دام برس -عمار ابراهيم - لينا عليشة :

قال الدكتور سنجار طعمة  المدير العام لبحوث الطاقة في وزارة الكهرباء في لقاء خاص لدام برس : إن وضع الكهرباء في سورية تغير مع بدء الأزمة وتغير معه الطلب على الطاقة الكهربائية وقبل الأزمة كان وضع الشبكة الكهربائية مستقر وكنا دائما" نعمل على تأمين فائض من الطاقة ككل دول العالم والذي نحتاج له عند الضرورة .

وفيما يخص الكهرباء قال : هناك فكرتين أساسيتين وهي أن حوامل الطاقة التي هي البنزين والمازوت  وأحيانا" قد يغطي أحد الحوامل حاملا" آخر فالمواطن عندما لا يملك المازوت يتدفئ بالكهرباء ما يؤدي لزيادة الطلب على الكهرباء

والثانية هي ظاهرة انزياح التجمعات السكانية حيث تضاعف الإستهلاك والشبكات لا تتحمل وإن كانت تستطيع المناورة 20% لكنها لا تستطيع المناورة 100% إضافة للأعطال التي تتشكل نتيجة نتيجة الإستهلاك غير المعقول  فهناك تقنين كثير وأعطال كثيرة وإمكانية تحسين الشبكة في الوضع الراهن صعب

وما أقوله هو أن الطاقة الكهربائية هي مصدر ثانوي وعندما أصبح هنا نقص في الموارد سيكون هناك نقص في الكهرباء (فالفيول) مثلا" كان ينقل بالقطار أما الآن فقد توقف وتراكم كل هذه الأسباب أدى إلى هذا الوضع الراهن

وعن اهداف مركز الطاقة  يقول د. طعمة : مركز الطاقة له أهداف متعددة منها رفع كفاءة الطاقة ونشر الوعي الطاقي والإهتمام بالطاقة المتجددة وفيما يخص الطاقة البديلة وجدنا مصادر لها كالسخان الشمسي أما نشر الوعي فنحن نعمل على هذا والوعي الطاقي هو مشروع عالمي بدأ منذ أزمة 1973 وتقوم به مختلف دول العالم كروسيا والصين وألمانيا التي لا يكون الوقود فيها مرتفع التكلفة ونشر الوعي له أهداف متعددة منها: تخفيف الإستهلاك والحفاظ على البيئة إضافة إلى أن الطاقة الكهربائية ليست ملكنا فقط حيث أنه للأجيال القادمة الحق في امتلاكها أيضا" ونحن نعمل مع كل مؤسسات الكهرباء كفريق واحد في هذا المجال

وكانت الأزمة فرصة لنشر هذا الوعي فالطلب على الكهرباء تضاعف وتضاعف معه العمل وتشكلت الأعباء فكانت فرصة لنا حيث أدرك المواطن أهمية الكهرباء بعد أن كان لا يدرك ذلك سابقا" فقطاع التربية مثلا" كان يستخدم الكهرباء لكن دون أن يدري مصدرها ولا يمكننا وضع أرقام تدل على حدوث الفرق في الترشيد  لأن وضع الشبكة غير مستقر لكن يمننا الحديث عن مؤشرات نوعية حيث يمكنك سؤال المواطن عن ترشيد الكهرباء لتجد لديه معلومات جيدة وتفصيلية أحيانا" عن طريقة الحفاظ على الكهرباء.

ورداً على سؤال متعلق بالإعلان التنموي الذي لم يأخذ حقه في الظروف الراهنة  قال :

نتعاون مع كافة وسائل الإعلام في موضوع ترشيد الطاقة لكن المواطن في هذه الظروف يتوجه نحو الأمور السياسية أكثر دون ملل لذلك فأي إعلان تنموي لايأخذ  حقه في التلفاز وغيره نحن نعمل على الموضوع لكن لا يعطى الموضوع حقه وهناك دعوات لإقامة حملات كبير ة لكن فكرة الحملة تنتهي بمجرد نهاية الحملة نفسها لذلك اعتمدنا على التفاعل المباشر من حوارات ولقاءات في المدارس والوزارات والأهم في موضوع الحملات الاعلامية ليس الحملة بقدر أهمية القالب الذي تطرح من خلاله الرسالة

هل هناك تعاون مع بعض الدول وقضية مد لبنان والاردن بالكهرباء هي ايجابية؟

نحن نتعاون مع مختلف الدول التي ترغب بذلك ومنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية  في هذا المجال بعدة قضايا منها طاقة الرياح والكتلة الحيوية والطاقة الشمسية

ونحن تعاونا مع ايران فيما يخص طاقة الرياح ومع  أكثر من شركة لكن ذلك لم يلمس بشكل كبير على أرض الواقع  وبعد زيارة السيد وزير الكهرباء مؤخرا" إلى ايران نأمل ان يحدث تفاعل علمي في نقاط علمية محددة تماما"

وفيما يخص السؤال عن مد سوريا للبنان والردن بالكهرباء  ففي الحالة العادية هناك حلين : إما إطفاء الشبكة أو تشغيلها بحدودها الدنيا وفي هذه الحالة يصبح المردود سيئا" لذلك نحن نقوم ببيع الفئض من الكهرباء لتلك الدول

وهناك خط ربط بين مصر وسوريا ولبنان وتركيا وعندما يصبح هناك فائض لدينا نقوم ببيعه وعندما نحتاج للكهرباء نأخذ من هذا الخط وهناك حديث عن خط ربط بين سورية والعراق وايران وهذا الخط أفضل بسبب الخط الجغرافي فإن مفهوم الكهرباء مختلف عن الفيول مثلا" فهي ليست قضية إعطاء الطاقة بل تبادل هذه الطاقة.

حبذا لو تحدثنا عن عمل المركز ونشاطاته ..

بما يخص القانون رقم 3 لعام 2009 للحفاظ على الطاقة فإن المركز مكلف بتنفيذه والذي يلزم الجهات الخاصة والعامة بالحفاظ على الطاقة وتم تشكيل وحدات إدارية لمراقبة ذلك حيث تساعد الوزارات وغيرها على الحفاظ على الطاقة وتلبية أي احتياجات والإجابة عن أي تساؤلات.

وفيما يخص مشروع(الهواضم) فقد بلغ عدده 40 هاضم لكن تكلفته العالية هي التي حدت من توسيعه حيث تصل التكلفة الى 300 ألف ليرة وهو مبلغ كبير على الفلاح إضافة إلى أن الهواضم متوفرة لكن أماكن تركيبها يصعب الوصول إليها

ماهي الاستعدادات التي اتخذتموها لفصل الشتاء ؟

مع بداية فصل الشتاء يتشكل ضغط كبير وزائد على الكهرباء ووزارة الكهرباء جهزت نفسها لذلك وهناك متابعة شخصية من السيد الوزير لمعرفة المشاكل وحلها فوريا" بعيدا" عن الروتين الإداري وهناك عمال لا ينامون على مدار الساعة لإيصال الكهرباء وإصلاح الأعطال

علينا جميعا" الحفاظ على الكهرباء لأنها ملك لنا ومسؤوليتنا الحفاظ عليها وعلى كل شخص ن ينطلق من نفسه في ذلك

هل هناك من نصائح وإرشادات يمكن تقديمها للأخوة المواطنين ؟

أنصح المواطن بمد أرضية البيت بالكامل وتغطية أي مكان لأن ذلك يعزل البيت ويحافظ على الحرارة والتدفئة إضافة إلى تدفئة غرف المعيشة فقط  وعلى المواطن استخدام المازوت للتدفئة لا الكهرباء ويفضل استخدام المكيف في ذلك لأن استهلاكه أقل وهناك سخانات المياه التي تصرف كمية كبيرة من الكهرباء ولا يجب أن تصل الحرارة فيها الى فوق ال 60 عكس ما يتدول البعض لأن استهلاكه يعادل استهلاك 60 لمبة توفير

ونهاية يجب أن يدرك المواطن أن الكهرباء له وعندما نتكاتف جميعا" للحفاظ عليها سيقل التقنين إلى حدوده الدنيا وربما يختفي نهائيا"

تصوير:  تغريد محمد