دام برس:

هو قامة من قامات مصر التي أهدتها للامة العربية عبر تاريخها وهي أرض الكنانة العظيمة بأهرماتها الشامخة ونيلها الخالد وحاراتها المفعمة بالحب والنخوة والرجولة التي أنجبت قادة ومفكرين وشعراء وكتاب أثروا هذه الأمة .. وضيفنا اليوم هو امتداد لهذه القامات وأرض مصر وابن اهراماتها ونيلها ووريث مفكريها وقادتها الذين رسموا ملامح القومية العربية هو الدكتور محمد سيد أحمد الباحث السياسي والقومي العربي الناصري صاحب الصوت العالي في زمن السكوت والقامة الشامخة في عصر الركوع ...
السؤال الاول : متغيرات إقليمية كبيرة وخطيرة في المنطقة تستوجب ربما التوقف عند كل منها ولا سيما في مصر وسورية وهناك من يعتقد أن لا علاقة لما يجري في مصر لما يجري في سورية فهناك ربيع مصري متحقق ويتطور وهناك ربيع متعثر في سورية .. فهل هناك من تقاطع بين الساحتين المصرية والسورية فيما يجري من احداث ؟
بالقطع هناك تقاطع بل علاقة عضوية بين الساحتين المصرية والسورية فالمشروع الامريكى الصهيونى واحد وهو مشروع يسعى لتمزيق وتفتيت وتقسيم الوطن العربى كله وفى القلب منه مصر وسورية ولا يمكن نجاح مشروع التقسيم في وجود الجيشين ولذلك كان المستهدف الاول هو تحطيم القدرات العسكرية لمصر وسورية بعد تحطيم الجيش العراقى وبالطبع ثبت الآن أن الربيع المزعوم أكذوبة ووهم كبير صناعة أمريكية إستخدمت فيها الشعوب وركبتها جماعة الاخوان وما حدث في مصر هى محاولة احتلال تخلصت منها مصر بعد عام أما في سورية فالقوات الغازية الاخوانية التكفيرية المتحالفة مع امريكا وآل صهيون لم يتمكنوا من احتلالها بفضل القيادة الواعية والجيش الباسل والشعب الصامد وما يصفونه بالربيع المصرى المتحقق والمتطور هو في حقيقته انتكاسة ثم تحرر أما الربيع السورى المتعثر فحقيقته أنه فشل لمشروع الاحتلال ومشروع تقسيم سورية .ولابد أن يدرك الجميع وحدة المصير العربى فلا وجود لسورية بدون مصر ولا وجود لمصر بدون سورية
السؤال الثاني: هناك تهديد أمريكي يتأرجح بين الإقدام والتراجع في ظل تخبط ورفض في أروربا ومعارضة لكثير من دول العالم ورفض شعبي عالمي واسع ومناشدات عربية لتنفيذ العدوان على سورية .. كيف تقرأ التهديدات الأمريكية لسورية وهل أمريكا قادرة فعلا على القيام بعدوان على سورية وما أبعاد هذا العدوان على المنطقة ؟؟
أمريكا بعد أن فشلت حربها بالوكالة على سورية قررت أن تخوض الحرب بنفسها دون وسيط أو وكيل فالمخطط المؤامرة كان يستهدف اسقاط سورية في ايام وعندما فشل تم استخدام الجماعات التكفيرية المسلحة وعندما فشلت عبر ان الماضيين شعر الامريكان بالهزيمة أمام سورية وكان لابد من حفظ ماء وجهها فقررت التهديد بالضربة وحاولت استخدام كل حلفائها الغربيين لكنها فشلت فركزت على عملائها من الرجعية العربية وعلى الجامعة العربية إسما والعبرية فعلا لكن التحرك الدولى من قبل روسيا والصين وايران وحزب الله والتهديد المباشر بالرد على اسرائيل وتركيا ومن تستخدم أراضيه في الضربة له مفعول السحر هذا الى جانب غياب الغطاء القانونى الدولى للضربة وتهديد الشعوب العربية بضرب المصالح الامريكية في المنطقة العربية فأنا شخصيا أقود حملة تحريضية عبر وسائل الاعلام لضرب المصالح الامريكية في العواصم العربية اذا ما جرأت على توجيه ضربة عسكرية لسورية وضرب المصالح لن يشمل أمريكا فقط بل سيشمل حلفائها أيضا خاصة السعودية وقطر وتركيا ,لذلك توقعاتى هى تراجع أمريكا عن توجيه الضربة العسكرية لأنها ليست في صالحها بالمرة .وفيما يتعلق بأبعاد العدوان على المنطقة اذا حدث ستتحول الى منطقة دمار شامل وقد تصبح حرب عالمية ثالثة .
السؤال الثالث : كيف تصف موقف الجامعة العربية الداعي لتحميل الدولة السورية مسؤولية استخدام السلاح الكيميائي واتخاذ موقف دولي حازم حيالها وحتى التدخل العسكري فيها ؟؟؟
الجامعة العربية هى في حقيقتها منظمة مشبوهة وتعمل لصالح المشروع الامريكى الصهيونى وتنفذ التعليمات التى تتلقاها من سيدها الامريكى فهى غير شريفة وقرارتها ليست مستقلة وهى لا تعبر عن المصلحة العليا للشعوب العربية بل هى تعبير عن الحكومات العربية الخائنة والعميلة والحكام الذين فقدوا رجولتهم وتخصصوا في لعق أحذية الامريكان والصهاينة وموقف الجامعة العبرية من سورية كان متوقعا فقد باعت العراق في الماضى القريب وباعت ليبيا بالأمس القريب جدا وبالتالى موقفها المخزى من سورية تكملة لمشروع خيانتها وعمالتها لذلك أقترح تكوين جامعة للشعب العربى للوقوف في وجه هذه الجامعة الحكومية وأرى أن يكون مقرها دمشق .
السؤال الرابع: ما هي حقيقة الخلاف بين وزيري خارجية مصر والسعودية على خلفية الموقف من سورية داخل الجامعة العربية وهل تعتبر أن الموقف المصري كان كافياً ويرتقي لحجم مصر العربي ؟؟؟
بالطبع كان هناك خلاف حاد بين وزير خارجية مصر ووزير خارجية السعودية ذلك الخائن العميل سعود الفيصل ولعل الموقف الحاد من وزير الخارجية المصرى هو ما جعل قرارات الجامعة تأتى مائعة وليس لها طعم أو لون أو رائحة وخففت كثيرا من موقف الخيانة السعودى القطرى ,وأرى أن وزير الخارجية المصرى تعرض لضغوط شعبية رهيبة حتى جاء موقفه رافضا للضربة العسكرية فقد قمت بتنظيم مظاهرة أمام وزارة الخارجية وأرسلت للوزير موقفنا من الضربة وضرورة اتخاذ موقف واضح وصريح وقوى لرفض الضربة العسكرية ثم نظمنا وقفة أخرى قبل اجتماع الجامعة وكتبنا بيان إدانة سلمنا منه نسخة لأمين الجامعة وأخرى لوزير الخارجية وتحركنا في تظاهرة كبيرة وأحطنا الجامعة أثناء الاجتماع , لكن يظل الموقف الرسمى المصرى أقل من حجم مصر العربى ولا يرقى للمستوى الشعبى الذى قام بالتحريض على ضرب المصالح الامريكية في مصر والمنطقة العربية وكان التريض والتهديد بشكل مباشر وعبر وسائل الاعلام المختلفة .
السؤال الخامس: المشهد في مصر معقد اليوم وهناك ربما من يريد ادخال مصر في نفق الاقتتال الداخلي او حتى تطبيق ما جرى في سورية على مصر من خلال تسليح الجماعات المتطرفة الإسلامية وزجها في صراع مسلح مع الجيش المصري .. هل هناك اياد خارجية فعلا وراء الاحداث في مصر وهل المشهد المصري مرشح لمزيد من التصاعد ؟؟؟
بالطبع هناك أيادى خارجية تحاول جر مصر لنفس السيناريو السورى لكننا استفدنا كثيرا من التجربة في سورية والجيش ضرب الجماعات المسلحة بقوة منذ البداية ولم يعطها فرصة للحركة وقام بمواجهة شاملة في سيناء خاصة وأن عملاء الاخوان في حماس حاولوا التحرك في سيناء لكن الجيش حسم المعركة مبكرا وفى الداخل فشل مشروعهم وكشفهم الشعب الذى وقف بقوة خلف الجيش وأبهر العالم بخروجه وتصديه لقوى الارهاب ,وبالطبع لعبت سورية دورا هاما في تجفيف منابع الارهاب بواسطة الجيش العربى السورى وبالتالى حين حاول الاخوان في مصر الاستعانة بالعصابات المسلحة من الخارج لم يجدوها لأن غالبيتها يحارب في سورية هذا الى جانب أن الرأى العام أكتشف حقيقة المؤامرة وأن وب هو تكرار السيناريو السورى بعد أن هدد قادة الجماعات الارهابية بذلك فلم يجدوا لهم بيئة حاضنة بالداخل المصرى لذلك أصبح تكرار المشهد السورى في مصر من المستحيل والموقف يذهب الى الهدوء وليس التصاعد فالوعى المصرى ينتصر الآن كما انتصر الوعى السورى خلال العاميين الماضيين .
السؤال السادس : هناك من يقول ان هناك قصورا في أداء أحزاب وقوى التيار القومي العربي في مصر في الحراك السياسي المصري والعربي التي نراها اليوم فهل هي ربما لا تملك رؤية وموقفا واحدا صريحا مما يجري في مصر ولا تجاه اسرائيل ووجود سفارتها واتفاقيتها في رقبة النظام المصري وايضا في سورية فحتى الان هناك قوى قومية ناصرية تعتبر ما جرى في سورية ثورة على سبيل المثال ؟؟؟
على الرغم من أن التيار القومى الناصرى هو الأكبر والأقوى في الشارع المصرى إلا أن ما يعيبه هو التفتت والتقسيم فالكل يعتبر نفسه زعيم والكل يتقمص شخصية جمال عبد الناصر والكل يريد أن يكون الزعيم الأوحد وهذه هى آفة الناصريين وهم موقفهم واحد من الكيان الصهيونى لكن فيما يتعلق بسورية فهناك من تحرك من واقع قوميته وعروبته ومبادئه وبالتالى وقف بجوار سورية داعما لها قيادة وجيشا وشعبا , وهناك من لهم مصالح فقاموا ببيع قوميتهم وعروبتهم ومبادئهم من أجل هذه المصالح فظهرت مواقفهم وكأنها متناقضة يقولون ما لا يفعلون وبالطبع هذا هو العار نفسه لأننا حين وقفنا مع سورية العروبة في أزمتها كنا نهاجم ليس فقط من الإخوان والسلفيين والجماعات الارهابية بل كنا نهاجم أيضا من هؤلاء المتدثرين برداء الناصرية والقومية زورا وبهتانا وحتى بعد أن ظهرت كل ابعاد المؤامرة على سورية مازال البعض يمسك العصا من المنتصف ولا يريد أن يعلن موقفا صريحا يؤكد من خلاله أن سورية خاضت حربا كونية منفردة وأن جيشها ورئيسها دخلوا الحرب ليس دفاعا عن سورية فقط بل دفاعا عن شرف وكرامة الامة العربية جميعها.
السؤال السابع : هل تعتقد بوجود مخطط اسرائيلي لتأجيج الوضع في شبه جزيرة سيناء تمهيداً لإرسال قوات حفظ سلام دولية اليها ثم جعلها ارضا للدولة الفلسطينية المأمولة اسرائيليا ؟؟؟
كان هذا هو المخطط الذى أفشله الشعب والجيش المصرى عندما قاموا بالإطاحة بمحمد مرسى وأهله وعشيرته , فقد كانت هناك صفقة أمريكية صهيونية اخوانية بمنح حماس قطعة من سيناء لإقامة إمارة حماسوية بديلة للدولة الفلسطينية المغتصبة من قبل الكيان الصهيونى وبذلك يتحقق جزء من حلم اسرائيل بالإستيلاء على غزة كاملة وتهجير شعبنا الفلسطينى قسرا من أرضه ,لكن الوعى الوطنى والقومى المصرى فطن للمخطط وقام بإحباطه لكن ستظل المحاولات قائمة لكن عيون جيشنا صاحية وتحرس أرضنا .
السؤال الثامن: بالعودة الى الوضع السوري هل تعتقد ان الجيش العربي السوري قادر على مواجهة اسرائيل وكيف سيكون الموقف المصري فعليا اذا ما شن عدوان امريكي على سورية في ظل جامعة عربية مسلوبة باموال البترودولار ؟؟؟
الجيش العربى السورى من أقوى الجيوش في المنطقة وهو قادر على مواجهة اسرائيل في أى وقت وبالطبع مصر لا يمكن أن تتخلى عن مسؤلياتها التاريخية في دعم سورية خاصة أن ضرب سورية يؤثر تأثيرا مباشرا على الأمن القومى المصرى فسورية هى العمق الاستراتيجى لأمننا القومى ولا يمكن التفريط فيه والشعب المصرى يستطيع أن يضغط لإتخاذ مواقف رسمية قوية في مواجهة الامريكان والشعب الذى رفض المعونة الامريكية لا يمكن أن يقبل بيع مواقفه الوطنية وأمنه القومى مقابل أموال البترودولار نحن شعبا لا يباع ولا يشترى وقد مضى عهد الحكام الخونة والعملاء للغرب الامريكى الصهيونى وعادت مصر مرة أخرى لحضن العروبة ولن تفرط أبدا في سورية قلب العروبة النابض وسنطالب بتفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك اذا ما تعرضت سورية لضربة عسكرية وسنخوض الحرب ضد الامريكان معا كما خضنا كل الحروب معا على مدار التاريخ .
السؤال التاسع : كيف تقرأ تحية الفريق السيسي لدول الخليج وامرائها في خطابه الاخير علما اننا نعرف ان الدور الخليجي لم يكن بريئا في كل ما جرى في الساحات العربية ومنها المصرية ايضا؟؟؟؟
لا أقلق من تحية الفريق أول عبد الفتاح السيسى لدول الخليج فهو شخصية وطنية وقومية بامتياز وهو سياسى ماهر ومحنك الى أبعد الحدود وهو أبن الجيش المصرى مؤسسة الوطنية ومصنع الرجال هذا الى جانب أنه قام بالعمل في جهاز المخابرات الحربية سنوات طويلة ولديه معلومات دقيقة عن كل كبيرة وصغيرة تحدث في المنطقة ويعلم جيدا أن الدور الخليجى غير بريء لكنه يتعامل وفقا لقواعد اللعبة السياسية ولا يمكن أن يخدع في مواقفهم وحين تمتد أياديهم للعبث بأمننا القومى سيضرب بقوة وخلفه شعبه يؤيده تأيدا كاملا .
السؤال العاشر والاخير : ما هي رسالتك لشعب سورية عبر موقع دام برس الاخباري وكيف ترى مستقبل سورية القادم ؟؟؟
رسالتى للشعب السورى أبقى على صمودك ودعمك الكامل لجيشك ورئيسك فأنت تخوض حرب كونية ولابد أن تدفع ثمن استقلال ارادتك الوطنية ,ولتعلم أن الجيش العربى السورى هم حماة الديار عليهم السلام هم من حافظوا على وحدة الوطن وتصدوا بشجاعة نادرة للجماعات الارهابية وخاضوا حربا كونية شرسة دفاعا عن التراب الوطنى والرئيس بشار الأسد هو الاشرف والانبل فقد تحمل المسئولية كاملة ولم يخضع ولم يركع وأعاد أمجاد الأمة فخلقت الأزمة جمال عبد الناصر جديد زعيم قومى عالمى وكما أن مصر كانت تعرف بناصر في زمنه فسورية ستعرف ببشار الأسد هذه الايام وستخرج سورية منتصرة وسيتم إعادة بناؤها من جديد بسواعد أبنائها القوية التى تؤمن بسورية العروبة والمقاومة .