دام برس - بتول ربيع  :

 بين مدارس مدمرة بفعل الأحداث والإرهابيين، ومدارس أخرى تحولت إلى ملاجيء للنازحين، بقي التعليم مقتصراً عدد من المدارس من العدد الكلي للمدارس في سورية، اختلفت الاقاويل بشأنها حول عدد ما دمرته الحرب، وبين ماتم استخدامه لغرض الإيواء، وبين العدد الذي بقي يتم استخدامه لهدفه الصحيح وهو التعليم.

ترميم 210 مدارس بشكل إسعافي

مدير تربية ريف دمشق السيد (. خالد محمد رحيمة.) تحدث لدام برس موضّحاً حول عدد المدارس المصنّفة خارج الخدمة في الوقت الحالي، قائلاً :

لدينا في ريف دمشق (1445) مدرسة متوزعة بين تعليم أساسي و ثانوي، و ثانوي مهني وصناعي و تجاري و نسوي. خرج عن الخدمة منها (535) جرّاء تعرضها لأضرار بالغة أحياناً و تهدّمها بشكل كلي في أحيان أخرى على أيدي العصابات المسلحة التي بات واضحاً استهدافها للمدارس للقضاء على العلم والتعليم والحضارة والثقافة ورغبتها بتجهيل الأجيال ، وتم إصلاح إسعافي وفوري ل(210) مدارس من أصل (538)،ولكن للاسف فإن الباقي ظل خارج الخدمة لحاجتة لإعادة بناء من جديد.

وحول المدارس التي تستخدم كمراكز إيواء وخروجها عن السلك الدراسي، أوضح السيد(.رحيمة.) هذا الأمر بقوله :

لدينا مدارس الإيواء (73 ) مدرسة حالية حالياً وتم استيعاب الطلاب بمدراسنا بعد تحويلها إلى دوام نصفي من المناطق الساخنة إلى المناطق الآمنة، وبهذا باتت المدارس في المناطق الآمنة تستوعب ضعف عدد الطلاب الذي تستوعبه عادةً وهذا ما ساعد في تدارك خروج الكثير من المدارس من الخدمة.

النازحين من مدرسين و طلاب

السيد(.رحيمة.) تحدث عن كيفية تعاملهم مع المدرسين الذين أُجبروا على النزوح من مناطقهم إلى مناطق أخرى جديدة عليهم، كيف تم فرزهم و كيف تعاملتم مع الموضوع ككل، حيث شرح الأمر بقوله :

عملية النزوح كانت ضمن المحافظة من المناطق الساخنة التي يتواجد فيها الارهابيين إلى المناطق الآمنة ومن خارج المحافظة الى محافظتنا، و بتوجيه من وزير التربية فقد تم قبول جميع الطلاب المتقدمين للتسجيل في المدارس بالمناطق الآمنة بشكل مباشر وفوري، حيث يسجلون أسماءهم الثلاثية ويدخلون الصفوف حتى وإن لم يحملوا أية وثيقة، وهذا يرجع لعلمنا أن الطلاب والأهل قد تم تهجيرهم فارغي الأيدي، دون اية مقتنيات أو شهادات أو وثائق، فتم استقبالهم في المدارس عن طريق سبر معلومات لتحديد الصف، و تابعوا دراستهم خلال العام الدراسي بشكل طبيعي وتقدموا للامتحانات. وأضاف ندير التربية : أما بالنسبة للمعلمين والمدرسين فقد تم تحديد مركز عملهم في المناطق الآمنة، وأينما وجد الزميل المدرس يتم تحديد مركز أو مكان عمله من قبل الوزارة.

وعند سؤالنا عن عدد الأطفال المتسربين اي الذين هم خارج المدرسة وإطار التعلّم حالياً أجاب (.رحيمة.) :

أتصور أنه لايوجد أطفال خارج المدرسة حتى أنه تم توجيهنا من قبل الوزير والمحافظ الذي أولى موضوع الإيواء اهتمام كبير جداً شكلنا لجان ذهبت إلى مراكز الإيواء والمناطق الآمنة وإعداد إحصائيات عند الأسر والعائلات المهجرة للتأكد من أن أحداً من الأطفال غير متسرب من المدرسة، ولهذا نعتقد أن جميعهم في المدرسة وليس هناك من تسرب

يتم تأمين المحروقات للتدفئة
و عن وضع التدفئة في المدارس حالياً في ظل أزمة المحروقات، أوضح مدير التربية :

رغم الصعوبات التي نتعرض لها نحن في محافظة ريف دمشق، وكما نعلم محافظة ريف دمشق مترامية الأطراف، ومقسمة إلى مناطق متباعدة فمثلاً بلدة الزبداني هي تابعة لريف دمشق و كذلك الأمر بالنسبة لبلدة يبرود، وتتبع كلاهما لمحافظة ريف دمشق و بعضها بعيد عن الآخر، ورغم البُعد الجغرافي بين مدن ريف دمشق تم تأمين مادة المازوت لجميع المدارس عن طريق تسليم قسائم من اكثر من شهرين من نهاية العام الماضي ويههناك طرق يتم تعبئة المازوت فيها وباهتمام من المحافظة تم تأمين وتوزيع المحروقات على كافة المدارس.

المادة الروسية في المناهج السورية
وحول ما تناقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن إدخال مادة اللغة الروسية إلى المنهاج، تحدث مدير التربية :
صدر قرار عن وزير التربية بإدخال اللغة الروسية الى مناهج الدراسية بدءاً من الصف السابع اعتباراً من العام القادم
و إن إدخال اللغات الاجنبية ليس بالجديد، ففي مناهجنا تم ادخال اللغة الفرنسية كمادة اجنبية ثانية، وهذا من منطلق الانفتاح على الحضارات الأخرى في العالم
وان علاقتنا مع روسيا ليست حديثة وكلنا نعلم أن 50% من خريجي الجامعة والمختصين من روسيا ومنذ عدة عقود مضت وليس من فترة قصيرة،
فمن الطبيعي ان ندرس اناءنا لغة هذه الدولة من منطلق علاقات الصداقة القوية بين الدولتين منذ الاتحاد السوفييتي وحتى الآن

و عن الوضع بالنسبة لمن تجاوزوا هذا الصف من هم في الصف الثامن فما فوق ؟ وتساؤلات الناس إن كانت ستدرس المادة لهم أم سيتم البدء فيها حصراً من الصف السابع في العام القادم أوضح (.رحيمة.) :
ستكون مادة اختيارية مع الانكليزي والفرنسي بدءاً من العام القادم لطلاب الصف السابع، ولكن من هم في الصف الثامن فسيستمرون بلا لغة روسية، وإنما هو قرار ساري المفعول فقط بدءاً من الصف الثامن.

استقدام معلمات ومعلمين روس لتدريس طلابنا
و عن صحة مايقال عن استقدام مدرسين ومدرسات من الجنسية الروسية لتدريس اللغة في المدارس السورية، جزم (.رحيمة.) الأقاويل هذه بقوله :
هذه الاقاويل غير صحيحة لأن لدينا كوادر مؤهلة تماماً للقيام بهذه المهمة دون الحاجة للجوء مدرسين روس نستقدمهم لهذا الغرض، إضافة إلى أننا بذلك نحقق هدفين، الاستعانة بالكوادر الوطنية لتدريس اللغة، و تأمين فرص عمل للكثير من الخريجين.
 

تصوير: تغريد محمد