبوع

والأثر الثالث من الآثار المترتبة على تعاطي المخدرات اقتصاديا على المستوى الفردي هو تزايد قابلية المتعاطي للوقوع في الحوادث، بحيثُ يتسبب ذلك في إصابة العملية الإنتاجية نفسها بخسائر جسيمة ناجمة عن حدوث هذه الحوادث كحدوث تلفٍ في أدوات الإنتاج أو آلات الإنتاج، إلا أنه في حالاتٍ أخرى قد تصاب العملية الإنتاجية بخسائر أكثر جسامةً مثال ذلك حالاتُ التعاطي والإدمان بين عمال الصناعة، وبوجه خاص العمال المهرة في ميدان الصناعات الثقيلة.

الآثار الاقتصادية لتعاطي المخدرات على المجتمع:

من أخطر أضرار المخدرات تأثيرها السلبي على اقتصاديات المجتمع، نظراً لتكلفتها الباهظة التي تقع على موارد المجتمع، فضلاً عن إعاقتها نموه وتقليلها من فاعلية التوجهات الكبرى التي ينبغي أن تستحوذ على مسيرته.

إن أهم مظاهر الخسائر الاقتصادية للمخدرات هي تلك المبالغ التي تنفق عليها ، فإذا كانت المخدرات تزرع في المجتمع الذي تستهلك فيه، فإن معنى ذلك إضاعة جزءاً من الثروة القومية المتمثلة في الأرض التي كان من الممكن استثمارها في زراعة ما هو أنفع للمجتمع من المخدرات، وفي الجهد البشري الذي يستهلك في زراعتها وتصنيعها

ومن المظاهر الأخرى للخسائر الاقتصادية، ما ينفق على تجارتها وتهريبها أو جلبها إلى المجتمع من مصادر خارجية، فالدولة تنفق أموالاً لا حصر لها في مكافحة المخدرات كان من الممكن أن تستخدم في بناء المصانع، أو إقامة المستشفيات، أو تشييد المشروعات التي تفيد سكان المجتمع، وكذلك الأفراد المدمنين الذين يتعاطون المخدرات يصبحون غير قادرين على الإنتاج، لا يستطيعون العمل، أو القيام بأي شيء مفيد لأنفسهم أو مجتمعهم، وهم في نفس الوقت يحتاجون إلى المال لشراء المخدرات التي يرتفع ثمنها يوماً بعد يوم، وهنا يصبحُ المتعاطي غير قادر إعالة نفسه، أو القيام بأعبائه المالية تجاه أولاده وأهله.

الجهود الوقائية لمواجهة تعاطي المخدرات:

لقد اهتمت كافة المهن والتخصصات العلمية ومراكز البحث العلمي بجامعات القطر بالإسهام في الجهود العلاجية والوقائية لمواجهة مشكلة تعاطي المخدرات سواء على المستوى العلاجي أو الوقائي أو على مستوى الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات لمواجهة الآثار المترتبة على هذه المشكلة،

وختتم هباش حديثه بالقول : تعدّ المخدرات آفةً اجتماعيةً خطيرة لا تقضّ مضجع المجتمع المحلي فحسب بل تتعدى المجتمع العالمي تاركةً ورائها الويلات والآلام للدول النامية والمتطورة على حدٍ سواء

اتفاقٍ عام حول تعريف المخدرات بأنها المواد التي تخدرّ الإنسان وتفقد وعيه وتغيبه عن إدراكه، وهنالك بعض الحالات القليلة في القطر التي تم ضبطها وإحالة مرتكبيها للقضاء وتعد هذه الظاهرة في بلادنا هي الأقل عالمياً بسبب الجهود الكثيفة التي تعتمدها الدولة في هذا الصدد وهنالك بعض الحالات القليلة في القطر التي تم ضبطها وإحالة مرتكبيها للقضاء وتعد هذه الظاهرة في بلادنا هي الأقل عالمياً بسبب الجهود الكثيفة التي تعتمدها الدولة حيث تم انشاء المرصد الوطني لرعاية الشباب ومقره بدمشق

حيث يرفد المرصد قسم للعلاج الفيزيائي للمساعدة في تخفيف الآلام العضلية والهيكلية والتي ترافق أعراض سحب المواد المخدرة في الفترة الأولى من العلاج. ‏

وتكون الفترة العلاجية هي أسبوعية على الأقل، ويعتبر الكادر التمريضي في المرصد والذي دُرب وأُهل بموجب دورات متخصصة من أهم الكوادر في المشفى، حيث يشرف إشرافا تاما على متابعة وراحة المريض، ويقدم جميع أوجه المساعدة ليلا نهارا. ‏

وقد زودت وزارة الصحة المشفى بجميع الأدوية الضرورية واللازمة للعلاج، يوجد قسم خاص للإحصاء يقدم ويعمل على إحصائيات أسبوعية وشهرية لمرضى الإدمان تقدم إلى الجهات الخاصة. ‏

يشرف على العمل في المرصد جهاز طبي مؤلف من خمسة اختصاصيين في الأمراض النفسية وخمسة أطباء مقيمين في الأمراض النفسية، وأطباء أسرة متدربين أيضا، كما يوجد قسم للجودة للوقوف على آلية تطور العمل في المرصد من جميع النواحي المراد سد الثغرات فيها، كما يقوم قسم الإعلام الصحي بالتوعية من المخدرات في جميع المناسبات التي تسمح ببروز مشكلة الإدمان في الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، وقد أعد بروشور خاص بالمرصد يتناول جميع المعلومات الضرورية وطريقة الدخول إلى المشفى بالإضافة إلى الناحية التوعوية. ‏

ولا يقتصر دور وزارة الصحة في العلاج الدوائي فقط داخل المشفى وإنما بمتابعة المريض بعد تخرجه من المشفى، فيتابع في العيادات الخارجية بشكل دوري أسبوعيا للوقوف على مدى التزامه بالكشف عن التعاطي وأيضاً المتابعة النفسية والاجتماعية في العيادة الاجتماعية فيقدم له العلاج النفسي الدائم والمعرفي والسلوكي أيضا للوقوف على الثغرات الاجتماعية والنفسية وتقديم المساعدة له في هذا المجال، وقد حقق المرصد الوطني لرعاية الشباب نتائج ملموسة وجيدة في علاج ومتابعة المرضى المدمنين، آملين رؤية شبابنا المغرر بهم فئة فعالة ومنتجة في المجتمع. 

 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz