Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
دام برس تلتقي الأستاذ خالد العبود وحديث حول آخر المستجدات الميدانية والسياسية

دام برس - مروى عودة :

أسلحة روسيا تضرب الإرهاب في سورية..انتصارات الجيش العربي السوري في الميدان بجهود ضباطها و جنودها قائمة .. المعادلات الدولية إلى تغيّر ..التحالفات السياسية عنوان للمشهد ..سورية غيّرت سياسة العالم ..

للحديث عن هذه المحاور استضافت مؤسسة دام برس الإعلامية الأستاذ خالد العبود أمين سر مجلس الشعب حيث دار الحوار التالي :

-هل تغيرت المعادلة الدولية بعد قمة موسكو التي جمعت الرئيس الأسد مع الرئيس بوتين؟..

لقد كانت قمة موسكو مؤشرا من مؤشرات تغيّر المعادلة الدولية، ولم تكن هي من غيّرت هذه المعادلة، كون أنّ الزيارة لم تكن مقطوعة أو مفصولة عن مشهد كامل في هذا التغيّر، لهذا يمكننا القول بأنّ القمة جاءت للدلالة على تغيّر المعادلة، ولم تكن هي من غيّرتها، لهذا يمكن القول بأن زيارة الرئيس الأسد كانت ناتج تغيّر المعادلة الدولية التي اشرت لها..

-هل ستبدل الدول المتورطة في سفك الدم السوري مواقفها من الأزمة السورية؟..

إنّ سؤالك بهذا المعنى يثير شهيتي السياسية المعرفية، للتعليق على بعض المفاهيم التي علينا الانتباه لها في معرض خطابنا السياسيّ الإعلاميّ..

إذ أنني أعتقد أنّ مفهوم الدول المتورطة في سفك الدم السوري لم تكن كذلك، بمقدار ما كانت دولاً ساهمت في العدوان على الدولة والمجتمع السوريين، وهي لم تتورط فقط في سفك دماء السوريين، بمقدار ما قبلت أن تكون أدوات في سياق مشروع إمبريالي أراد ابتلاع العالم العربي، كانت الولايات المتحدة من عملت على هذا المشروع، وبالتالي يمكننا الجزم أنّ الكيانات السياسية العربية وغير العربية التي كانت أدوات استعمال في عربة هذا المشروع لم تساهم في سفك دم السوريين، بمقدار ما سفكت دماء أبناء المنطقة، في العراق وفلسطين ولبنان وليبيا واليمن وسورية وحتى في مصر الشقيقة، إضافة إلى ذلك عملت على ضرب دور الأمة والنيل من طاقتها الكامنة في وجه التحديات التي تواجهها..

المفهوم الآخر، مفهوم "الأزمة السورية"، إذ أنني أعتقد أنّ هذه الكيانات لم تكن ذات موقف من "أزمة سورية"، بمقدار ما اشتغلت على تسويق أنّ هناك "أزمة سورية"، كي تغطي على دورها في سياق المشروع العابر للمنطقة، وكي تخفي حقيقة "مشروع الشرق الأوسط الجديد" أو "الكبير"، هذا المشروع الذي كانت تعمل عليه قوى رأسمال المال العالمي منذ سنوات عديدة، وبالتالي كان لا بدّ لهذه الكيانات التي استُعملت من أن تحتال على العنوان الكبير الذي أراد التهام المنطقة ومقادير الأمة، وأن تقدّم الحاصل في سورية على أنّه "أزمة سورية"..

-أستاذ خالد أنا هذا ما عنيته بالضبط!!..

-عظيم، الآن يستوي سؤالك، الذي يمكن أن يكون بالمعنى التالي، هل ستبقى تلك الكيانات تمارس ذات الدور الذي لعبته سابقا، خصوصا لجهة العدوان على سورية؟.. بهذا المعنى يمكننا التوضيح أنّ موقفها في الأساس لم يكن نتيجة موقف أخلاقي أو قيمي، كما أرادت أن تصدّر وتسوّق، وإنّما هناك بيئة ومناخ سياسي دولي وإقليمي عملت عليهما الولايات المتحدة وبعض الحكومات الأوروبية، هذه البيئة وهذا المناخ وفّر إمكانية استعمال لحظي لهذه الكيانات، خاصة وأنّه لا يمكنها أن ترفض هذا الاستعمال، غير أنّ الإدارة الأمريكية ومن وقف إلى جانبها لم تستطع أن تعمم أو أن تستمر في تعميم هذه البيئة وهذا المناخ وصولا لأهداف استراتيجية وضعتها لهذا العدوان الذي شنّته على المنطقة، وخاصة على الحلقة السورية، وهو الأمر الذي سيوفّر بيئة ومناخ جديدين، هذا المناخ وهذه البيئة سوف تستبدل بمناخ وبيئة صاعدين جديدين، أسّس لهما صمود الدولة السورية وتضحيات الشعب السوري، والمعادلة التي أدارت فيها القيادة السورية المعركة، هذا يعني أنّ الإدارة الأمريكية سوف تذهب باتجاه المساهمة بالمشاركة بتحضير هذه البيئة وهذا المناخ الجديدين، وهو الذي يعني أنّ أولئك الذين استعملوا في سياق هذا العدوان لن يبقوا على ذات موقفهم الذي مارسوه في لحظة العدوان على سورية..

وهذا يعني بالضبط أنّ عديد الكيانات التي كانت إلى جانب العدوان على سورية سوف تنزاح من خلال انزياح كامل في مشهد العدوان ذاته، كي تكون في مواقف جديدة، ومواقع جديدة، في ظل سقوط العدوان وهزيمته..

-هل نحن أمام تشكيل تحالف 4+1 بمعنى (سورية وروسيا وإيران والعراق) إضافة لحزب الله؟..

هذا سؤال هام، نحتاج أيضا إلى توضيح معرفي له، إذ أنّنا نحتاج فهم "التحالفات" أولا، ثم كيف تفهم هذه الدول المذكورة هذه "التحالفات"، وأخيرا لا بدّ من نبحث في الأهداف التي تستدعي وجود مثل هذه "التحالفات"..

لا نعتقد أنّ الدول التي أشرت لها إضافة إلى "حزب الله" تعمل أساساً على إنتاج "تحالفات" في وجه "تحالفات"، فهي تدرك جيّدا أنّ دورها أعمق وأكبر من ذلك، وهي تنظر إلى المنطقة على أنّها منطقة تحتاج إلى الاستقلال والحرية والتخلص من التبعية والسيطرة التي تفرضها الإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة، فهي، أي هذه القوى: "سورية وروسيا وإيران والعراق" إضافة إلى "حزب الله"، تتطلع إلى المنطقة على أنّها منطقة صراع عليها، وليس الصراع معها، وهناك فرق شديد بين أن يكون الصراع مع كيانات المنطقة الأخرى، أو أن يكون الصراع عليها، فالصراع معها يعني لا بدّ من البحث عن "تحالفات" لمواجهتها، في حين أنّ الصراع عليها يعني أنّ لا بدّ من الاستفادة منها واستمالتها، وهذه رئيسية تسقط معنى "التحالف" الذي أشرت له..

-أستاذ خالد.. لكنّ أحداً لا يستطيع أن ينكر أن هناك "تحالفا" بهذا المعنى قائم الآن!!..

هذا صحيح، وموضوعي وواقعي، لكنّ هذا "التحالف" يجب أن يوضع في سياقه الموضوعي أيضا، إذ أنّنا نتطلع إليه على أنّه "تحالف اللحظة"، إذ أنّ اللحظة التي تمرّ بها المنطقة تحتاج مثل هذا "التحالف"، ولاحظي على أنّه "تحالف" لم يكن بهذه الأبعاد، فقبل فترة تاريخية كان قائما بين "سورية وحزب الله" لكنّه اتسع وتطوّر باتجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ثم وصل إلى "العراق"، كون أنّ العراق لم يكن داخلا على خطّ هذا "التحالف"، وصولا إلى دخول الروسي عليه بمعنى من المعاني..

إذن.. هذا "التحالف" نراه تحالفاً صاعداً ومتّسعاً، وهو إلى اتساع أكبر خلال الأيام القليلة القادمة، وهو ذو أهداف واضحة أيضا، فهو لم يقم في وجه كيانات المنطقة، حتى تلك التي استُعملت في العدوان على المنطقة ذاتها، فمن خلال مراقبة بسيطة نرى أنّ أطراف هذا "التحالف" تدعوا حكومات وكيانات المنطقة للانضمام إليها، أي للانضمام إلى هذا "التحالف"، كون أنّ الأهداف الحقيقية لهذا "التحالف" تتطلع إلى الحاصل على مستوى المنطقة، على أنّه صراع عليها، وليس صراعا فيما بين أطرافها، أو كياناتها، وهو ما أشرنا له آنفاً، وهي واحدة تلزم أطراف هذا "التحالف" بالعمل عليه باعتباره "تحالف" الحاجة الكلية لأبناء المنطقة ومصالحها، وهذه واحدة لم يفهمها الكثيرون..

بهذا المعنى يمكننا القول بأنّ هذا "التحالف" الذي أشرت له لن يكون تحالفاً في وجه "تحالف" آخر، بمقدار ما هو استجماع قوّة صاعدة لإسقاط العدوان الكلي على المنطقة، وهو "تحالف" غير مغلق بمقدار ما هو مفتوح على احتمالات اتساعه، وبالتالي احتمالات أن يكون المخرج الوحيد لإنقاذ المنطقة من هذا التغوّل الأمريكي فيها..

-ما هي قراءتك للواقع الميداني بعد التدخل الروسي المباشر والمساعدة الاستشارية الإيرانية؟..

أنا أختلف كثيرا مع من يتحدّثون أو يقدّرون ما يحصل في الميدان، خاصة وأنّ هناك اتساعاً في "التحالف" الصاعد لجهة الميدان، إذ أنّ سؤالا منطقيّا يمكن أن يبرز إشكالا حاداً في فكرة المواجهة الميدانية أصلاً، باعتبار أنّ هناك من سيعتبر أنّ السوري وحيدا لم يستطع مواجهة "الإرهاب"، فهل انضمام "حزب الله" إليه لم يستطع أن يغيّر خارطة المواجهة، وبالتالي كان لابدّ من حضور الإيراني بشكل أو بآخر، وحتى أنّ حضور الإيراني لم يغيّر تلك الخارطة، الأمر الذي استدعى دخول الروسي؟!!!.. ناهيك عن دعوة كلّ من هذه الأطراف لدعوة أطراف أخرى للدخول في هذه المواجهة، وهو ما يشير إلى أنّ فهمنا الكلاسيكي للحاصل في الميدان على أنّه معزول عن ترتيب اصطفافات سياسية، أو هو بعيد عن صراع سياسيّ واستخباراتي مفاهيمي، إنّما هو فهم بعيد عن مجريات الواقع وحقيقة المواجهة ذاتها..

-أستاذ خالد.. هل تعني بأنّ العنوان العسكري الصرف ليس هو العنوان الحقيقي للحاصل في الميدان؟..

-نعم هذا ما عنيت بالضبط، فأنا أعتقد أنّ حضور الروسي كان أساسيّا لجهة عناوين لها علاقة بالسياسة أكثر منها بالعسكرة، والقضية ليست هي قضيّة مواجهة صرفة، بمقدار ما هي قضية عمل سياسي تعمل عليه قوى "التحالف الصاعد" من أجل تعميم وشرعنة مواجهة الإرهاب، باعتبار أنّ الإرهاب على مستوى المنطقة استعملته قوى العدوان ذاتها من أجل الوصول إلى أهدافها الاستراتيجية، "فالتحالف" الذي يتّسع يعمل على إزاحة عامة في المشهد الكليّ للمنطقة، وبالتالي فإنّ الروسي يعطي إضافة هامة لهذا المعنى، وهو يؤكد بشكل أو بآخر على أنّ ما تواجهه سورية إنما هو إرهاب موصوف، وهو بالتالي لا يواجهه فقط وإنّما يساهم في إضفاء شرعية دولية على موقف الدولة السورية من الحاصل عليها، أو على أراضيها..

بهذا المعنى لا يمكننا أن نقول بأنّ دخول الروسي إلى جانب القوات المسلحة السورية ومن يقف إلى جانبها سوف يساهم في القضاء على الإرهاب، بمقدار ما سيعمل ذلك على التأكيد أنّ الحاصل في سورية إنما هو إرهاب بمستواه الدولي، وهو الذي سوف يؤسس لاتساع هذا "التحالف" الذي سيمنح الدولة السورية المشروعية الكاملة في حقيقة ما كانت تتحدث عنه، منذ مطلع العدوان عليها، إلى أنّ الحاصل عليها ليست "ثورة" كما كان يقال، أو يسوّق من قبل أطراف العدوان، وإنّما هو إرهاب يجتمع العالم ويتساعد للقضاء عليه، وهذا هو جوهر حضور الروسي العسكري..

-سورية اليوم أعادة رسم السياسة العالمية.. ما هي نظرتك السياسية للواقع الحالي؟..

طبعا أنت تتحدثين هنا عن واقع جديد للعالم والمنطقة، باعتبار أنّ هناك عدوانا أمريكيّاً أراد للمنطقة أن تكون وفق خارطة معينة، غير أنّ هذه الخارطة لم تمرّ، والفضل بذلك يعود لصمود السوريين وتضحياتهم، وهو الأمر الذي سوف يساهم في تأسيس خارطة جديدة لكنّها لا تطابق تطلعات وأهداف الأمريكي، كون أنّ هناك من استفاد من هذا الصمود السوري، لجهة مواقف سياسية جديدة ساهمت في رسم خارطة مختلفة عمّا كان يتطلع إليه الأمريكي، وهذه الخارطة الجديدة في الحقيقة سوف نرى مسقطاتها في أكثر من مستوى وفي أكثر من عنوان..

سوف يتجلى هذا في واقع سياسي جديد، لا يشبه الواقع الذي كانت تعدّ له الإدارة الأمريكية، من خلال عدوانها الأخير على المنطقة، وهو الذي سوف يسمح لقوى سياسية جديدة أن تكون حاضرة وفاعلة بالشكل الذي لم يتوقعه كثيرون، وهذا يتجلّى في الدور الروسي اليوم، كما أنّ دورا كان واضحا للإيراني خاصة في ظلّ توقيع "اتفاقه النووي"، مثلما أنّ السوري لن يغيب عن المنطقة وترتيبها، إذ أنّنا نعتقد أنّ يداً سوف تكون حاضرة وبقوّة للدولة السورية وقيادتها التي صمدت لسنوات أربع من العدوان عليها..

تماماً يمكننا القول بأنّ خارطة جديدة للعالم تعدّ، وفق أسس ومعايير ومقاييس مختلفة عمّا كانت عليه سابقا، وهو ما كنّا قد أشرنا له منذ مطلع العدوان على سورية، حين أكّدنا أنّ انتصار سورية وهزيمة العدوان سوف يؤسس لخارطة قوى دولية قبل أنّ يضع خارطة إقليمية جديدة للمنطقة..

من هنا يمكننا القول بأنّ واقعاً سياسيّاً صاعدا لا بدّ من يحكم رئيسيات المشهد السياسيّ الكلي للمنطقة والعالم، ولا بدّ من أن نتابع خلال السنوات القليلة القادمة تحولات وانزياحات جذرية في طبيعة هذا الواقع وفي المعادلات الناظمة له..

 -أستاذ خالد.. هل تعني أنّ تغيّرا سوف يحصل على مستوى الحضور الدولي للعالم، وهل الولايات المتحدة سوف يتغيّر ثقل حضورها مثلا على مستوى المنطقة والعالم العربي؟..

عندما تتحدثين عن تغيّر في الخرائط هذا يعني تغيّرا في التأثير والفعل والحضور، وهذا يعني أنّ اشتباكاً حصل في عنوان محدّد أو عناوين محدّدة وناتج هذا الاشتباك سوف يحدّد طبيعة هذه الخرائط، وبالتالي طبيعة وشكل هذا الحضور لكلّ من الأطراف المشتبكة..

لقد كنّا منذ مطلع العدوان قد تحدّثنا عن طبيعة اللحظة التي نحن فيها، وقلنا يومها، بأنّ العدوان سوف يأتي بنتائج كبيرة، وسوف يؤدي إلى إيجاد خرائط ومعادلات دولية مختلفة، واستشهدنا بعدوان عام 1956، ودلّلنا على أنّ المعادلة الدولية للعالم بعد عدوان 56 على مصر الشقيقة لم تكن تشبه المعادلة ذاتها قبل ذلك.. 

-ماذا تعني بالمعادلة الدولية هنا؟..

-عظيم، المعادلة هنا ليس بالضرورة أن تعني خرائط "جغرافية – سياسية" بمقدار ما هي خرائط حضور وفعل وتأثير لكيانات إقليمية ودولية، فعلى سبيل المثال تجدين أنّه بعد عدوان 56 لم يعد الحضور والفعل والتأثير البريطاني والفرنسي على مستوى العالم يشبه حضورهما وفعلهما وتأثيرهما قبل ذلك، كون أنّ تراجعاً عانت منه هاتان القوتان، في حين أنّ قوى أخرى تقدّمت وأضحت حاضرة وفاعلة ومؤثرة بشكل أكبر من ذي قبل، وعلى سبيل ذلك الحضور الروسي والأمريكي في المنطقة فقد استثمر هزيمة العدوان وإسقاط أهدافه، فأسست هاتان القوتان لخرائط دولية جديدة، علما أنّ خرائط "جغرافية – سياسية" لم تتغيّر أو تتبدّل..

من هنا يمكننا القول بأنّ إسقاط سورية لهذا العدوان عليها، سوف يؤسس لخارطة دولية جديدة، بدأت معالمها تتبدّى تماما، حيث يتقدم الروسي بمن إلى جانبه من حلفاء دوليين، كما أنّ الإيراني يفرض تأثيره وحضوره الإقليمي والدولي، في حين أنّ قوى أخرى تتراجع وتتبدّل خرائط أولوياتها وتأثيرها على عناوين إقليمية ودولية، اقتصاديّا وسياسياً!!..

-روسيا صرحت بأنها ضد الارهاب بالوقت نفسه صرحت انها تحارب داعش على اراضي سورية أفضل من محاربتها على ارض موسكو، اذن.. اليمن أين هي في السيناريو الروسي؟..

-لا أعتقد أنّ روسيا تحارب الإرهاب فقط كما صرّحت وقالت، وكما تعمل الآن على الأرض، وإنّما تذهب أكثر من ذلك بكثير، وما هذا العنوان إلا مقدّمة نظرية محدودة لحضور روسي كبير على مستوى العالم، وهو ما كنّا قد أشرنا له آنفا، كون أنّ هناك تبدّلاً في خرائط الحضور والتأثير والفعل، وهو ما تفعله روسيا، أو تحصده روسيا الآن، الأمر الذي يحتّم علينا القول بأن هذه الخرائط أخذت طريقها نحو الظهور الحقيقي والواقعي..

ففي اللحظة التي كانت فيها روسيا عاجزة عن التأثير على الحضور الأمريكي في أفغانستان، وكانت غير قادرة عن التعبير عن قوتها وفعلها في "أوكرانيا" بالشكل الذي تحسم فيه عناوين رئيسية في وجه التغوّل الأمريكي فيها، تتقدّم اليوم كي تشهر قوتها وحضورها بأكثر من معنى ومستوى في مفصل المواجهة السورية..

لكن في الآن ذاته علينا أن نتذكّر جيّدا أنّ الحضور الروسي في العنوان السوري لم يكن حضورا بالمعنى الذي يقدّم له البعض، على أنّه لمواجهة الإرهاب فقط، وهو ما كنّا قد توقفنا عنده آنفا، وإنّما هو حضور استراتيجي لجهة دور روسيّ على مستوى المنطقة، وبالتالي فإن الحضور العسكري سوف تكون له مناخات تأثير إقليمي ودولي، الأمر الذي سوف يؤثّر بشكل كبير على كلّ عناوين المنطقة الاقتصادية والسياسية، منها سورية والعراق واليمن وفلسطين حتى أنّ هناك تأثّرا مصريّا كبيرا بذلك، لكنّني لا أعتقد أنّ شكل الحضور العسكري للروسي سوف يصل إلى اليمن، كون أنّ اليمن سوف يتأثر بالدور الروسي بالمعنى السياسية والاقتصادي الجديد، ولن نرى تدخلا مباشرا في اليمن من قبل الروسي، وذلك ضمن خارطة المواجهة الحالية..

بناء على ذلك يمكننا الجزم بأنّ الروسي يستعمل ذراعه الجوية في سورية من أجل الذهاب إلى إنتاج معادلات دولية جديدة، واليمن هنا سوف يستفيد من هذه المعادلات ومن قوّة حضور الروسي الصاعدة..

في الختام .. سورية كانت و ستبقى نواة العالم وفي زوالها زوال للعالم بأكمله.

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-11-14 05:37:31   نفتخر بك
لا خوف على سورية بوجود أمثالك ..ونحن أقوى من كل الارهاب و داعميه و سنبقى شوكة في حلقهم
علا  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz