Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 20:42:38
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
فضيلة الشيخ الدكتور محمد شريف الصواف في لقاء خاص مع دام برس

دام برس - اياد الجاجة :

تستمع إلى كلماته لتجد خارطة طريق تعتمد على العقل، جمع بين الفكر السياسي والفكر الديني فكان رافعة للعمل الوطني ، وقف إلى جانب الحق ولم يخش لومة لائم ، أكاديمي المنهج  ، وطني العقيدة  ، حمل في فكره التسامح  ، وكان من أوائل من كشفوا حقيقة المؤامرة على سورية ،ومن أوائل من عملوا لإعادة بناء الوطن، لقاؤنا اليوم مع الدكتور محمد شريف الصواف المدير العام لمجمع الشيخ أحمد كفتارو - رئيس فرع معهد الشام العالي

كيف ترون المشهد السوري بعد قرابة الخمس أعوام من العدوان على سورية ؟

لابد لنا في بداية اللقاء أن نشكر كل من كان سبباً في صمود سورية وسبباً في بقاء سورية إلى يومنا هذا على هذه الحالة الأسطورية من الصمود والتي جعلت أعداء سورية يدهشون.

وفي بداية ومقدمة أولئك الذين كان لهم هذا الدور كل مؤسسة وطنية إعلامية كان صوتها معبراً عن إرادة الشارع السوري وتصميم السوريين على البقاء وفي مقدمتهم مؤسسة دام برس الإعلامية وجميع القائمين على هذه المؤسسة.

المشهد السوري اليوم بعد ما يقارب الخمسة أعوام هو مشهد يسر الصديق ويسوء العدو، لأن سورية انتصرت قيادة وجيشاً وشعباً وعندما نقول انتصرت فنحن نعني ما نقول لأن من أهم مقاييس الانتصار أن تحقق ما تريد وأن تفشل مشروع وإرادة العدو.

العدو كان يريد أن يرى سورية ممزقة ويريد أن يرى سورية وقد ذلت وركعت لإرادة أعداء هذه الأمة وتخلت عن واجبها في دعم المقاومة وتخلت عن واجبها في توجيه كل طاقات هذه الأمة باتجاه قبلة هذه الأمة وبوصلة هذه الأمة وهي بيت المقدس وتحرير بيت المقدس.

العدو كان يريد من سورية أن تكون شريكاً في إثارة فتنة طائفية في المنطقة ويريد من سورية أن تكون شريكاً في إيجاد أعداء موهومين لتتجه طاقات ومقدرات الأمة وشباب الأمة نحو هذا العدو الموهوم و تفرح إسرائيل بأن العرب وأن المسلمين قد انشغلوا  في حروبهم الداخلية وفي قتالهم الداخلي وتخلوا عن قضيتهم الحقيقية ونسوا أن عدوهم الحقيقي ينظر إليهم وينتظر ساعة لينقض عليهم ويهلكهم جميعاً.

ولذلك بعد خمس سنوات من الحرب على سورية نقول أن سورية قد انتصرت وسورية إن شاء الله ستبقى كما كانت رائداً في الدفاع عن قضايا العرب وعن قضايا الأمة.

 

كيف لنا أن نقدم صورة الإسلام الحقيقي خاصة بعد حملات التشويه التي يتعرض لها ؟

الإسلام رسالة الله التي أرسلها ليحيي الله سبحانه وتعالى بها الناس جميعاً، الله سبحانه وتعالى يقول " يا أيها اللذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم " هذا العنوان عنوان الحياة الذي فهمه النبي صلى الله عليه وسلم وفهمه الصحابة رضي الله عنهم وفهمه علماء وأعلام هذه الأمة عبر تاريخها الطويل ولذلك كانوا بناة حضارة ولذلك كانوا حملة رسالة العلم ورسالة النور إلى مشارق الأرض ومغاربها.

عندما نريد أن نفهم حقيقة الإسلام يجب أن نضع حقيقة الحياة أمام أعيننا فهل ما يقدم لنا اليوم من إسلام مشوه إسلام مليء بالدم من إسلام مليء بالتخريب من إسلام مليء بالتمزيق والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد بل بين أبناء العائلة الواحدة.

هل هذا عنوان إسلام الحياة الذي حدثنا الله تعالى عنه، هل هذا الإسلام الذي نعيشه اليوم عنوانه إحياء الأنفس التي أمر الله تعالى بها أم هو إهلاك الأنفس هل هو إسلام بناء صرح العلم وصرح الحضارة وصرح نقل الخير للناس جميعا أم أنه تخريب لكل قيمة كانت تفخر الأمة بها وكانت تعيشها.

عندما نضع عنوان الحياة وعنوان العلم وعنوان الوحدة وهذه كلها من مقاصد هذا الدين عندما نضع هذه العناوين بين أعيننا نستطيع أن نفهم الإسلام ونستطيع أن قدم خطاباً إسلامياً إيمانياً يحقق أهداف هذه الرسالة العظيمة.

بلاد الشام كانت عبر تاريخها الطويل ودمشق خاصة كانت عبر تاريخها الطويل بلاد العلم وبلاد الوسطية وبلاد الإسلام الذي ينطلق من عنوان محبة الله عز وجل ومحبة الناس جميعاً.

يكفينا أن الله سبحانه وتعالى عندما تحدث عن حفظ الأنفس قال " من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً " لم يقل الله تعالى من قتل مسلماً لم يقل من قتل مؤمناً قال من قتل نفساً بغير نفس يعني بغير وبدون ان يكون هذا القتل قصاصاً ممن اعتدى على حياة الناس أو فساد يعني بغير أن يكون هذا القتل دفعاً لفساد ودفعاً لتخريب وقال الله تعالى نفساً لأنه يريد الله تعالى  أن يعلمنا قدسية وحماية النفس الإنسانية.

يكفينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله " من هنا كان تعامل النبي صلى الله عليه وسلم وكان تعامل  الصحابة  وتعامل علماء الأمة كان تعاملهم مع الآخرين المخالفين لهم مبنياً على هذه الرحمة ومبني على هذه الشراكة الإنسانية في كرامة الوجود الإنساني ثم في المقاصد الكبرى التي يريد الله للإسلام أن يكون شريكاً في الإنسانية.

كل منبر وكل كلمة تخرج اليوم من لسان ومن أعمال المسلمين تصب في بوتقة محبة الإسلام أو رفض الإسلام.

من أجل ذلك نوجه اليوم تحية إلى وزارة الأوقاف ونوجه تحية إلى منابر دمشق ومنابر الشام التي مازالت صامدة باقية شاهدة للتاريخ وشاهدة على العصر  ومازالت تقدم ذلك الخطاب المتوازن، ذلك الخطاب النقي، ذلك الخطاب الذي دفع كثير من علماء الشام دمائهم للحفاظ عليه وكان في مقدمتهم الشهيد السعيد الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي والذي استشهد بين المنبر والمحراب وهو يقول كلمة الحق دفاعاً عن هذا الإسلام العظيم وعن هذه الصورة الحقيقية للإسلام.

 

ما هي رسالتكم إلى بعض رجال الدين الذين غادروا الوطن ؟

الذين غادروا الوطن نقول لهم لن تجدوا وطننا بديلاً لأن الإنسان لا يمكن أن يجد أماً بديلة ولا يمكن أن يجد أباً أو والداً بديلاً.

الوطن هو الأم وهو الأب وهو الحياة والوطن كما قال السيد الرئيس في أكثر من مرة وفي أكثر من كلمة الوطن ليس جواز السفر الذي نحمله وليس الجنسية التي نحملها وإنما هو ما نبذله من قيم للدفاع عن هذا الوطن فمن لا يدافع عن هذا الوطن لا يستحق أن يكون أبنن لهذا الوطن.

الذين خرجوا وغادروا الوطن هم لم يغادروا بإرادتهم ولكن الوطن هو الذي لفظهم وهو الذي طردهم بعد أن وجد ورأى منهم تلك الأعمال وتلك الأفعال التي كانت سبباً في خراب هذا  الوطن وفي دماره.

هذا الوطن هو وطن الشرفاء وهذا الوطن هو وطن الكرامة وهذا الوطن هو وطن العقل والحكمة وكل من لا يتحلى بهذه الصفات حتماً لم يجد مكاناً له في هذا الوطن ولكن نقول لهؤلاء الذين  يتحدثون باسم الدين خاصة نقول لهم نحن اليوم ونحن نعيش حالة الصمود في هذا الوطن  ونحن نعاني مع أبناء الوطن ما نعانيه في سبيل الصمود من نقص كثير من مكونات الحياة نحن حقيقة نشعر اليوم معنى العزة ومعنى الكرامة ومعنى سعادة الإنسان عندما يبذل في سبيل حفاظه على وطنه.

يجب أن نفهم علاقتنا بالوطن علاقة حب ويجب أن نفهم علاقتنا بالوطن علاقة دين وعلاقة عقيد وإذا فهمنا أن محبة الوطن من الإيمان وأن الدفاع عن الوطن والتحمل في سبيل الوطن هو من الإيمان ومن الحب الذي يجب أن نعيشه عندها لا يمكن لحد من أن يغادر هذا الوطن ولو قدمت له مهما قدمت من المغريات.

وقد قلنا كثيراً أن نموت في هذا الوطن وأن ندفن في تراب هذا الوطن أغلى بكثير من أن نعيش خارج هذا الوطن مهما كانت المغريات.

 

ما رأيك بقضية التقريب بين المذاهب الإسلامية وهل هناك حاجة لذلك ؟

التقريب بين المذاهب الإسلامية برأيي قضية عفا عنها الزمن و استطاعت مدارس التقريب والتوحيد بين أبناء الأمة استطاعت من خلال الرواد والعظماء الذين كانوا في بلاد الشام خاصة وفي باقي بلاد الأمة أمثال الشيخ جمال الدين القاسمي والشيخ بدر الدين الحسني والشيخ أحمد كفتاور وآخرين، من خلال هؤلاء الرواد العظماء استطاعت الأمة أن تتجاوز مرحلة التقريب بين المتباعدين وانتقلت اليوم إلى عيش وشراكة بين هذه المذاهب لننطلق بعد ذلك إلى عامل من عوامل قوة الأمة وهو الوحدة.

كان كثير من أشياخنا وآباءنا يحدثونا عن يوم ليس بعيد في بلاد الشام وغيرها كان الحنفي لا يصلي فيه خلف إمام شافعي وكان الشافعي لا يصلي فيه خلف إمام حنفي.

هذه الصورة هي صورة مما يمكن أن يفعله الجهل ويمكن أن يفعله التخلف في تمزيق جسد الأمة، شرع الله تعالى الصلاة وصلاة الجماعة خاصة ليجعلها عنصر من عناصر توحيد هذه الأمة وإذا جعلنا صلاة الجماعة سبباً في تمزيق الأمة فهذه كارثة.

تلك الصورة أكل عليها الدهر وشرب وانتهت وعادت الأمة إلى وعيها أصبح المسلمون جميعاً يصلون خلف إمام واحد وفي جماعة واحدة.

سورية تسير خطوات رائدة ليست موجودة عند الآخرين وتعيش حالة التقارب بين المذاهب وعياً وحياةً وليس تنظيراً وصور ذلك كثيرة ومن أهمها اللجنة الفقهية العليا التي شكلها السيد وزير الأوقاف و هي تمثل كل أطياف وكل مذاهب المسلمين في سورية وأولئك جميعاً يجتمعون بروح المحبة ويتناقشون في الأمور الفقهية والدينية وينطلقون من أسس واحدة هي كتاب الله وسنة رسوله ويهدفون إلى هدف واحد هو سعادة الإنسان وحماية الوطن.

الصورة الثانية هي معهد الشام العالي هذا الصرح العلمي الفكري التربوي الكبير الذي هو مكرمة من مكرمات السيد الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية حيث أحدثه بالمرسوم 48 عام 2011 وهذا الصرح يضم فروعاً ثلاثة تعمل جميعاً بشراكة وروح عمل واحدة وهذه الفروع هي مجمع الشيخ احمد كفتارو ومجمع الفتح الإسلامي ومجمع السيدة رقية بما بين هذه المجمعات والفروع من تنوع مذهبي ومن تنوع فكري لكنه اجتماع وتآلف المختلفين المتنوعين المؤتلفين الذين يتفقون على المقاصد الكبرى وربما يختلفون في بعض الجزئيات وهذه الحالة الطبيعية للعيش الإنساني.

لا يمكن في العيش الإنساني أن ترى الناس نسخ متكررة فإرادة الله وسنة الله أن التنوع في الخلق هو الذي يحي ويغني هذه الحياة.

 

كيف نرد على مدعي الدين وما هو دور خطباء المساجد ؟

خطباء المساجد اليوم هم بالشراكة مع الجيش العربي السوري هم الذين يتحملون العبء الأكبر في هذه المعركة لن هذه المعركة لها جانبين الجانب الأول هو الجانب العسكري الذي يخوضه الجيش العربي السوري مشكوراً بالنيابة عن كل أبناء الأمة ويقدم فيه تلك التضحيات وتلك الدماء العزيزة الغالية والشق الثاني هو المعركة الفكرية التي اختار أعداء الوطن أن تلبس لبوس الدين من اجل ذلك من واجب كل خطيب مسجد اليوم أولا أن لا يخشى أحداً في أن يقول كلمة الحق وان لا يخضع لرؤى بعض المشككين وأن لا يحاول أن يجامل بعض المشككين في كلمة الحق التي يجب أن يقولها ويقولها أكثر الخطباء والحمد لله  عالية مدوية بان هذا الإسلام جمع ولم يفرق، أحيا ولم يقتل، أسعد ولم يشقي ويحب أن يبقى على هذه الصورة ويجب أن نعيد إلى خطابنا الديني الشراكة مع الخطاب الوطني حتى نحقق أهداف الدين على الصورة الأمثل وحتى تعود سوية إن شاء الله كما كانت منارة للفهم الصحيح لهذا الدين ولنشر هذا الدين للناس جميعاً.

اليوم خطباء المساجد في سورية لا يدافعون عن سورية فقط إنما يدافعون عن الإنسانية وقيمها عندما يعيدون إلى خطابهم هذا الخطاب الذي يجمع ولا يفرق والذي يحي ولا يقتل ويسعد ولا يشقي.

 

ما هي رسالتك عبر مؤسستنا الإعلامية ؟

يشرفني أن انقل هذه الرسالة عبر مؤسسة دام برس الإعلامية الوطنية التي نحترمها ونقدرها ويشرفني عبر هذه الرسالة أن أقول للمواطن السوري هنيئاً لك بما قدمت وهنيئاً لك بما أدهشت الدنيا كلها وهنيئاً لكب انك كنت عنواناً من عناوين الإنسانية وهنيئاً لك بأنك إن شاء الله عما قريب ستفرح بالنصر ويقولون إنما النصر صبر ساعة وثقوا بأن النصر قد اقترب وبأن عمات هذا النصر وبشائر هذا النصر نراها اليوم واضحة في كل موقف من المواقف الدولية ثم بكل انتصار سياسي أو عسكري نصنعه على أرض هذه المعركة.

صمود قائد هذا الوطن الدكتور بشار الأسد ووضوح رؤية الدكتور بشار الأسد ثم صمود المواطن السوري في كل ميدان من ميادينه وفي كل مؤسسة من مؤسسات العمل في كل مسجد وفي كل كنيسة وفي كل مؤسسة وفي كل شارع وفي كل حي وهو يتمسك ويتشبث بهذا الوطن وقيمه الحضارية وبإسلامه ودينه الحقيقي هذا الصمود حتماً هو الذي سيجعل النصر أقرب مما يظن أعداء هذه الأمة ونذكر بعضنا إن شاء الله عما قريب بهذه المعاني التي سنعيشها حياة ونحن نعلن انتصار هذا الوطن بقيمه الإنسانية ونحن نعلن إن شاء الله بإيماننا بقيمنا بوحدتنا الوطنية أننا أمة ستنتصر وأمة لا تغلب إن شاء الله.

التاريخ يقول ذلك والله تعالى يقول ذلك ونحن بأعمالنا سنقول ذلك تصديقاً لقول الله تعالى.

 

 

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الجيش   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-08-25 05:44:57   سنتصر
الحياة كفاح رسول الله كافح ضد المشركين من أشركو مع الله إله آخر ....وهؤلاء الغرهابيون اليوم هم صورة للمشركين ولكن بوجه آخر..
خليل  
  2015-08-25 05:42:31   آآآآت
النصر آت ان شاء الله
على  
  2015-08-25 05:31:03   الله ينصركن
خطباء المساجد اليوم هم بالشراكة مع الجيش العربي السوري هم الذين يتحملون العبء الأكبر في هذه المعركة
صافي حسين  
  2015-08-25 05:30:31   واثقون
إن شاء الله عما قريب ستفرح بالنصر ويقولون إنما النصر صبر ساعة وثقوا بأن النصر قد اقترب وبأن عمات هذا النصر وبشائر هذا النصر نراها اليوم واضحة في كل موقف من المواقف الدولية ثم بكل انتصار سياسي أو عسكري نصنعه على أرض هذه المعركة.
هيام  
  2015-08-25 05:29:21   نصرة
الله يحمي بلدي الغالي وينصرنا على الارهابيين الكفرة
قاسم  
  2015-08-25 05:29:00   رائع
كلام رائع دكتور ويبعث بالامل
ذو الفقار  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz